ملف تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل يتحرّك

"عقبات" أمام تشكيل إئتلاف حكومي يطيح نتنياهو

02 : 00

السنوار مرحّباً برئيس المخابرات المصرية في غزة أمس (أ ف ب)

مفاوضات ماراثونية شاقة تخوضها فرق عمل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد و"صانع الملوك" نفتالي بينيت لتحديد الخطوط العريضة لتشكيل "إئتلاف حكومة التغيير" وإنهاء حقبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي استمرّت 12 عاماً من دون انقطاع، قبل إنتهاء المهلة المحدّدة منتصف ليل الأربعاء. لكن عوائق سياسية عدّة ما زالت تُعرقل تصاعد "الدخان الأبيض"، إذ كشف لابيد خلال مؤتمر صحافي أن هناك "الكثير من العقبات لا تزال قائمة أمام تشكيل إئتلاف حكومي"، معتبراً أنّه "قد يكون هذا أوّل اختبار لنا لمعرفة ما إذا بإمكاننا إيجاد حلول وسط ذكية في الأيام المقبلة".

ولفت الزعيم الوسطي إلى أنه "قد يكون واقع دولة إسرائيل في غضون أسبوع بشكل آخر"، فيما لا يزال لابيد الذي حلّ حزبه "يش عتيد" في المرتبة الثانية بعد انتخابات آذار بحصوله على 17 مقعداً، بحاجة إلى 4 مقاعد لتشكيل الإئتلاف. وقد تُعرقل مسعاه، مناورات سياسية يقوم بها "السياسي المحنّك" نتنياهو، المصمّم على البقاء في السلطة بعدما شغل منصبه فترة قياسية.

وليتمكّن من تشكيل إئتلاف حكومي، يُعوّل لابيد على القائمتَيْن العربيّتَيْن اللتَيْن لم تتّضح مواقفهما، وذلك لضمان دعم 61 نائباً. وقبول النواب العرب يعني دعم إئتلاف يضمّ بينيت، الشخصية القومية الدينية المتطرّفة المقرّبة من المستوطنين، ما يجعل "صفقة الإئتلاف" غير نهائيّة حتّى اللحظة.

من جهته، قال وزير الدفاع بيني غانتس، الذي شكّل العام الفائت حكومة وحدة مع نتنياهو رغم استياء معسكره، إن "نفتالي بينيت يتحدّر من اليمين، لكنّه أتاح لنا القيام بالتغيير الذي نُريده، ما يجعله مؤهّلاً ليكون رئيس الوزراء المقبل"، في حين أن الإتفاق الإئتلافي ينصّ على تولّي بينيت الحكومة في أوّل سنتَيْن، يليه لابيد.

تزامناً، إختتم رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل زيارة استمرّت ساعات عدّة إلى قطاع غزة، حيث اجتمع مع قيادة حركة "حماس" وأطلعها على مباحثاته مع المسؤولين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية في رام الله، فيما أكد رئيس "حماس" في القطاع يحيى السنوار وجود "فرصة جيّدة" لتحريك ملف تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، موضحاً في الوقت عينه أن "حماس" ترفض ربط هذا الملف بإعادة إعمار غزة.

وإذ قال السنوار ردّاً على سؤال لوكالة "فرانس برس" حول قرب إنجاز صفقة لتبادل الأسرى: "الآن، هناك فرصة حقيقية في هذا الملف، ونحن جاهزون لمفاوضات غير مباشرة عاجلة وسريعة لإنجاز الملف"، أضاف: "أمامنا فرصة جيّدة لتحريك هذا الملف".

وأوضح أنه أبلغ كامل "رفض أي اشتراطات في موضوع تبادل الأسرى"، معتبراً أن "الأسرى الموجودون لدينا هم قضية إنسانية مستقلّة. أسرى مقابل أسرى، ولا علاقة لموضوع الأسرى بإعمار قطاع غزة أو كسر الحصار".

وبحسب السنوار، فإنّ "لا مانع أن يسير المساران بشكل متواز. أي ربط بينهما مرفوض رفضاً قاطعاً". وتأسر "حماس" 4 إسرائيليين، بينهم جنديان، تقول الدولة العبرية إنّهما قُتِلا خلال حرب 2014، لكن الحركة الإسلامية لم تكشف أي تفاصيل عن مصيرهما.

وكان عباس كامل قد وصل إلى غزة صباح الإثنين عبر معبر بيت حانون الفاصل مع إسرائيل، والتقى السنوار في أحد فنادق مدينة غزة، حيث تمحورت المحادثات حول 3 قضايا أساسية هي: تثبيت التهدئة وصولاً إلى تهدئة طويلة الأمد، ملف تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، وإعادة إعمار قطاع غزة.

وفي الأثناء، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تمسّك بلاده بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت، مشدّداً على "دعم الشعب الفلسطيني وقادته"، مؤكداً أيضاً ضرورة توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلّة منظمة التحرير.