صدامات دموية في "الضفة" ومباحثات أمنية في "القطاع"

02 : 00

فلسطينيّون يرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة جنوب نابلس أمس (أ ف ب)

بينما لا تزال الجهود الإقليميّة والدوليّة قائمة بقوّة لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، يبدو أن الوضع الأمني في الضفة الغربيّة، التي كانت الشرارة التي أشعلت فتيل المواجهة بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في غزة، هشّ للغاية وقد يُمهّد لجولة جديدة من العنف، إذ قتل الجنود الإسرائيليون أمس الفلسطيني زكريا حمايل بإصابة نارية في صدره خلال صدامات عنيفة في بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث جُرِحَ أكثر من 20 فلسطينياً، بعد تظاهرة ضدّ توسيع المستوطنات.

وفي هذا الصدد، أوضح الجيش الإسرائيلي لوكالة "فرانس برس" أنه "يتحقق من الحادث"، لافتاً إلى أن "سبب الإصابة لا يزال مجهولاً"، وتحدّث عن "اندلاع أعمال شغب عنيفة بالقرب من (تجمّع استيطاني) جنوب نابلس". وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد قام فلسطينيون بإحراق إطارات وإلقاء الحجارة على الجنود الذين ردّوا بوسائل مكافحة الشغب.

ورشق فلسطينيّون خلال تظاهرة رافضة لإقامة بؤر استيطانية جديدة، حجارة على جنود إسرائيليين في بلدة بيتا جنوبي الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ العام 1967، في حين أغلق الجيش الإسرائيلي كذلك مداخل قرى وبلدات عدّة في محافظة سلفيت شمالي الضفة.

وفي القدس، وتحديداً في حي الشيخ جراح، تظاهر عشرات من أنصار السلام الإسرائيليين ومعهم عدد من القيادات الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي وفلسطينيون من أحياء المدينة المقدّسة، التي تُهدّد إسرائيل بترحيل سكانها من بيوتهم، فيما شارك نحو 40 ألف فلسطيني في أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، من دون حصول أي أحداث أو مواجهات تُذكر.

توازياً، دانت الخارجية الفلسطينية مصادقة إسرائيل على بناء 560 وحدة استيطانية جنوب شرق بيت لحم. واعتبرت في بيان أن "صدقية الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن ووزير خارجيّتها أنتوني بلينكن على المحك، لأنّ إسرائيل تواصل إحراجهم من خلال تصعيد استيطانها وعدوانها على الشعب الفلسطيني". كما أعربت عن رغبتها في نجاح إدارة بايدن أمام الاختبارات الإسرائيلية عبر تثبيت صدقيّتها وكلمتها وتنفيذ مواقفها وسياساتها، معتبرةً أن هذا سيعتمد على التصرّف الأميركي حيال التعنّت الإسرائيلي على الأرض.

وحمّلت الخارجية الفلسطينية أيضاً الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عمليات التوسع الاستيطاني والاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين، محذّرةً من نتائجها الكارثية على فرص تحقيق السلام على أساس مبدأ "حلّ الدولتَيْن". ويسكن حالياً نحو 475 ألف يهودي في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يوجد أكثر من 2.8 مليون فلسطيني.

وفي الغضون، أفادت تقارير إعلامية بأنّ وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى وصل إلى غزة عبر معبر بيت حانون، في ثالث زيارة له منذ وقف النار، موضحةً أن الوفد سيلتقي عدداً من قيادات الفصائل الفلسطينية لمناقشة نتائج المباحثات التي حصلت سابقاً مع الجانب الأميركي في شأن الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية بشكل عام. وسيُحاول الوفد حلّ النقاط العالقة في شأن ملف إعادة الإعمار وتثبيت الهدنة. كما سيبحث ترتيبات استضافة الفصائل الفلسطينية في القاهرة، حيث سيعرض مسودة بنود "هدنة أشمل".

ومن المرتقب أن يزور رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل منتصف الأسبوع المقبل غزة للقاء قادة الفصائل الفلسطينية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، فضلاً عن الإطلاع على الأوضاع الإنسانية التي خلّفتها المعارك الأخيرة. وفي حال نجاح زيارته إلى غزة قد يزور رام الله أيضاً.


MISS 3