إطلاق تحقيق أممي في إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة

العاهل الأردني ووليّ عهد أبوظبي يبحثان "القضيّة الفلسطينيّة"

02 : 00

العاهل الأردني خلال استقباله وليّ عهد أبوظبي في عمّان أمس (أ ف ب)

أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية في عمان أمس مباحثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناولت "العلاقات الأخوية بين البلدَيْن"، و"التطوّرات في المنطقة وفي مقدّمها القضية الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي الأخير"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

وفي هذا الصدد، أكد العاهل الأردني وولي عهد أبوظبي أهمّية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والحفاظ عليه، وشدّدا على ضرورة العمل على المستويَيْن الإقليمي والدولي خلال الفترة المقبلة، لتحريك عملية السلام ودفعها إلى الأمام.

وشدّد الملك على "ضرورة مواصلة بذل كلّ الجهود عربياً ودولياً لوقف ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات استفزازية متكرّرة وغير قانونية في القدس والمسجد الأقصى، والتي قادت إلى التصعيد الأخير، وتؤجّج التوتر والاحتقان في المنطقة".

كما لفت إلى الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية لتفعيل المسار السياسي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس "حلّ الدولتَيْن"، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وجدّد التأكيد كذلك على مواصلة المملكة جهودها لحماية المقدّسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدّسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، مشدّداً على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدّساتها.

من جهته، عبّر ولي عهد أبوظبي عن تقديره لجهود الأردن، بالتعاون مع مصر، في تحقيق التهدئة بقطاع غزة، مؤكداً أهمّية الدور الذي يقوم به الملك عبدالله الثاني في رعاية الأماكن المقدّسة في القدس.

وأشار الشيخ محمد بن زايد أيضاً إلى أن الأحداث الأخيرة تؤكد أهمّية العمل المشترك من أجل السلام، مجدّداً دعم الإمارات لأي خطوة في هذا الإتجاه من منطلق نهجها الداعم للسلام والتعايش، وإيمانها بأنّ السلام هو ضمانة المستقبل الأفضل للمنطقة وشعوبها.

وجاءت زيارة ولي عهد أبوظبي بعد ختام جولة شرق أوسطية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، استمرّت يومَيْن، سعى خلالها إلى تعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة.

وفي الغضون، استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير الفرنسي لدى إسرائيل إريك دانون، بعد "تصريحات صادمة" لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حول مخاطر أن تشهد الدولة العبرية "فصلاً عنصرياً كبيراً"، وفق ما أكد متحدث باسم الوزارة.

وأضاف المتحدّث نقلاً عن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي أن هذه التصريحات "غير مقبولة ولا أساس لها ومنفصلة عن الواقع"، فيما أكد مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس" أن أشكينازي اعتبر خلال لقائه السفير دانون في مقرّ الوزارة في القدس، تصريحات لودريان "غير مقبولة".

وأوضحت الخارجية الإسرائيلية في بيان أنها تتوقع أن "لا يُدلي أصدقاؤها بتصريحات غير مسؤولة، حتّى لا يُعزّزوا التشدّد والأنشطة المعادية لإسرائيل وتلك المعادية للسامية" في الخارج، في حين رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذه التصريحات "درساً أخلاقياً يتّسم بالنفاق والتضليل في شأن هذه القضية"، مشدّداً على أنّه "لن نقبل أي "مواعظ منافقة" في هذا الشأن".

تزامناً، قرّر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إطلاق تحقيق دولي حول انتهاكات لحقوق الإنسان ارتُكبت في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ نيسان، وأيضاً في "الأسباب العميقة" للتوترات. وصدر القرار بتأييد 24 صوتاً ورفض 9 أصوات وامتناع 14 عن التصويت، وذلك خلال جلسة طارئة للمجلس التأمَت بناءً على طلب باكستان بوصفها منسّقاً لمنظمة التعاون الإسلامي، والسلطة الفلسطينية.

وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه قد اعتبرت خلال افتتاح الجلسة الطارئة أن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة قد تُشكّل "جرائم حرب"، معربةً عن قلقها البالغ إزاء "العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين" جرّاء الهجمات على غزة. كما دعت حركة "حماس" إلى الكفّ عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.