إسرائيل تدخل منعطفاً سياسيّاً حاسماً

02 : 00

لابيد متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في الكنيست أمس (أ ف ب)

دخلت إسرائيل منعطفاً سياسياً حاسماً تبدو معه نهاية حقبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشيكة، في وقت يتّهمه خصومه باعتماد سياسة "الأرض المحروقة" مع اقتراب موعد التصويت على الحكومة التي شكّلها زعيم المعارضة يائير لابيد، إذ أعلن مكتب رئيس الكنيست ياريف ليفين أن البرلمان الإسرائيلي سيُصوّت على الإئتلاف الحكومي الجديد في موعد أقصاه 14 حزيران.

وقال ليفين: "سيتمّ الإعلان عن موعد انعقاد البرلمان للتصويت على الحكومة السادسة والثلاثين وسيُرسل الموعد إلى النوّاب لاحقاً"، فيما طمأن رئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد، مهندس التحالف الحكومي الهشّ المكوّن من 8 أحزاب، أنصار نتنياهو، إلى أن "حكومة التغيير" لن تكون ضدّهم، بينما قال لمؤيّدي ائتلافه: "إنتظرتم طويلاً، لا داعي للخوف، يجب توحيد المجتمع الإسرائيلي... هم ليسوا أعداءنا".

واعتبر لابيد أن "السلطات تستخدم العنف والتهديد والتحريض ضدّ أعضاء "الكنيست" وأبنائهم، وهذا ضدّ جوهر الديموقراطية"، معرباً عن ثقته بـ"تشكيل حكومة جيّدة مبنية على الثقة ولديها أفضل فرصة لتحقيق ذلك"، في حين يضمّ الإئتلاف 8 أحزاب، اثنين من اليسار واثنين من الوسط وثلاثة من اليمين وحزباً عربياً - إسلامياً، تتبنّى مواقف متناقضة في كلّ القضايا باستثناء الرغبة في إزاحة نتنياهو من السلطة.

وبموجب الإتفاق، سيكون رئيس حزب "يمينا" القومي الديني نفتالي بينيت رئيساً للوزراء لمدّة عامَيْن، ليحلّ محلّه لابيد في العام 2023. ومع احتمال سجنه في ظلّ محاكمته بتهم الفساد، من غير المتوقع أن يرفع نتنياهو الراية البيضاء طوعاً، بينما يُكثف أنصاره جهودهم لإحداث انشقاقات في صفوف النواب من حزب "يمينا".

وتأتي التطوّرات السياسية في إسرائيل في الوقت الذي تشهد فيه الدولة العبرية توترات مع الفلسطينيين، وبعد تصعيد عسكري دامٍ مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الشهر الماضي. وفي هذا الصدد، أكد منظمون إلغاء "مسيرة الأعلام" لليمين المتطرّف، والتي كانت مقرّرة الخميس، فيما حضّ وزير الدفاع بيني غانتس في وقت سابق على إلغاء المسيرة بسبب مخاوف من تجدّد المواجهات وتصاعدها. وجاء قرار إلغاء المسيرة بعد فترة وجيزة من تحذير حركة "حماس" الإسلامية من تجدّد المواجهة العسكرية في حال اقتربت مسيرة المستوطنين من "القدس (الشرقية) والمسجد الأقصى".

وتُعرف المسيرة باسم "مسيرة الأعلام" احتفالاً بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحّدة لها إثر احتلالها الجزء الشرقي منها وضمّها العام 1967، ويُشارك فيها الآلاف وتصل إلى القدس الشرقية وتمرّ بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة، وفي السوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي بداخلها، ويتخلّلها استفزاز لسكانها، ما يُثير غضب الفلسطينيين.

توازياً، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه لا يتفق مع بينيت في شأن رفض "حلّ الدولتَيْن"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية "ترى "حلّ الدولتَيْن" أفضل، وربّما هو الوسيلة الوحيدة لضمان مضي إسرائيل قدماً، وليس فقط آمنة، كما سيكون للفلسطينيين الدولة التي يحق لهم الحصول عليها".