بلينكن إلى الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة"

غزة تحتفل بـ"النصر الإلهي"... والقدس "تشتعل" مجدّداً!

02 : 00

فلسطينيّون يحتفلون في باحات المسجد الأقصى أمس (أ ف ب)

بعد مرور أسبوعَيْن على أحداث مشابهة كانت الشرارة التي فجّرت المواجهات العسكرية بين إسرائيل وقطاع غزة، إندلعت صدامات عنيفة مجدّداً بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية بعد اقتحامه من قبل القوّات الأمنية عقب انتهاء صلاة الجمعة، ما أدّى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بجروح، فضلاً عن اندلاع مواجهات في العديد من أحياء القدس الشرقية وعند معبر قلنديا بين القدس والضفة الغربية، بحسب الشرطة الإسرائيلية، التي أشارت إلى تعبئة مئات من الشرطيين وحرس الحدود، بالتزامن مع استراحة محرّكات المقاتلات وفوهات المدافع والدبابات، واستكانة أنظمة الدفاع الصاروخي والصواريخ على أشكالها وأنواعها وألوانها في إسرائيل وغزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بعد 11 يوماً من تصعيد دامٍ.

وبينما احتفلت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بـ"نصر تاريخي وإلهي"، تحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "نجاح استثنائي" للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث بدأ آلاف من الفلسطينيين يُغادرون المدارس التي لجأوا إليها هرباً من القصف، في وقت يواصل فيه المسعفون والدفاع المدني البحث عن ناجين تحت الركام، بحيث انتُشل 5 جثث و10 ناجين من تحت أنقاض نفق في منطقة خان يونس قصفه الطيران الإسرائيلي خلال المواجهات.

وشدّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال كلمته المتلفزة على "النصر العظيم الذي سجلته المقاومة الباسلة"، في حين أكد نتنياهو أمام الصحافيين في تل أبيب تحقيق أهداف العملية، إذ "لا يُمكن لـ"حماس" الاختباء بعد الآن، فقد قُمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابي، بينهم 25 من الكوادر، والباقون يعرفون الآن قدرتنا للوصول إليهم".

كما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي استراتيجية جيش بلاده التي حارب بها الفصائل الفلسطينية في الأيام الماضية، من بينها جدار إلكتروني ذكي من الحديد الصلب تحت الأرض، وقال: "حماس حاولت أن تحفر أنفاقاً تحت الأرض كي تصل إلى معسكرات ومناطق تابعة لإسرائيل، لكنّهم فوجئوا بجدار تحت الأرض يحمي مواطني إسرائيل"، مؤكداً أن "حماس" تلقت ضربات "غيّرت قواعد اللعبة" و"غيّرت المعادلة".

وبالعودة إلى القدس، استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيّل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق حشود من الفلسطينيين الذين تجمّعوا عقب أداء صلاة الجمعة داخل باحات الحرم القدسي، وهم يحتفلون بوقف إطلاق النار ويهتفون ضدّ الدولة العبرية. كما جابت سيارات شوارع حي الشيخ جراح في القدس الشرقية فجر أمس، رافعةً الأعلام الفلسطينية وانطلقت أبواقها في أجواء احتفالية عقب الإعلان عن "وقف النار".

وفي غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أنّه يتطلّع للقاء وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي ومسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين آخرين. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد رحّب باتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أنّه يُمثّل "فرصة حقيقية" للتقدّم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فيما أشاد بالدور المصري.

وتوالت المواقف الإقليمية والدولية المرحّبة بوقف إطلاق النار، فيما رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي رحّب أيضاً باتفاق "وقف النار"، أن على إسرائيل والفلسطينيين الآن مسؤولية إجراء "حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع". كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل مع الأمم المتحدة على "حزمة قوية من الدعم لإعادة الإعمار والتعافي السريع والمستدام".

وعلى الرغم من الهدنة، تبقى المخاوف قائمة بقوّة، خصوصاً مع تجدّد المواجهات في الضفة الغربية، إضافةً إلى "التوترات الدينية" العميقة بين اليهود والعرب في الداخل الإسرائيلي، حيث حصلت أعمال عنف هي الأولى بهذا الحجم منذ سنوات، فضلاً عن أن الهدنة بين إسرائيل وغزة تبقى هشّة وعرضة للإنفجار عند أي لحظة إقليمية مؤاتية.


MISS 3