"التصفيات" تلاحق النشطاء العراقيين المناهضين للنفوذ الإيراني

02 : 00

عمليّات الإغتيال أجّجت الشارع العراقي ضدّ طهران (أ ف ب)

يُصارع الصحافي العراقي أحمد حسين الموت إثر تعرّضه لمحاولة اغتيال بعد 24 ساعة على مقتل الناشط السياسي المناهض للنفوذ الإيراني والجماعات المسلّحة إيهاب الوزني برصاص الغدر والحقد.

وخضع حسين، الذي تعرّض لمحاولة اغتيال في الديوانية فجر الإثنين وأُصيب في رأسه، لعمليات جراحية عدّة، وسيبقى "لمدّة أسبوعَيْن في العناية المركّزة"، إذ إنه "ما زال في مرحلة الخطر"، وفق ما أفاد المستشفى حيث يتلقى العلاج في بغداد.

وتعرّض حسين لمحاولة اغتيال قرابة الساعة الأولى فجراً بهجوم بالرصاص أثناء نزوله من سيارته متوجّهاً إلى منزله، قرب مدينة الديوانية في جنوب العراق، بحسب مشاهد كاميرات مراقبة بُثّت كما جرت العادة لدى كلّ عملية اغتيال أو محاولة اغتيال، بعد وقت قصير من الإعتداء.

ونُقِلَ حسين أوّلاً إلى مستشفى محلّي، إلّا أن وضعه الصحي أثار قلق الأطباء الذين أكدوا لوكالة "فرانس برس" عدم تمكّنهم من إجراء العمليات الجراحية اللازمة. ونُقِلَ بعدها إلى مستشفى الجملة العصبية في العاصمة بغداد، لتلقي العلاج.

ويعمل حسين مراسلاً لقناة الفرات التلفزيونية العراقية، وجاءت محاولة اغتياله بعد 24 ساعة من مقتل إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الإحتجاجات في كربلاء، جنوب بغداد، برصاص مسلّحين أردوه أمام منزله بمسدّسات مزوّدة بكواتم للصوت.

وبعد اغتيال الوزني، هاجم محتجّون غاضبون مساء الأحد القنصلية الإيرانية في كربلاء، وأضرموا النار في أكشاك مثبّتة أمام مبنى القنصلية، فيما قامت قوّات الأمن بتفريق التظاهرة عبر إطلاق الرصاص الحي في الجوّ وأرغمت المتظاهرين على التراجع.

ودانت طهران أمس بشدّة الهجوم على قنصليّتها في كربلاء، في حين سلّمت الخارجية الإيرانية السفارة العراقية في طهران مذكّرة احتجاج، مطالبةً السلطات العراقية بالقيام بواجبها في حماية مقرّاتها الديبلوماسية.

وكان الوزني من أبرز الأصوات المناهضة للفساد وسوء إدارة الدولة والمنادية بوقف تدخّل إيران في الشؤون العراقية ودعمها للجماعات المسلّحة التي تدور في فلكها. وخلّف الهجومَان صدمة كبيرة في عموم العراق، الذي اعتاد على وقوع أعمال عنف مع اقتراب موعد الإنتخابات التشريعية في البلاد والمقرّرة في تشرين الأوّل.

ومنذ اندلاع "ثورة تشرين"، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة. وفي تموز 2020، اغتيل المحلّل المختص على مستوى عالمي بشؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشمي أمام أولاده في بغداد. ويوجّه الناشطون العراقيّون أصابع الإتهام في تنفيذ عمليّات التصفية هذه إلى الميليشيات الموالية لطهران.

وعلى صعيد إقليمي آخر، أطلقت قطعة تابعة للبحرية الأميركية نيراناً تحذيرية على 13 زورقاً إيرانياً سريعاً بعد اقترابها من غوّاصة أميركية في مضيق هرمز. وأوضح المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي أن 13 زورقاً هجومياً سريعاً للحرس الثوري الإيراني اقتربت لمسافة تقلّ عن 140 متراً من 7 سفن أميركية، قبل أن تُطلق إحدى هذه السفن 30 عياراً تحذيرياً على دفعتَيْن. وهذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال أسبوعَيْن.


MISS 3