حصيلة التلقيح: "مليارا جرعة" حول العالم

02 : 00

جونسون يتلقى الجرعة الثانية من لقاح "أسترازينيكا" أمس (أ ف ب)

تُشكّل اللقاحات المخرج الوحيد المتوفّر للتحرّر من "قيود كورونا" التي أنهكت الدول واقتصاداتها والصحة النفسية لملايين "المحجورين"، فيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في بعض الدول التي شهدت حملات تطعيم ناجحة وسريعة، مع إعطاء أكثر من مليارَيْ جرعة من اللقاحات حول العالم، بحسب إحصاء أعدّته وكالة "فرانس برس".

وحُقِنَت نحو مليارَيْن و110 ملايين جرعة في 215 بلداً أو منطقة بعد أقلّ من 6 أشهر على بدء حملات التلقيح في كانون الأوّل 2020. وباستثناء الدول الصغيرة، لا تزال تتصدّر إسرائيل لائحة الدول التي لقّحت أكبر عدد من سكانها مع تطعيم 6 إسرائيليين من كلّ 10 بالكامل. ومن الدول التي تتصدّر اللائحة، كندا (59 في المئة من السكان تلقوا جرعة واحدة على الأقلّ) وبريطانيا (58.3 في المئة) وتشيلي (56.6 في المئة) والولايات المتحدة (51 في المئة). وفي الاتحاد الأوروبي، أُعطيت 254.98 مليون جرعة إلى 39 في المئة من السكان.

لكن في أفريقيا، التي سجلت ارتفاعاً جديداً في الإصابات، توقف تماماً تسليم اللقاحات، بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية. وتلقى 2 في المئة من الأفارقة فقط حتّى اليوم جرعة واحدة من اللقاح. ومن الدول الست التي لم تبدأ بعد بالتلقيح، أربع منها في أفريقيا، هي تنزانيا وبوروندي وتشاد وإريتريا.

توازياً، بدأت إيطاليا حملة تلقيح لجميع الفئات العمرية اعتباراً من سن 12 عاماً. فقد أعطت وكالة الأدوية الإيطالية بالفعل الضوء الأخضر لتطعيم 2.3 مليون مراهق (حتّى 15 عاماً)، فيما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الأربعاء أن الأفراد الذين تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً سيتمكّنون من تلقي اللقاح اعتباراً من 15 حزيران.

ومع ذلك، أوصت الهيئة الفرنسية العليا للصحة بالإنتظار حتّى يكون تطعيم البالغين "تقدّم بدرجة كافية" قبل تعميم التلقيح على الأصغر سناً، في وقت كشفت فيه واشنطن أن 75 في المئة من الجرعات الثمانين مليوناً التي وعدت بها الولايات المتحدة لدول أجنبية، ستُوزّع عبر آلية "كوفاكس".

وفي السياق، تمكّنت مبادرة "كوفاكس" من جمع 2.4 مليار دولار من مانحين دوليين، لكنّها لا تزال تُكافح للحصول على جرعات لقاحات كافية لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة تفشّي الفيروس التاجي. وتسعى المبادرة إلى تأمين لقاحات تكفي 30 في المئة من سكّان العالم في 92 دولة تُعدّ الأفقر، حيث يتمّ توفير التمويل لها من مانحين.

ولكن على الرغم من جمع أكثر من مليارَيْ دولار، اعتبر مديرو المبادرة أنّ التحدّي الرئيسي اليوم يكمن في الحصول على اللقاحات، بعد وقف معهد "سيروم" في الهند إمداداته التي كانت تُشكّل العمود الفقري لمخزون البرنامج.

أوروبّياً، عبّر أقلّ من نصف الأوروبّيين بقليل عن رضاهم عن التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الوباء ومواجهة عواقبه الاقتصادية، وفقاً لاستطلاع للرأي نظّمته هيئة "يوروباروميتر" التابعة للبرلمان الأوروبي، فيما بدأت حملات التحصين التي أُطلقت برعاية المفوضية الأوروبّية تتسارع.

وفي أفريقيا، يُواجه عشرات المسؤولين الحكوميين في جنوب أفريقيا ملاحقات قضائية في فضيحة تتكشّف فصولها تباعاً حول مَنح عقود متعلّقة بالأزمة الوبائية تبلغ قيمتها مليار دولار، وفق ما ورد خلال جلسة استماع أمام البرلمان.

وأمر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بفتح التحقيق العام الماضي بعد تقارير عن مزاعم بمنح عقود مناقصات في إطار مكافحة "كورونا" لأشخاص وشركات مرتبطة بسياسيين، ما أثار غضباً شعبياً عارماً. وتلقّت وحدة التحقيقات الخاصة بلاغات حول أكثر من 4 آلاف عقد لخدمات وإمدادات خاصة بـ"كوفيد 19".

وفي الشرق الأوسط، حضّت السلطات البحرينية مواطنيها مِمَن تلقوا لقاح "سينوفارم" الصيني على أخذ جرعة ثالثة، وسط تزايد في أعداد الإصابات رغم أن المملكة الخليجية تُنفّذ إحدى أسرع حملات التطعيم في العالم. ولهؤلاء الخيار في تلقي جرعة ثالثة من اللقاح نفسه أو جرعة من لقاح "فايزر"، بحسب السلطات التي بدأت بالفعل تقديم الجرعة الإضافية هذا الأسبوع.