روبوت صيني على المريخ

02 : 00

نجحت الصين في إنزال روبوت مسيّر صغير على المريخ في مهمة دقيقة تشكّل سابقة للدولة الآسيوية العملاقة وتعكس طموحاتها الفضائية الآخذة في الاتساع. وأطلق الصينيون في نهاية تموز 2020 من الأرض مهمتهم غير المأهولة "تيانوين - 1" التي تحمل اسم المسبار الذي أرسل إلى الفضاء. ويتألف من ثلاثة أجزاء هي مركبة مدارية (تدور حول الكوكب) ومركبة هبوط تقل الروبوت الذي يتم التحكم به عن بعد "تشورونغ". وهبط "تيانوين - 1" في الساعة 7,18 صباحاً بتوقيت بكين (11,:18 مساءً ت غ يوم الجمعة) في منطقة تسمى "يوتوبيا بلانيسيا"، وهي سهل شاسع يقع في النصف الشمالي من المريخ، على ما أوضحت وكالة الفضاء الصينية. والهبوط على الكوكب الأحمر أمر معقد وأخفقت مهمات أوروبية وسوفياتية وأميركية عدة في تحقيقه بالماضي.

وأوضحت وكالة الفضاء أن وحدة الهبوط في "تيانوين - 1" فتحت فور وصولها إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر مظلة للشروع في هبوط محفوف بالمخاطر استمر دقائق عدة. ويزن تشورونغ 240 كيلوغراماً، وسيتولى درس بيئة الكوكب وتحليل تكوين صخوره. ومن بين مهام الروبوت إجراء تحليلات للتربة والغلاف الجوي، والتقاط الصور، والمساهمة في رسم خرائط للكوكب الأحمر. وللصين خبرة في هذا المجال، إذ سبق أن سيّرت روبوتين صغيرين على القمر هما "ارنب اليشم 1" عام 2013 و"ارنب اليشم 2" عام 2019.

ومن المفترض أن يسعى المسبار أيضاً إلى العثور على أي أثار حياة سابقة قد تكون موجودة على الكوكب الأحمر. ويأتي هبوط المسبار الصيني على سطح المريخ بعد أشهر من الروبوت الجوال "بيرسيفيرنس" التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) والذي سبقه إلى الكوكب الأحمر في 18 شباط بمهمة تتمثل أيضاً في السعي إلى إيجاد آثار حياة سابقة.

وتستثمر بكين مليارات الدولارات لتلحق بالقوى العظمى في هذا المجال (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) لا بل لتتجاوزها على صعيد الاستكشاف والبحث وإطلاق الأقمار الاصطناعية. وهي أرسلت في العام 2003 أول مواطن صيني إلى الفضاء هو يانغ ليووي. ودار يانغ 14 مرة حول الأرض في غضون 21 ساعة. وتعتزم الدولة الآسيوية العملاقة تجميع محطة للفضاء قبل 2022. وستصبح الصين بذلك ثالث بلد في العالم يبني بوسائله الخاصة محطة كهذه بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. كذلك تأمل في إرسال رحلات مأهولة إلى القمر في غضون عشر سنوات.