الجيش الإسرائيلي "يُفجّر" نقطة مراقبة سوريّة

نتنياهو يُهدّد طهران ويُخاطر بالعلاقة مع واشنطن

02 : 00

وزير الخارجية الإسرائيلي يعرض لنظيره المجري الأضرار الناجمة عن صاروخ غزة (أ ف ب)

في الوقت الذي يُسابق فيه خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الزمن لتخطّي كلّ العقبات من أجل تشكيل "حكومة التغيير" الإئتلافية، وإنهاء حقبة نتنياهو التي استمرّت 12 عاماً من دون انقطاع، خرج الأخير بخطاب ناري موجّهاً سهامه العابرة للحدود في أكثر من اتجاه إقليمي ودولي، مجدّداً التأكيد على أنّه لن يتهاون بوجه التهديدات الإيرانية، ولو كلّفه ذلك الصداقة مع واشنطن.

وإذ حذّر نتنياهو خلال مراسم تبديل رئيس "الموساد" من أن "أكبر تهديد لإسرائيل هو التهديد الوجودي المتمثل بالمحاولات الإيرانية التزوّد بأسلحة نووية"، أكد أن تنفيذ عمليات ضدّ طهران يجب أن يستمرّ لإحباط مشروعها النووي. وقال: "سواء كان الأمر يدور حول تهديدنا مباشرةً بالتدمير من خلال استخدام الأسلحة النووية، أم تهديدنا بعشرات آلاف الصواريخ التي تدعم بغلاف نووي، فيجب علينا أن نُحارب تلك المشاريع بلا نهاية".

وفي ما يتعلّق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أوضح: "قلت لصديقي منذ 40 عاماً جو بايدن، بغض النظر إذا تمّ التوصّل إلى إتفاق مع إيران أم لا، سنُواصل القيام بكلّ ما بوسعنا من أجل إحباط تزوّدها بأسلحة نووية، لأنّها تختلف عن باقي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، ولهذا السبب الإحتواء ليس بمثابة خيار وارد بالحسبان".

كما شدّد نتنياهو على أنّه إذا اضطرّت إسرائيل للإختيار بين "الإحتكاك مع الصديقة العزيزة الولايات المتحدة وبين إزالة تهديدها الوجودي، فإن إزالة التهديد ستتغلّب"، في إشارة إلى المجازفة بالعلاقة مع واشنطن مقابل حماية مصالح إسرائيل ووقف تهديدات إيران. وختم متوجّهاً بالحديث إلى رئيس الموساد الجديد ددي بارنيع، قائلاً: "عليكم أن تفعلوا كلّ شيء لضمان عدم تزوّد إيران بأسلحة نووية في أي حال من الأحوال".

من جهته، قال رئيس جهاز "الموساد" الجديد: "إيران تعمل في هذه اللحظة بالذات على تحقيق رؤيتها النووية، تحت غطاء الحماية الدولية. تحت رعاية الإتفاقية أو من دونها، بالأكاذيب والتستّر، إيران تتقدّم بصورة متواصلة نحو برنامج إنتاج أسلحة دمار شامل"، مضيفاً: "تحدّياتنا الأمنية كبيرة جدّاً، وإيران على رأس القائمة... الواقع يُلزمنا الإستعداد لخلق أفق جديد يُناسب مختلف الأنظمة العالمية".

توازياً، يتوجّه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن في زيارة طارئة تستمرّ يوماً واحداً للقاء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان. وسيبحث غانتس في واشنطن قضايا استراتيجية تتعلّق بالملف النووي الإيراني والحفاظ على التفوّق الأمني لإسرائيل، والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ورفض غانتس في وقت سابق تلويح نتنياهو بالإحتكاك والإختلاف مع واشنطن، حول الملف النووي الإيراني، قائلاً: "كانت الولايات المتحدة وستظلّ الحليف الأهمّ لإسرائيل في الحفاظ على تفوّقها الأمني في المنطقة". وأضاف: "ليس لإسرائيل ولن يكون لها شريك أفضل من الولايات المتحدة"، معتبراً أنه حتّى لو كانت هناك خلافات، فسيتمّ حلّها بخطاب مباشر في الغرف المغلقة، وليس بخطاب متحدٍّ يُمكن أن يضرّ بأمن إسرائيل.

وحرص غانتس أيضاً على مهاجمة إيران، مؤكداً أنّها "تهديد للإستقرار الإقليمي والسلام العالمي"، وأنّها "دولة منتجة للإرهاب وتُروّج لبرنامج نووي يُشكّل خطورة على دولة إسرائيل"، في حين أكد البنتاغون إقامة مباحثات أميركية - إسرائيلية الخميس، لبحث ملف إيران وسلوكها في المنطقة. وشدّدت نائبة مساعد وزير الدفاع دانه سترول على أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط قائمة على أساس التهدئة، وكذلك مواجهة تصرّفات إيران السيّئة ومنع عودة تنظيم "داعش" والإرهاب.

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير نقطة مراقبة للجيش السوري في هضبة الجولان. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن "قوّة من جيش الدفاع أقدمت على تدمير نقطة مراقبة أمامية للجيش السوري مقامة غربي خط ألفا وسط هضبة الجولان"، مشيراً إلى أن "قوّات من الجيش الإسرائيلي قامت باقتحام نقطة المراقبة وتفجيرها بواسطة أجهزة تفجيرية".

وفي الأثناء، تجاوزت الصادرات العسكرية الإسرائيلية 8.3 مليارات دولار في العام 2020، تمّ تخصيص الجزء الأكبر منها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية التي أوضحت في بيان أن "هذا ثاني رقم قياسي تاريخي (بعد 2017 مع مبلغ 9.3 مليارات دولار) وزيادة قدرها مليار دولار مقارنةً مع العام السابق".

وعلى صعيد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، أجرى زعيم المعارضة يائير لابيد واليميني المتطرّف نفتالي بينيت محادثات مكثفة حول شروط تشكيل "إئتلاف التغيير"، قبل انتهاء المهلة المحدّدة اليوم لتشكيل الحكومة، وأحرزا تقدّماً في هذا الإطار.

وسعى محامو حزب "الليكود" إلى عرقلة الإئتلاف الجديد عبر تقديم طعن في شأن حق بينيت في تولّي رئاسة الحكومة أوّلاً فيما تمّ تكليف لابيد بتشكيلها. إلّا أن المستشار القانوني للرئيس الإسرائيلي قام بردّ هذا الطعن.

وقال رئيس "القائمة العربية الموحدة"، التي يُمثلها 4 نوّاب، منصور عباس لدى وصوله إلى فندق في ضاحية تل أبيب للمشاركة في اجتماع لقادة أبرز الكتل النيابية مع زعيم المعارضة لابيد: "نحن في الإتجاه السليم"، في حين يبدو قريباً من توقيع إتفاق يُمكّنه من دعم الإئتلاف الجديد.

وعلى صعيد إقليمي آخر، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، التطوّرات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يُعزّز الأمن والإستقرار.


MISS 3