وقّع قانوناً يُمهّد لمنع المعارضين من خوض الإنتخابات

بوتين يرغب في تحسين العلاقات الروسيّة - الأميركيّة

02 : 00

بوتين متحدّثاً خلال منتدى سان بطرسبورغ الإقتصادي أمس (أ ف ب)

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن رغبته في أن تُفضي القمة التي ستجمعه بنظيره الأميركي جو بايدن الشهر الحالي، إلى تحسين العلاقات الروسية - الأميركية. وقال بوتين خلال منتدى سان بطرسبورغ الإقتصادي: "علينا ايجاد سبيل لتنظيم هذه العلاقات التي هي اليوم في أدنى مستوياتها". وبينما أحجم عن توجيه انتقادات إلى الغربيين، فإنّه حمّل واشنطن المسؤولية عن تدهور العلاقات بين الدولتَيْن.

ووصف "القيصر الروسي" فرض الولايات المتحدة عقوبات على بلاده في السنوات الأخيرة بـ"اللغز"، مع العلم أن هذه العقوبات ناجمة عن سلسلة من الأحداث كالهجمات السيبرانية المتكرّرة، والتدخّل في الإنتخابات الأميركية، والنزاع في أوكرانيا وقضية محاولة تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني ثمّ سجنه.

كما رأى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة باتت "رهينة اعتبارات سياسية في الولايات المتحدة"، آملاً في أن "ينتهي ذلك يوماً ما". واعتبر أن "المصالح الأساسية في مجال الأمن على الأقلّ، الإستقرار الإستراتيجي وخفض الأسلحة الخطرة، يجب أن تحظى بالأولوية". وأضاف بوتين: "لسنا على خلاف مع الولايات المتحدة، لديهم هم خلاف واحد (مع روسيا): يُريدون احتواء تطوّرنا، يقولون ذلك علناً وكلّ ما تبقى من توترات ينبع من هذا الموقف".

كذلك، رفض الإنتقادات الغربية لانعدام الديموقراطية في روسيا، مشيراً إلى كيفية قمع التظاهرات في الولايات المتحدة كما حصل في السادس من كانون الثاني حين اقتحم متظاهرون من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس، وأيضاً إلى أوروبا حيث "يقتلع الرصاص المطاطي عيون المتظاهرين". ووجّه بوتين "ضربة روسية" إلى الدولار، معلناً تأييده أن تدفع الدول الأوروبّية ثمن الغاز الروسي باليورو بدلاً من العملة الأميركية مع سعي روسيا إلى فكّ ارتباط اقتصادها بالعملة الخضراء، في حين كشف أن الخط الأوّل من مشروع أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل لإيصال الغاز إلى ألمانيا، اكتمل.

وتزامنت هذه التصريحات مع مصادقة الرئيس الروسي على قانون يمنع المتعاملين مع منظمات تُصنف "متطرّفة" من خوض الإنتخابات، في إجراء انتقدته المعارضة معتبرةً أنه وسيلة لتحييدها قبل الإنتخابات التشريعية في أيلول. ووقّع بوتين القانون الذي أقرّه النواب في أيّار وأعضاء مجلس الاتحاد الأربعاء، بحسب ما جاء في وثيقة نشرت على البوابة الرسمية للتشريعات الروسية. ومن المقرّر أن تعقد محكمة في موسكو جلسة استماع الأسبوع المقبل حول ما إذا كانت ستُضيف شبكة المعارض أليكسي نافالني، التي تضمّ مكاتب إقليمية ومؤسّسة مكافحة الفساد التابعة له، إلى لائحة المنظمات "الإرهابية والمتطرّفة". والقانون لا يطال فحسب أعضاء ونشطاء بارزين في فريق نافالني، بل أيضاً آلاف الروس الذين يدعمون عمل الشبكة من خلال التبرّعات. ولن يتمكّن مسؤولو تلك المجموعات من الترشّح للإنتخابات البرلمانية لخمس سنوات، فيما أعضاؤها والذين ساهموا في تمويل نشاطهم سيُمنعون من الترشّح لثلاث سنوات. وبينما احتفل نافالني بعيد ميلاده الخامس والأربعين خلف القضبان أمس، عبّر ليونيد فولكوف، أحد كبار مساعدي نافالني المقيم في ليتوانيا، عن اعتقاده بأن بوتين قد وقع القانون عمداً في عيد ميلاد نافالني، وقال: "إذا كنت تعتقد أن بوتين وقع بالصدفة اليوم (أمس)... فأنت لا تفهم شيئاً عن بوتين"، واصفاً الرئيس الروسي بأنّه "شيطان صغير خبيث".


MISS 3