طهران تضع شروطاً لتمديد إتفاق مع الوكالة الذريّة

برلين: "محادثات فيينا" تستغرق وقتاً طويلاً

02 : 00

عراقجي يترأّس الوفد الإيراني في "محادثات فيينا" (أ ف ب)

ما زالت الآمال لدى الدول المعنيّة مباشرةً بالإتفاق النووي الإيراني معلّقة على احتمال إعادة إحياء الإتفاق الموقّع العام 2015، لكن ألمانيا رأت بالأمس أن "محادثات فيينا" النووية قد تستغرق وقتاً طويلاً، مؤكدةً في الوقت عينه أن المفاوضات بنّاءة.

وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الوقت عامل جوهري في "محادثات فيينا"، لافتاً إلى أن المفاوضات تجرى في أجواء طيّبة. وقال ماس على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "المفاوضات صعبة وشاقة، لكن جميع المشاركين يجرون المحادثات في أجواء بنّاءة".

وأضاف: "لكن الوقت ينفد... نهدف إلى العودة الكاملة للإتفاق النووي الإيراني لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم قدرة إيران على امتلاك أسلحة نوويّة"، في وقت كشف فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن الوكالة تُجري محادثات تقنية موازية للمحادثات السياسية مع الوفد الإيراني في فيينا.

وبينما أوضح غروسي أن "نتيجة المحادثات السياسية تتطلّب الصبر، ولكن في حال لم يتمّ التوصّل إلى إتفاق سياسي قبل 20 أيّار، فسأبدأ محادثات مباشرة مع الإيرانيين للتأكد من أن عمليات التفتيش ستُستكمل"، أشارت إيران على لسان المتحدّث باسم وزارة خارجيّتها سعيد خطيب زاده أنّها قد تُمدّد اتفاقاً تقنياً مع الوكالة الذرية في شأن عمليات التفتيش، لكنّها اشترطت مضي المباحثات في شأن إحياء الإتفاق النووي على "المسار الصحيح".

وكان رئيس الوفد الإيراني المفاوض ومعاون وزير الخارجية عباس عراقجي، قد ذكر في فيينا الجمعة أن الولايات المتحدة أعربت عن "استعدادها لرفع جزء من الإجراءات (العقوبات)، وهو أمر غير كاف"، مضيفاً: "سنُواصل إذاً المفاوضات حتّى نتوصّل إلى نتيجة تُرضينا بالكامل".

وفي هذا الإطار، لفت خطيب زاده خلال مؤتمره الصحافي بالأمس إلى أن الولايات المتحدة "وافقت على جزء كبير مِمَا عليها القيام به" لجهة رفع العقوبات، لكنّه شدّد على أن إيران تُريد رفعاً كاملاً للعقوبات التي كانت تهدف "إلى تدمير" الإتفاق. وتابع: "ليس سرّاً أن ثمّة خلافات جدّية في هذا المجال"، بين واشنطن وطهران.

كما أكد المتحدّث الإيراني ضمنياً إجراء مباحثات مع السعودية، معتبراً أنه لا يزال "من المبكر" الحديث عن نتائجها. وقال ردّاً على سؤال في شأن لقاءات مع السعودية: "هدف المباحثات كان ثنائياً وإقليمياً. بالطبع، رحّبنا دائماً بمباحثات كهذه على أي مستوى وفي أي شكل، وهذه ليست سياسة جديدة بالنسبة إلينا"، معتبراً أن "خفض التوتر وإرساء روابط بين بلدَيْن مسلمَيْن كبيرَيْن في منطقة الخليج الفارسي يصب في صالح الأمّتَيْن".

وفي الأثناء، اعترضت الدفاعات الجوّية السعودية مسيّرة مفخّخة أطلقها المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران في اتجاه مطار أبها في جنوب المملكة، فيما أعلن المتحدّث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي أنه "تمّ اعتراض وإسقاط مسيّرة مفخّخة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وبطريقة متعمّدة وممنهجة لاستهداف المسافرين في مطار أبها الدولي، الذي يمرّ من خلاله يوميّاً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين ومن جنسيات مختلفة".