مناورات "الحرب الشاملة"!

02 : 00

دبّابة إسرائيليّة تُشارك في المناورات العسكريّة في الجولان أمس (أ ف ب)

وسط حال من التوتّر العسكري والأمني الذي يُخيّم فوق المنطقة، بدأ الجيش الإسرائيلي أكبر مناورات عسكرية في تاريخه، تُحاكي حرباً شاملة يخوضها على الجبهات كافة وتمتدّ شهراً كاملاً، فيما تُشارك كلّ أذرع الجيش الإسرائيلي فيها.

وتُحاكي التدريبات العسكرية الواسعة قتالاً على كلّ الجبهات من شمال الدولة العبرية على الحدود مع لبنان وسوريا، وصولاً إلى جنوبها مع قطاع غزة، فضلاً عن التعامل مع إطلاق صواريخ من كلّ الإتجاهات، بما في ذلك من دول لا تربطها حدود مشتركة مع إسرائيل.

وتُحاول إسرائيل بذلك توجيه رسالة حازمة إلى "محور الممانعة" وعلى رأسه كلّ من "حزب الله" وحركة "حماس"، ومـــن خلفهما إيران، بأنّها لن تتهاون مع أي تصعيد على حدودها، بحسب الإعلام العبري الذي أوضح أن هذه المناورة مخطّط لها مسبقاً، مشيراً إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قرّر عدم إلغائها أو تأجيلها على الرغم من التوتر القائم في القدس والضفة وغزة.

بالتزامن، وضع "حزب الله" عناصره في حالة استنفار شاملة وجهوزيّة تامة هي الأولى من نوعها منذ حرب تموز 2006 على طول الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة، ليُوجّه بدوره رسالة صارمة إلى إسرائيل مفادها أنّه جاهز لوجستياً وعسكرياً لأي مواجهة معها ويضع كلّ الاحتمالات على الطاولة، فيما تواردت أنباء تُفيد بأنّ "الحزب" استقدم مزيداً من التعزيزات من الــداخل السـوري إلى الجنوب اللبناني.

وفي الغضون، كشف مركز الدراسات الإسرائيلي "ألما" خرائط تُحدّد بشكل تفصيلي مواقع انتشار الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" في مناطق لبنانية مختلفة، متحدّثاً تحديداً عن 6 مواقع عسكرية جديدة يستخدمها "الحزب" جنوبي لبنان، في حين قال مدير قسم البحوث في المركز طال بيري: "يُقدّر حزب الله أنه في صراعه المقبل مع إسرائيل سيُواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع الجيش الإسرائيلي في منطقة مفتوحة. لذا، قرّر تركيز أنشطته في المناطق المأهولة. وقد بدأ منذ حرب تموز 2006 بتحويل معظم أنشطته إلى المناطق المبنية وحولها".