الإنتخابات الإيرانية... خامنئي يخوّن "المقاطعين"!

02 : 00

خامنئي ملقياً كلمته بمناسبة الذكرى السنوية الـ32 لرحيل الإمام الخميني أمس (أ ف ب)

يتخوّف قادة النظام الإيراني من حصول امتناع قياسي وتاريخي من قبل المواطنين في المشاركة بالإنتخابات الرئاسية المرتقبة في 18 من الشهر الحالي، ما قد يُعرّي النظام في طهران أكثر ويسحب "بساط الشرعية" من تحت أقدامه التي امتهنت الدوس على المعارضين له، وحتّى الذين يُقسمون بالولاء له لكنّهم يُعارضون ممارسات سيّئة وفساداً مستشرياً بات يتفشّى كالوباء داخل هيكل النظام، ما دفع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي بمناسبة الذكرى السنوية الـ32 لرحيل الإمام الخميني أمس إلى تخوين كلّ من يدعو إلى المقاطعة وعدم التصويت في الإنتخابات، معتبراً ذلك تحقيقاً لإرادة "أعداء الإسلام".

وفيما بدأت الحملة الإنتخابية رسمياً قبل أسبوع بلا ضجيج، في أجواء من عدم الإكتراث لإنتخابات يعتبر المعارضون أنّها محسومة سلفاً وبمثابة "مسرحيّة انتخابيّة" جديدة في المنطقة، بعد مسرحيّة الإنتخابات الرئاسية السورية، قال خامنئي خلال خطاب بثه التلفزيون: "يُريد البعض التنازل والتخلّي عن واجب المشاركة في الإنتخابات تحت ذرائع سخيفة"، مضيفاً: "إنّها إرادة الأعداء، أعداء إيران وأعداء الإسلام وأعداء الديموقراطية الدينية!".

ومن دون أن ينفي أن الإيرانيين قد يُواجهون صعوبات في تأمين نفقاتهم خلال الأزمة المعيشية العميقة التي يعيشونها، رأى خامنئي أن المشكلات تُحلّ "عبر اتخاذ القرار الصحيح وليس في غياب الاختيار"، مستشهداً بمؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة الإمام الخميني حين قال إنّ "الامتناع عن الإنتخابات في فترات معيّنة يُمكن أن يكون خطيئة ومن أفظع الذنوب"، في حين اعتبر بما خصّ "محادثات فيينا" أن طهران تُريد أفعالاً وليس وعوداً من القوى الكبرى لإحياء الإتفاق النووي.

وبعدما استبعد مجلس صيانة الدستور معظم المرشّحين، تضاربت الأنباء حول ما إذا كان سيُعلن عن مراجعة لبعض المرشّحين المستبعدين من انتخابات الرئاسة، في محاولة لرفع مستوى المشاركة الشعبية بالإيحاء للناخبين بأنّ هناك منافسة ديموقراطية محتدمة بين مرشّحين يُعبّرون عن توجهات مختلفة. علماً أن الصلاحيات الرئيسية في يد المرشد الإيراني، الذي يُعتبر الآمر الناهي في الجمهورية الإسلامية التي تُواجه تحدّيات هائلة، وصفتها أوساط إيرانية معارضة في الخارج بـ"الوجودية"، خصوصاً مع تفاعل ملايين الإيرانيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي مع حملة واسعة النطاق أطلقها نشطاء معارضون منذ أشهر تحت عنوان: "لا للجمهوريّة الإسلاميّة".

وعلى صعيد آخر، ندّدت إيران على لسان وزير خارجيّتها محمد جواد ظريف بتوجّه الأمم المتحدة "المعيب وغير المقبول وغير المبرّر" نحو حرمانها من التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب عدم تسديد الجمهورية الإسلامية متأخّرات مالية، إذ كان الأمين العام الأمم المتحدة قد دعا إلى تطبيق المادة 19 من ميثاق المنظمة الدولية الذي ينصّ على تعليق حقّ التصويت لكلّ دولة توازي متأخّراتها أو تزيد عن قيمة المساهمات المترتّبة عليها في العامَيْن الماضيَيْن.

توازياً، حذّر البنتاغون من احتمالية حدوث هجمات إيرانية في المحيط الأطلسي، كتلك التي تقع في الخليج العربي، وذلك بعد رصد وجود سفن مطاطية سريعة على ظهر ناقلات إيرانية متوجّهة نحو فنزويلا. وبحسب ما نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، فإنّ الأقمار الإصطناعية كشفت وجود 7 قوارب على ظهر تلك الناقلات دون التحقق بعد من مدى خطورتها، إلّا أن البنتاغون شدّد على "حق الردّ والدفاع إذا ما لزم الأمر، لصدّ أي تهديد ضدّ الولايات المتحدة أو حلفائها في الأطلسي".