"حكومة البياضة" سقطت... وجعجع استغرب "تباكي" نصر الله

"الخزعبلات" لا تنطلي على صندوق النقد وماكرون يخشى انهيار "الخدمات"!

01 : 59

يعزف على العود بانتظار تعبئة الوقود في سيارته "المقطوعة" (رمزي الحاج)

الصيدليات مقفلة "قسرياً" اليوم وغداً، مرضى غسيل الكلى كانوا على موعد مع "الموت السريري" بدءاً من الأسبوع المقبل، القطاع الطبي بشقّيه الاستشفائي والمختبري يلفظ أنفاسه الأخيرة، "طوابير البنزين" تتمدد والمحطات ربطت "خراطيمها" بمخزون المصرف المركزي، أزمة طحين بدأت تلوح في الأفق مع اتجاه وزارة الاقتصاد لرفع الدعم عن بعض منتجاته... كل قطاعات البلد تتهاوى كأحجار "الدومينو"، والناس تتساقط كـ"البيادق" على لوحة "شطرنج" السلطة... والمؤشرات الداخلية والخارجية كلها تؤكد أنّ "الآتي أعظم".

أما "خزعبلات" السلطة وألاعيبها "الإصلاحية"، فلم تنطل على صندوق النقد الدولي الذي اعتبر بالأمس خطوة إقرار لجنة المال والموازنة مشروع قانون الكابيتال كونترول "منقوصة وبلا جدوى اذا بقيت من دون دعم أو سياسات مالية ملائمة وأخرى متصلة بسعر الصرف"، مع تحذيره في الوقت عينه من أنّ بدعة السحوبات التدريجية للودائع بالدولار ستؤدي إلى "ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم مقابل انهيار الليرة". وتحت وطأة تسارع وتيرة الانهيار تحت أقدام اللبنانيين، برزت أمس خشية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من انقطاع "الخدمات العامة الرئيسية" عن اللبنانيين، مؤكداً أنه يعمل على حشد الدعم الدولي "لإنشاء آلية مالية" ضامنة لاستمرار هذه الخدمات والحؤول دون انهيارها، مجدداً التذكير بجهوده لتشكيل حكومة إصلاحية تفتح الباب أمام تلقي المساعدات الدولية، ومؤكداً عزمه "مواصلة العمل للدفاع عن خريطة الطريق" الفرنسية لإنقاذ لبنان.

أما في بيروت، فالمراوحة الحكومية لا تزال على حالها من العرقلة والتراشق بين ضفتي "البياضة" و"بيت الوسط"، وسط تأكيد المعطيات التي رشحت خلال الساعات الأخيرة على أنّ العد العكسي لإقدام الرئيس المكلف سعد الحريري على خطوة الاعتذار انطلق ولم يعد يفصل عنها سوى وصول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى "خط النهاية" وسحبها من على الطاولة. وفي الانتظار، حرص الحريري أمس على إسقاط محاولة رئيس "التيار الوطني الحر" الإيحاء بأنّ الحكومة تتشكل في "البياضة"، بوصفها "محاولة ساذجة لتكريس أعراف من المستحيل أن "يمشي" بها الرئيس المكلف".

وبينما وضعت مصادر "بيت الوسط" الأجواء التي يسعى باسيل إلى ضخها إعلامياً في خانة "البروبغندا الغبية"، رأت أنّ الأخير "يحاول ان يخترع دوراً له بعدما بات معزولاً فنصّب نفسه رئيساً للجمهورية و"مصدّق" الكذبة"، معيدة تصويب الأمور باتجاه الدستور الذي "لن يزيح عنه" الحريري، ونصّه الذي يقول بأنّ "الحكومة تتألف بالتفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ونقطة على السطر". وفي المقابل، سارعت مصادر "التيار الوطني" إلى الرد باتهام الحريري بأنّ لديه "موانع تحول دون التأليف"، مبديةً أسفها لـ"تفويت الفرصة التي سنحت في اليومين الأخيرين" مع تشديدها على أنّ "اجتماعات البياضة" هي بمثابة "تشاور طبيعي بين الكتل النيابية وأتت بطلب من الثنائي الشيعي".

وبعيداً من دهاليز مناوشات التأليف، أطل رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أمس في مؤتمر صحافي ردّ فيه على مضامين الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فاستغرب "تباكيه" على الأوضاع الحالية متوجهاً إليه بالقول: "طيب سيد حسن "شي ومنّو، شوي شوي" من يسمعك يعتقد أنك مجرد مواطن يقف على إحدى محطات البنزين أو صيدلية أو فرن"، وذكّره بأنه يمتلك زمام المبادرة في السلطة باعتباره يمتلك الأكثرية النيابية ورئاسة الجمهورية والحكومة "من رأسها إلى أخمص قدمها". وأضاف: "لا تريدون أن تضغطوا على حلفائكم، وهناك شعب يموت (...) اليوم إذا كانت رئاسة الجمهورية لا تتجاوب، وأنتم أكثرية نيابية، يمكنكم القول لرئيس الجمهورية نريد الحكومة على هذا الشكل وإذا لم يتجاوب يمكنكم اتخاذ موقف سياسي ويكون كافياً".

واختصر جعجع حقيقة موقف "حزب الله" بالإشارة إلى أنّ "أهم شيء" بالنسبة إلى هذا الحزب هو أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولا يبالون إذا مات الشعب أم عاش أو إذا ما وقف في "طوابير" لتعبئة الوقود أو لا، أو إذا فقد الدواء والخبز أو لا، وإذا ما انخفض سعر صرف الدولار أو ارتفع، كل هذا لا يهمهم لأنه بالنسبة لهم لا صوت يعلو فوق صوت المعركة التي لا علاقة للبنان واللبنانيين بها".