بداية "موجة وبائيّة ثالثة" في بريطانيا

02 : 00

حملات التوعية ضدّ الفيروس التاجي مستمرّة في الهند (أ ف ب)

على الرغم من النجاح الكبير الذي حقّقته المملكة المتحدة في حملة التلقيح السريعة التي انتهجتها، كشف البروفسور رافي جوبتا، العضو في المجموعة المعنية بمواجهة تهديدات الفيروس التنفسي الجديدة والناشئة، التي تُقدّم المشورة للحكومة، أن بريطانيا تشهد بداية موجة تفشّ وبائية ثالثة بسبب السلالة الهندية. وإذ قال جوبتا: "هناك نمو متسارع في عدد حالات الإصابات الجديدة، وما لا يقلّ عن ثلاثة أرباعها مصابة بالسلالة الهندية"، أضاف: "بالطبع عدد الحالات منخفض نسبياً في هذا الوقت، جميع الموجات تبدأ بأعداد حالات قليلة وبعد ذلك تُصبح متفجّرة، لذلك الأمر المهمّ الآن أننا نرى دلالات على بداية موجة جديدة".

وتوقّع البروفسور البريطاني أن "تستغرق هذه الموجة وقتاً أطول في الظهور بسبب ارتفاع معدّلات التطعيم، لذلك ربّما يكون هناك حسّ زائف بالأمن لبعض الوقت، وهذا ما يُقلقنا".

وفي الغضون، كشف وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو أن معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات كان وما زال يجري أبحاثاً عسكرية سرّية، مشيراً إلى أن هناك "أدلّة هائلة" على أن فيروس "كورونا" تسرّب من المختبر.

وأكد بومبيو لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية أن استمرار إجراء المختبر الصيني للأبحاث العسكرية الخطرة يُثير المخاوف من تسرّب فيروس قاتل آخر، وقال: "نحن نعلم على وجه اليقين أن مختبر ووهان شارك في جهود مرتبطة بجيش التحرير الشعبي الصيني، وأن المختبر يجري أبحاثاً عسكرية".

وأضاف بومبيو: "إنّهم يرفضون وصف طبيعة أبحاثهم، ويرفضون السماح لمنظمة الصحة العالمية بالإطلاع على تجاربهم. هذا التستّر يُشير إلى أن هناك الكثير الذي نحتاج إلى معرفته". وتابع: "نحن نعلم أن هناك أشخاصاً وعلماء أُصيبوا بالمرض داخل المختبر، ونعلم أنّهم كانوا يقومون بأبحاث على الفيروسات لجعلها أكثر عدوى".

وبعدما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن الإستخبارات الأميركية بـ"مضاعفة جهودها" في التحقيق في أصل "كورونا" ونشأته، وتقديم تقرير له في غضون 90 يوماً، علّق بومبيو قائلاً: "أنا سعيد الآن لأنّ مسؤولي الإستخبارات ينظرون في ذلك الأمر. آمل في أن يكون تحقيقاً جاداً، وأن يواصلوا العمل الذي انخرطنا فيه. هذا عمل مهمّ. يجب أن نعرف كيف نشأ الفيروس حتّى نتمكّن من تفادي تكرار الأمر".

وفي السياق ذاته، حذّر عميد المدرسة الوطنية لطب المناطق الحارة في كلية بايلور الأميركية للطب الدكتور بيتر هوتيز من أن التحقيق الكامل لمعرفة مصدر "كوفيد 19" في الصين أمر بالغ الأهمّية من أجل منع الأوبئة في المستقبل وتجنّب حدوث "كوفيد 32".

وقال هوتيز: "سيكون هناك "كوفيد 26" و"كوفيد 32" إذا لم نعرف بشكل كامل أصل "كوفيد 19""، معتبراً أنه "يتعيّن علينا ممارسة الكثير من الضغط على الصين، بما في ذلك خيار العقوبات، حتّى يتمكّن فريق من علماء الأوبئة وعلماء الفيروسات البارزين من الوصول دون قيود إلى الحيوانات والأشخاص والعيّنات والمختبرات".

توازياً، وافقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في ختام أسبوع من المناقشات على تعزيز قدرات المنظمة الدولية بعد الأزمة الصحية التي كشفت ثغرها، في قرار اعتبره مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس "تاريخياً"، مشدّداً في المقابل على ضرورة التوصّل إلى اتفاقية حول الأوبئة لتفادي تكرار الأخطاء ذاتها. غير أنه ما زال يتعيّن على الدول توضيح معالم الإصلاح، علماً أن بعض البلدان لا يودّ منح المنظمة مزيداً من الصلاحيات، حرصاً على سيادتها الوطنية.

وفي مطلق الأحوال، قرّرت الدول أن تُرجئ إلى تشرين الثاني المناقشات حول ضرورة اعتماد معاهدة أو اتفاقية حول الأوبئة، وهي أداة تُطالب بها منظمة الصحة وعدد من البلدان، في طليعتها فرنسا وألمانيا منذ أسابيع. ورأى تيدروس في ختام جمعية "الصحة العالمية" أن مثل هذه الإتفاقية الدولية الملزمة "ستكون لها أكبر مساهمة في تعزيز منظمة الصحة والأمن الصحي العالمي".

وفي الأثناء، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه وزوجته تلقيا اللقاح، مشجّعاً جميع الفرنسيين على تلقي اللقاح أيضاً. وبعد تغريدة أعلن فيها فقط "مطعّم!"، كتب ماكرون: "دعونا نتلقى اللقاح، مثلنا أنا وبريجيت، مثل 25 مليون فرنسي حتّى الآن، من أجل أن نحمي أنفسنا ونحمي أقرباءنا". ولم يوضح ماكرون أي لقاح تلقاه.

وتمّ تلقيح ماكرون (43 عاماً) بعد 5 أشهر من إصابته بالمرض، طبقاً لتوصيات السلطات الصحية القاضية بالإنتظار 3 أشهر على أقلّ تقدير، وذلك في وقت فتحت فيه فرنسا إمكان تلقي اللقاح اعتباراً من الإثنين لجميع مواطنيها البالغين أياً كانت أعمارهم.

وفي تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن المطاعم والمقاهي في البلاد التي كانت أنشطتها محصورة بخدمة البيع إلى الخارج منذ منتصف نيسان، في إطار القيود لمكافحة الوباء، سيُسمح لها مجدّداً باستقبال الزبائن اعتباراً من اليوم. وسيكون بوسع هذه المؤسّسات استقبال الزبائن بين الساعة السابعة صباحاً والتاسعة مساءً، فيما سيُسمح بخدمة البيع إلى الخارج حتّى منتصف الليل.


MISS 3