تداعيات الجائحة أسوأ من الأزمة الماليّة عام 2008

02 : 00

لندن تتنفّس الصعداء بعد "مصارعة الوباء" (أ ف ب)

ما زالت التداعيات الخطرة لـ"فيروس ووهان" تتكشف تباعاً، كان آخرها ما ذكرته منظمة العمل الدولية أمس عن أنّ تداعيات الجائحة على عالم العمل كانت أسوأ بأربع مرّات من الأزمة المالية العالمية العام 2008، مشيرةً إلى أنّ "كورونا" أوقع "تأثيراً مدمّراً بل حتّى كارثياً"، فيما تسعى إلى معالجة التعافي غير المتكافئ من الأزمة الوبائية.

وأطلقت المنظمة الدولية مؤتمر العمل الدولي السنوي، الذي يُعقد افتراضياً للمرّة الأولى، ويُركّز هذا العام على تعزيز التعافي "الذي محوره الإنسان" من الجائحة، في حين حذّر الأمين العام للمنظمة غاي رايدر خلال افتتاح المؤتمر من أنّ "تجربة العمل المرتبطة بهذه الجائحة كانت غير مريحة ومملّة ومتوترة ومحبطة. ولآخرين كانت حول الخوف والفقر والبقاء على قيد الحياة".

وفي الأثناء، طلبت منظمة الصحة العالمية من مصنّعي اللقاحات أن يضعوا بتصرّف آلية "كوفاكس" نصف إنتاجهم من الجرعات هذا العام، إذ بعدما عمدت الدول الغنية إلى حجز كمّيات كبيرة من اللقاحات، لم تعُد "كوفاكس" التي توفّر اللقاحات مجاناً للدول الأكثر فقراً، قادرة على تأدية المهام الموكلة إليها بالفعالية المطلوبة.

وأكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر عبر الفيديو أن "التلقيح غير المتكافئ يُشكل تهديداً لكلّ الدول، وليس فقط لتلك التي استحصلت على الكمّيات الأقلّ من اللقاحات"، مشدّداً على أن "التوزيع غير المتكافئ للقاحات سمح بمواصلة تفشي الفيروس، وفاقم مخاطر ظهور متحوّر يحدّ من فعالية اللقاحات".

توازياً، زعم خبيران أميركيان هما الرئيس التنفيذي لشركة "أتوسا ثيرابيوتكس" الدكتور ستيفن كواي وأستاذ الفيزياء في جامعة "كاليفورنيا بيركلي" ريتشارد مولر أن تسلسل التركيب الوراثي (الجينوم) الخاص بـ"كوفيد 19" يُشير بقوّة إلى أن الفيروس تمّ "تصنيعه" داخل مختبر صيني.

وكتبا في مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "السبب الأكثر إقناعاً لقبول فرضية التسرّب في المختبر يستند بقوّة إلى العلم"، وأشارا إلى أن "كوفيد 19" له بصمة وراثية لم تتمّ ملاحظتها مطلقاً في فيروسات "كورونا" الطبيعية. كما أكدا أن مختبر ووهان كان معروفاً بإجراء أبحاث تُعرف باسم "أبحاث اكتساب الوظيفة"، بحيث يقوم العلماء "عن قصد بتصميم الفيروسات لزيادة معدّل الوفيات الناجمة عنها وزيادة قابلية انتقال مسبّبات الأمراض أو ضراوتها".

وفي سياق متّصل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إدارة الرئيس جو بايدن مصمّمة على "الوصول لحقيقة أصول كورونا"، مشدّداً على أن "الولايات المتحدة ستُحاسب الصين"، التي "لم تمنحنا الشفافية الكاملة التي نحتاجها"، في وقت أعربت فيه الصين عن غضبها إثر زيارة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي لتايوان للتبرّع بلقاحات لها، معتبرةً أنها قد تُشجّع "القوى الإنفصالية" في الجزيرة.

تزامناً، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن الحكومة الهندية ستوفر لقاحات لجميع الراشدين، فيما بدأت العاصمة نيودلهي والمركز المالي بومباي تخفيف القيود مع تراجع عدد الإصابات بالوباء. وقال مودي خلال خطاب متلفز: "كلّ الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً سيحصلون على لقاحات مجانية"، معلناً بدء البرنامج في 21 حزيران.

أوروبّياً، فتحت إسبانيا حدودها أمام المسافرين من كلّ أنحاء العالم، آملةً في أن يؤدّي تدفق الزوّار إلى تنشيط قطاع السياحة الذي تضرّر بشدّة جرّاء الجائحة. وهذه الخطوة تُطلق ما يأمل كثر في أن يكون موسم سياحة صيفية مزدحماً في أوروبا، حيث ترتفع معدّلات التلقيح في كلّ أنحاء القارة.


MISS 3