فلسطين: المعركة مستمرّة وأميركا تكبّل مجلس الأمن

02 : 00

إندلاع حريق هائل بعد استهداف الطيران الإسرائيلي مصنعاً في شمال غزة أمس (أ ف ب)

تبادل القصف العنيف ما زال مستمرّاً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لا بل زادت حدّته وتوسّعت رقعته، بالتوازي مع المساعي الحثيثة لوقف إطلاق النار، خصوصاً على جبهة الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والأردن، بينما رفضت واشنطن بالأمس، للمرّة الثالثة في 7 أيام، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي بياناً حول النزاع الدموي بين الدولة العبرية والفلسطينيين، يدعو إلى "وقف أعمال العنف" و"حماية المدنيين وخصوصاً الأطفال"، في حين يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً مغلقاً آخر اليوم. وفيما لا يزال القتلى يسقطون جرّاء القصف الإسرائيلي المكثّف على المباني في غزة، والتي تردّ عليه الفصائل باستهداف المدن والمستوطنات الإسرائيليّة برشقات صاروخية، أوضحت الولايات المتحدة أنها "لا يُمكن أن تدعم في الوقت الراهن موقفاً يُعبّر عنه" مجلس الأمن، وفق ما صرّح ديبلوماسي لوكالة "فرانس برس"، فيما سُلّمت مسودة البيان التي أعدّتها الصين وتونس والنروج مساء الأحد إلى أعضاء المجلس الـ15 بهدف الموافقة عليها الإثنين.

وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس عند الساعة 14:00 (ت غ) جلسة حضورية ستُجرى خلالها مناقشة علنية حول النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفق ما أعلن المتحدّث باسم الجمعية العامة برندن فارما، الذي أوضح أن الجلسة التي لن تُفضي إلى تبني أي نص، ستُعقد بطلب من النيجر والجزائر، اللتَيْن تتوليان توالياً الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي ورئاسة المجموعة العربية في الأمم المتحدة، في وقت أكد فيه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه أن الفلسطينيين سيتوجّهون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة إسرائيل.

وخلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة لا تقف عائقاً أمام الديبلوماسية، رافضاً اتّهامات الصين لبلاده في هذا الإطار، ومطالباً في الوقت عينه طرفَيْ النزاع بـ"حماية المدنيين" والأطفال، فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه سيتشاور مجدّداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولدى سؤاله عن إمكان توجيه دعوة إلى وقف إطلاق النار، أجاب بايدن: "سأتحدث مع رئيس الوزراء... وسيكون لدي المزيد لأقوله بعد هذه المشاورات".

كذلك، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيعمل في الأيام المقبلة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني على اقتراح ملموس للتهدئة ولمسار محتمل للمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، في حين شدّد السيسي على ضرورة وقف أعمال العنف في فلسطين بأسرع وقت ممكن، والتوصّل إلى حلّ عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلّة وفق المرجعيات الدولية.

وفي رام الله في الضفة الغربية، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس المبعوث الأميركي هادي عمرو. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، فقد حضّ عباس على ضرورة "تدخّل الإدارة الأميركية لوضع حدّ للعدوان الإسرائيلي"، في حين أفاد موقع "والا" الإسرائيلي نقلاً عن مسؤول سياسي إسرائيلي بأنّ في الدولة العبرية تُجهّز قنوات الحوار تمهيداً لإمكانية وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية، وذلك بعد صدور قرار عن المستوى السياسي في هذا الموضوع.

وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل "مواطن برصاص الإحتلال في مخيّم العروب شمال الخليل"، ليرتفع عدد القتلى في الضفة الغربية منذ الإثنين الماضي إلى 20، فيما دعت اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى إضراب شامل في الضفة. كما تُسجّل داخل إسرائيل أعمال عنف عرقية وطائفية خطرة، خصوصاً في "المدن المختلطة"، حيث يُقيم يهود وعرب إسرائيليون.

وعلى الجبهة مع غزة، تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر ليدخل أسبوعه الثاني ما أدّى إلى مقتل نحو 200 فلسطيني و10 إسرائيليين. وكان الطيران الإسرائيلي قد أغار ليل الأحد - الإثنين عشرات المرّات على غزة، ما ألحق أضراراً في عيادة ومكاتب الهلال الأحمر القطري ومباني وزارة الصحة في القطاع مع الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وارتفعت سحب الغبار التي خلّفتها الإنفجارات بالقرب من ميناء غزة المطلّ على البحر المتوسط، إذ أكد الجيش الإسرائيلي استهدافه "سلاح حماس البحري"، مشيراً إلى أن سلاح البحرية وطائرات مسيّرة أحبطت هجوماً لـ"حماس" عن طريق البحر شمالي قطاع غزة. وذكر الجيش أنه راقب تحرّكات لتنفيذ عملية عن طريق البحر، وبعد رصد إنزال المنفذين الغوّاصة إلى شاطئ البحر وابتعادهم عنها، لجأ الجيش إلى قصف الغوّاصة والسيّارة التي استقلّها مقاتلو "كتائب القسام"، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر منهم.

وإذ أوضح الجيش الإسرائيلي أيضاً أنه استهدف 9 منازل تُستخدم "لتخزين الأسلحة" عائدة إلى قادة كبار في "حماس"، وذلك غداة قصفه منزلَيْ رئيس حركة "حماس" في القطاع يحيى السنوار وشقيقه محمد، أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" مقتل قائد "لواء الشمال" في "سرايا القدس"، الجناح العسكري للحركة، حسام أبو هربيد، في غارة الإثنين. وشملت دائرة القصف الإسرائيلي "مترو الأنفاق" أو شبكة أنفاق "حماس"، التي قال الجيش إنّ جزءاً منها يمرّ في مناطق مدنية.

وفي المقابل، أعلنت "الجهاد الإسلامي" إطلاق مزيد من الصواريخ في اتجاه تل أبيب. وأُطلقت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل وعلى طول الحدود مع قطاع غزة على وجه الخصوص، بينما أشارت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إلى أن مسعفيها قدّموا العلاج الطبي لـ 10 جرحى في مدينة عسقلان، بينهم 3 أُصيبوا بشظايا الزجاج المحطّم. من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن القصف الإسرائيلي على غزة أدّى إلى نزوح 38 ألف شخص وتشريد 2500.


MISS 3