مريم سيف الدين

زملاء الحريّة والمهنة والحقيقة

... رفضًا لسياسة كمّ الأفواه

16 أيلول 2019

02 : 50

بالتأكيد ليست "نداء الوطن" المستهدفة فحسب، وإن استدعي رئيس تحريرها بشارة شربل ومديرها المسؤول جورج برباري إلى المباحث الجنائية الأربعاء بتهمة كتابة مانشيت. بل هي الحرية في وطن يفقد هويته من دونها ويصبح نسخة عن محيطه. واستدعاء الجريدة إلى المباحث الجنائية وإن شكّل انتهاكاً وتجاوزاً للأصول القانونية، إلّا أنّه يعبّر عن قناعة الجهة المحرّضة بأنّ الحق بالتعبير ونقل المعلومة جريمة جنائية، تستدعي الإعدام ربما، طالما لم تتوافق مع مصالحها ورغباتها.

ليست «نداء الوطن» أول جريدة تلاحق «جنائياً» بسبب عملها الصحافي ولن تكون الأخيرة في عهدٍ يحاول إنكار الحقائق وطمسها، ما يفسّر نقمته على الإعلام. وقد سبق أن لوحق الكثير من الزملاء أمام محاكم مختلفة غير مختصّة، لمجرّد قيامهم بعملهم الصحافي الذي كشف حقيقة ما. انطلاقاً من هذا الواقع اندفع عدد كبير من الزملاء للتضامن مع «نداء الوطن» إدراكاً منهم للخطر الذي يتهدد الصحافة والصحافيين بغية إخفاء الحقيقة. ويدرك المتضامنون مع الجريدة التي أزعجت سكينة العهد وحاشيته أنهم يتضامنون مع أنفسهم ومؤسساتهم ومهنتهم قبل التضامن مع الجريدة. فكلّما حاولوا خنق الصوت عليه أن يرتفع أكثر لتدركه بقية الأصوات، وإلا ساد صمت مرعب سيفسح المجال أمام ارتكاب الكثير من الجرائم والانتهاكات. أما من تغضبه الصحافة فما عليه سوى أن يدرك أن مهمة الصحافة ليست مدح أحد ولا التملق لعهد، فمن أراد أن يقرأ خبراً يعجبه عليه أن يعمل ليحسّن الواقع حتى لا يزعجه نقله.

وبينما من المؤسف أن يسبق استدعاء «نداء الوطن» حملة تحريض ضد الجريدة تستسهل التخوين لمجرد الاختلاف بالرأي، برزت حملة تضامن مع «نداء الوطن» تؤكد أنّ الصحافيين الأحرار في لبنان لن يتوانوا ولن يتهاونوا في معركة الدفاع عن الحرية والمهنة والحقيقة. وقد عبّر عدد من الزّملاء عن تضامنهم مع «نداء الوطن» واستنكارهم للاستهداف الذي تتعرض له ولمخالفة الأصول القانونية في محاكمة الصحافيين، كما اتصل الوزير السابق غازي العريضي برئيس تحرير «نداء الوطن» بشارة شربل معبراً عن تضامنه.













MISS 3