الحكومة الفلسطينيّة تتعهّد التمسّك بـ"الأغوار"

العاهل الأردني يدعو إلى رفض إجراءات إسرائيل الأحاديّة

09 : 53

اشتيه خلال جلسة حكوميّة في قرية فصايل الفلسطينيّة في غور الأردن أمس (أ ف ب)

لم يمرّ تعهّد رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو قبل أسبوع، بضمّ غور الأردن، الذي يُشكّل نحو ثلث مساحة الضفة الغربيّة، في حال فوزه في الانتخابات اليوم، مرور الكرام. فقد توالت ردود الفعل المستنكرة من عواصم عربيّة وغربيّة عدّة، كان آخرها دعوة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس، إلى "تكاتف الجهود الدوليّة من أجل رفض الإجراءات الإسرائيليّة الأحاديّة الجانب التي تُقوّض حلّ الدولتَيْن".

وأوضح بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله ركّز في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي على "التطوّرات التي تشهدها المنطقة". وأكّد الملك "أهمّية تكاتف الجهود الدوليّة إزاء رفض كلّ الإجراءات أحاديّة الجانب التي من شأنها تقويض حلّ الدولتَيْن، باعتباره الحلّ الوحيد للصراع، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينيّة المستقلّة على خطوط الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيّة، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وثمّن الملك عبد الله "موقف فرنسا والاتحاد الأوروبي الداعم لحلّ الدولتَيْن"، مشدّداً على "أهمّية توحيد المواقف الدوليّة في هذا الخصوص". وكان وزير الخارجيّة الأردني أيمن الصفدي قد اعتبر الثلثاء تعهّد نتنياهو بضمّ غور الأردن في حال إعادة انتخابه، "تصعيداً خطِراً يدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع".

تزامناً، شدّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه أمس على أن "الأغوار جزء لا يتجزّأ من الجغرافيا الفلسطينيّة والحديث عن ضمّها باطل والمستوطنون غير شرعيين فيها"، وذلك خلال جلسة عقدتها حكومته في قرية فصايل الفلسطينيّة في غور الأردن. وقال اشتيه للصحافيين: "نحن موجودون هنا وسنبقى هنا"، مضيفاً: "الفلسطيني ولد ليكون على هذه الأرض، وهي جزء مهمّ من أراضي دولتنا الفلسطينيّة المتكاملة والمتواصلة الأطراف، وسنعمل كلّ ما نستطيع من أجل تعزيز وجود أهلنا في الأغوار وحمايتهم، ولتكون هذه المنطقة حديقة فلسطين".

وأكّد أن "الاستيطان والمستوطنين غير شرعيين وسيرحلون عن أرضنا"، وتابع: "سنُقاضي إسرائيل في المحاكم الدوليّة على استغلالها أرضنا في الأغوار، وسنبقى نُصارع هذا الاحتلال على الأرض وفي مختلف المحافل الدوليّة"، معتبراً أن "الحديث عن ضمّ الأغوار باطل". وأوضح أن "تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بضمّ هذه الأراضي غير قانوني ومدان من كلّ الأطراف، وهو محاولة لكسب أصوات انتخابيّة".

ويُمثّل غور الأردن حوالى 30 في المئة من مساحة الضفة الغربيّة، وهو منطقة زراعيّة. وتُعدّ الأغوار، منطقة استراتيجيّة، سيّما أنّها تقع على طول الحدود الشرقيّة مع الأردن على امتداد أكثر من 120 كلم، وهي منطقة حيويّة أمنيّاً واقتصاديّاً نظراً لوفرة المياه فيها والزراعة.

ويؤثر تعهّد نتنياهو إذا ما أصبح واقعاً، على 65 ألف فلسطيني يقطنون المنطقة، وفق المنظّمة الحقوقيّة الإسرائيليّة "بتسيلم". وأعلن مكتب نتنياهو سابقاً أنّ "الحكومة وافقت خلال جلستها الأسبوعيّة التي عُقِدت في غور الأردن، على تحويل المستوطنة العشوائيّة "ميفوت يريحو" في غور الأردن إلى مستوطنة رسميّة". وتعيش قرابة 30 عائلة في هذه البؤرة الاستيطانيّة العشوائيّة، التي تأسّست العام 1999. كما يعيش نحو 400 ألف مستوطن في الضفة الغربيّة وهم محاطون بحوالى 2.7 مليون فلسطيني.