"لا يُمكن أن يكون لبنان سيّداً ومستقلّاً من جِهة ومرتبطاً بأحلاف من جهة ثانية"

الراعي: أخرجوا من سجون شروطكم واعملوا بشرف وضمير لتأليف الحكومة

02 : 00

القضيّةِ اللبنانيّةِ قضيّةٍ قائمةٍ بذاتِها

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "اننا شعب يملك طاقاتِ الصمودِ للدفاعِ عن كرامتِه وحقِّه وهوّيتِه واستقلالِ وطنه وحدودِه، رغم كلِّ المصائب التي حَلّت به في السنواتِ الأخيرة".

ودعا "الشعب للحفاظ على هذا الكيان اللبنانيّ، ولإعادةِ تجميعِ طاقاتِه وقدراتِه وروحِه المنتفِضَة، فلا يَفقِدُ الأملَ بالمستقبل". وأعلن أن "الظلمة وراءَنا والنور أمامنا، ومن شأن النور أن يُمزِّقَ طبقاتِ الظلام، فلن ندعَ لبنانَ يَسقط".

وقال الراعي في عظة الاحد خلال تكريس كنيسة بيت مريم في سيّدة لبنان ـ حريصا: "لأننا نناضلُ لمنعِ سقوطِ لبنان، نجدِّدُ النداءَ إلى المعنيّين بتأليفِ الحكومة ليُسرعوا في الخروجِ من سجونِ شروطهم، ويتّصفوا بالمناقبيّة والفروسيّة، ويَعمَلوا، بشرفٍ وضميرٍ وإصغاءٍ مسؤول إلى أنين الشعب، على تشكيلِ حكومةٍ قادرةٍ تَضُمُّ النخبَ الوطنيّةَ الواعدة. وإذ نُلِحُّ على موضوعِ الحكومةِ، فلأنّنا نَخشى أن يُهمَلَ ويُنسى في مجاهلِ لعبةِ السلطةِ داخليّاً وفي صراعِ المحاور إقليميّاً. هناك من يَعمُدُ إلى دفعِ لبنان نحو مزيدٍ من الانهيارِ لغاية مشبوهة".

واكد الراعي انه" إذ نكرّر الدعوة لإعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط، وتلازماً لعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان برعاية منظّمة الأمم المتّحدة، فلكي يكون مصيرُ لبنان مستقِلًّا عن التسوياتِ الجاريةِ في الشرقِ الأوسط، ولو على حسابِ حقِّ شعوبِ المنطقةِ في تقريرِ مصيرها. أمّا نحن اللبنانيّين فمسؤولون عن تقرير مصيرِنا الحرِّ والسياديّ، بعيداً عن تأثيرِ أيّ مساومةٍ، أو تسويةٍ من هنا وهناك وهنالك. دورنا أن نواصلَ النضالَ من أجلِ استعادةِ القرار الحرّ والسيادةِ والاستقلال وسلامة كلّ الأراضي اللبنانية. لا يُمكن أن يكونَ لبنانُ سيّداً ومستقلّاً من جِهة، ومرتبطاً بأحلاف ونزاعات وحروب من جهة ثانية!".

وعليه، اعلن الراعي تأييده "تحسينَ العلاقاتِ بين دول المنطقة، على أسس الاعترافِ المتبادَلِ بسيادةِ كلِّ دولةٍ وبحدودِها الشرعيّة، والكفِّ عن الحنينِ إلى السيطرة والتوسّع". وتمنى "أن تَنعكِسَ أجواءُ التقاربِ المستَجِدّ على الوضعِ اللبناني فيَخِفُّ التشنّجُ بين القوى السياسيّةِ، وتنَسحبُ من الصراعاتِ والمحاور، ما يَسمحُ للبنانَ أن يستعيدَ حيادَه واستقلالَه واستقرارَه". وطالب هذه الدول "بأن تَنظرَ إلى القضيّةِ اللبنانيّةِ كقضيّةٍ قائمةٍ بذاتِها، لا كمَلَفٍّ مُلحَقٍ بملفّاتِ المنطقة".


MISS 3