عرضت مكافأة لمن يُقدّم معلومات عن "هجمات العراق"

الولايات المتحدة ترفع عقوبات عن إيران وتفرض أخرى

02 : 00

دخان يتصاعد من صنعاء أمس (أ ف ب)

رفعت الخزانة الأميركية أمس العقوبات عن 3 مسؤولين إيرانيين سابقين وشركتَيْن، كانوا متورّطين في السابق في تجارة المنتجات البتروكيماوية الإيرانية. وأوضحت وزارة الخزانة في بيان أن رفع العقوبات عن هؤلاء يؤكد "التزامنا برفع العقوبات في حالة حدوث تغيير في الوضع أو السلوك من قبل الأشخاص الخاضعين للعقوبات".

من جهتها، أكدت الخارجية الأميركية أن "رفع العقوبات عن مسؤولين في مؤسّسة النفط الوطني الإيراني لا علاقة له بمفاوضات فيينا وإمكانية العودة إلى الإتفاق النووي". وتوقّع المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس خلال مؤتمر صحافي، "سحب أفراد وشركات إيرانية أخرى من لائحة العقوبات في الأشهر والسنوات المقبلة".

وفي الوقت عينه، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مرتبطة بإيران على كيانات وأفراد يمنيين وسوريين وغيرهم، بحسب الخزانة الأميركية التي أوضحت في بيان أن هذه العقوبات "مرتبطة بالإرهاب"، وفُرِضَت على "أعضاء شبكة تُساعد الحرس الثوري الإيراني والحوثيين في اليمن"، مشيرةً إلى أن "هذه الشبكة تجمع عشرات ملايين الدولارات للحوثيين من مبيعات سلع منها النفط الإيراني".

وشملت العقوبات يمنيَّيْن وسوريَّيْن وإماراتي وصومالي وهندي، بالإضافة إلى كيانات مقرّها في دبي وإسطنبول وصنعاء في اليمن، التي تُسيطر عليها جماعة "أنصار الله" الحوثية الموالية لإيران. وأمل وزير الخارجية أنتوني بلينكن في "ممارسة ضغوط على الحوثيين لإنهاء هجومهم" الذي بدأ في شباط "للسيطرة على مأرب"، آخر منطقة تُسيطر عليها الحكومة في الشمال.

وأضاف بلينكن في بيان: "حان الوقت كي يقبل الحوثيون وقف إطلاق النار وأن يستأنف جميع الأطراف المحادثات السياسية"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة ستُواصل ممارسة الضغوط على الحوثيين التي تشمل فرض عقوبات هادفة".

وفي الملف اليمني، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن تعليق عملياته ضدّ المتمرّدين الحوثيين افساحاً في المجال أمام إيجاد حلّ سياسي للنزاع. وجاءت تصريحات المتحدّث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي فيما تقود الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليمية جهوداً ديبلوماسية كبرى للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع، إذ شدّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث في ختام زيارته إلى إيران على غياب أي بديل عن التسوية السياسية للنزاع في اليمن.

ميدانياً، سُمِعَ دوي انفجارات في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمرّدين، بينما شوهد الدخان يتصاعد من مواقع عدّة، لكنّ التحالف سارع إلى تأكيد عدم وقوفه خلف أي منها، في وقت أحبط فيه هجوماً حاول تنفيذه الحوثيون بطائرة مسيّرة مفخّخة أُطلقت من اليمن في اتجاه خميس مشيط في جنوب المملكة.

وعلى صعيد آخر، وبعدما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن سفينتَيْن حربيّتَيْن إيرانيّتَيْن وصلتا إلى المحيط الأطلسي، وصف المتحدّث باسم البنتاغون للشؤون العسكرية الكولونيل كينيث هوفمان في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إرسال إيران للسفينتَيْن المحمّلتَيْن بالأسلحة إلى المحيط الأطلسي بـ"الخطوة الإستفزازية"، معتبراً أن السفينتَيْن الحربيّتَيْن الإيرانيّتَيْن تُمثلان "تهديداً لشركائنا في منطقة أميركا الوسطى واللاتينية".

كما حذّر هوفمان من أن "واشنطن تحتفظ بحق اتخاذ التدابير اللازمة والمناسبة وبالتنسيق مع الحلفاء، لردع تسليم أو نقل أي نوع من الأسلحة في منطقة الأطلسي"، موضحاً أن البنتاغون يعلم "أن فنزويلا دأبت منذ فترات طويلة على شراء الأسلحة الإيرانية، خصوصاً طوال العام الماضي"، فيما كشف مسؤولان دفاعيان أميركيان ومسؤول في الكونغرس أن البيت الأبيض يضغط على كاراكاس وهافانا عبر القنوات الديبلوماسية لعدم السماح للسفينتَيْن بالرسو في بلديهما.

نووياً، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتباع "نهج يؤدّي إلى نتائج عكسية"، بعدما حذّر مديرها رافاييل غروسي من أن طهران لم توضح استفسارات في شأن نشاط نووي محتمل غير مُعلن. وقال مندوب طهران لدى الوكالة كاظم غريب أبادي أمام مجلس محافظي الوكالة الذرية إنّ تقريرها الأخير "غير موثوق به"، واصفاً إيّاه بأنه "مخيّب للآمال بشدّة"، بينما دعت السعودية إيران للتعاون مع الوكالة الدولية بشكل فوري وشفاف، مؤكدةً أن تقارير الوكالة أثبتت عدم شفافية السلطات الإيرانية.

وإذ قال مندوب المملكة لدى الوكالة الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان أمام مجلس محافظي الوكالة الذرية: "إيران لم تستطع الردّ على العديد من التساؤلات حيال وجود نشاط يورانيوم مشبوه في مواقع نووية"، أضاف أن طهران حاولت تطهير وتدمير مواقع للتخلّص من آثار نووية مشبوهة.

وعلى جبهة العراق، عرضت واشنطن مكافأة تصل إلى 3 ملايين دولار لمن يُقدّم معلومات عن الهجمات التي تستهدف مصالحها في "بلاد الرافدين"، غداة هجوم بثلاث طائرات مسيّرة على قاعدة في مطار بغداد يتمركز فيها عسكريوها في البلاد. وفي نصّ باللغة العربية أُرفق بفيديو، ندّد حساب برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع للخارجية الأميركية بـ"الإرهابيين الجبناء" الذين يُهاجمون "البعثات الديبلوماسية الأميركية في العراق ثمّ يهرعون للاختباء بين السكان المدنيين".

وتابعت التغريدة: "تُقدّم أميركا مكافأة تصل إلى 3 ملايين دولار لمعلومات عن هجمات مخطّط لها أو سابقة ضدّ المنشآت الديبلوماسية الأميركية. راسلونا نصّياً عبر واتساب أو تلغرام أو سيغنال". وينسب خبراء تقنية المسيّرات المفخّخة إلى الفصائل المسلّحة الموالية لإيران في العراق، ويشبّهونها بهجمات يشنّها المتمرّدون الحوثيون الموالون لطهران ضدّ السعودية.