سعيد: ما جدوى استمرار عون في بعبدا وتشكيل حكومة أو تنظيم انتخابات؟

02 : 00

سقطت نظرية "الرئيس القوي"

شن رئيس لقاء "سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد هجوماً عنيفاً على رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، متسائلاً في مؤتمر صحافي عن جدوى استمرارِ وجودِ رئيسٍ في بعبدا وتشكيلِ حكومةٍ او تنظيمِ انتخاباتٍ نيابية، بعدما اعلن الامين العام لـ"حزب الله" "أنه القادر والقدير على حلّ الأزمة الوطنية، بدءاً من الأزمةِ النقدية والإقتصادية من خلال القرض الحسن، وصولاً إلى تحدّي الدولة وحلّ الأزمةِ النفطية من مصادر ايرانية مروراً بأزماتِ الدواء والاستشفاء والغذاء..." وأنه "الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية".

وقال سعيد: "أمام هكذا واقعٍ سياسي، سقطَ لبنان كل لبنان تحت الاحتلالِ الإيراني ووقعنا في المحظور، وصارَ من واجبنا إطلاقَ معركةِ تحريرِ لبنان". وأضاف:"هذا السيّد أعلن أنه الحاكمُ المتحكّم بالجمهورية، ومعَه سقطت الجمهورية ورئيسها موقعاً وشخصاً، فالرئيس ميشال عون ليس حكماً وليس حاكماً".

وإذ أكد سعيد سقوط "ادّعاءات" رئيسِ الجمهورية وسقوط نظرية "الرئيس القوي"، قال: "ظنّ الرئيس وخلفه جمهور واسع من اللبنانيين أن تحالفه مع "حزب الله" يجعل منه حاكماً، وأن وصولَه إلى بعبدا يجعل منه حَكماً. النتيجة كانت أنه فقد موقع الحكم ولم يحصل على موقع الحاكم". لذلك، رأى سعيد انه "صارَ واجباً على الرئيس التنحّي والاستقالة، كخطوةٍ أولى على طريقِ تحريرِ لبنان من القبضةِ الايرانية، وليتحمّلَ "حزب الله" مسؤوليةَ حكمِ لبنان واللبنانيين بوصفه قوةَ احتلال. فهو من اختارَ رئيسَ الجمهورية، وهو من سمّى رئيسَ الحكومة المستقيلة، وهو من يديرُ مفاوضاتِ تشكيلِ الحكومة المُرتقبة، وهو سيُشرف ُعلى الانتخاباتِ القادمة وهو من يديرُ المرافقَ والمعابر". وجدّد سعيد التأكيد "على معادلة "لقاء سيدة الجبل" الذهبية: إمّا الدولة والدستور وإمّا الرئيس وحلفاؤه"، معتبراً أن "العديد من ممارساتِ الرئيس ميشال عون خلالَ السنوات الخمس من ولايته الرئاسية تثبتُ أنّه أقسمَ اليمين على دستورٍ لا يريدُ التقيّدَ بأحكامِه، لا بل يريدُ الإنقلابَ عليه، ولذلك فهو يَعَمدُ يومياً إلى تفسيرِه وِفقَ أهوائه وحسبَ مصالح فريقِه السياسي" موضحاً أنّ مقاربة "اللقاء" لاستقالة الرئيس عون "تتجاوز المطلب الانتخابي، أي أن الموضوع ليس استبدال رئيسٍ بآخر، إنما يكمن في إسقاط الشرعية الدستورية والغطاء السياسي الذي يؤمّنه الرئيس عون للاحتلال الايراني. فهذا الاحتلال يرتكز على عنصرين، الأول عسكري يستمدّ قوته من ايران، والثاني دستوري سياسي يؤمّنه من يتعاون مع الاحتلال". واذ عدد خروقات عون للدستور قال "إن هذه الخروقات استدعت ولا تزال تستدعي وبإلحاحٍ أكبر المطالبة باستقالتِه فوراً، كمدخلٍ ضروري لمعالجة الأزمة الوطنية التي باتت تهدّدُ لبنان في كيانِه وهويتِه التاريخية"، وقال: "ما دام الرئيس عون لم ينفكّ منذُ توليّه منصبه عن تحويلِ رئاسة الجمهورية منصّة حزبية تحت حجّةِ تحصيلِ حقوقِ المسيحيين في النظام، فإنّ المطالبة باستقالتِه هي ضرورة. فالضررُ المعنوي والسياسي والإقتصادي لرئاسة ميشال عون على المسيحيين أصبح كبيراً جداً، لأنّ "العهد القوي" بات يأخذُهم رهينة، فإذا خسرَ، وهو خاسرٌ حتماً، خسروا معه وإذا ربحَ، ولن يربح حتماً، ربحَ لوحدِه".

وختم مخاطباً اللبنانيين بالقول: "كلما خفنا منهم كلما انقضوا علينا بقسوة أكبر. يريدوننا ان نيأس لوضعِ اليد بسهولةٍ على لبنان، ليس امامنا سوى مقاومتهم".