باسيل "يتمرجل" على الناس... وعون "لا يترجّل كي لا يتبهدل"

مهلة نصرالله "المفتوحة" سقطت: "يا أبيض يا أسود"!

01 : 59

إقبال كثيف على "ماراتون فايزر" في مجمّع "سيتي مول" في الدورة أمس (رمزي الحاج)

"هناك من يمنع تشكيل الحكومة ويريد أن يقفل البلد ويتسلّم مفاتيحه"... رسالة واضحة من البطريرك الماروني بشارة الراعي كادت أن تسمي الأشياء بأسمائها لجهة اتهام الشريحة الأكبر من اللبنانيين "حزب الله" بأنه "المايسترو" الأساس لعرقلة التأليف من خلف "بارافان" العهد العوني وتياره. وبهذا المعنى جاء تصويب الراعي أمس على "سياسة الشعب المحروق" التي ينتهجها أهل الحكم "الغارقون في لعبة جهنمية"، وربطه المباشر بين "قهر وإذلال" اللبنانيين وبين "لعبة المحاور الإقليمية التي قضت على علاقات لبنان العربية والدولية وضربت سمعته"، ليضع بذلك الإصبع على مكمن الاستنزاف الحقيقي للدولة ومقدراتها، بعد اتساع رقعة القناعة الوطنية بكون "حزب الله" هو من يقف خلف إجهاض الحلول وترسيخ الانهيار الشامل على أرضية الجمهورية الثانية، توصلاً إلى غرس "اللبنة الأولى" على أنقاضها لمشروع "المؤتمر التأسيسي" الرامي إلى إقامة جمهورية ثالثة تتسلم فيها الدويلة القائمة مقاليد الدولة القادمة.

وليس بعيداً عن هذه القناعة، تُدرج أوساط مواكبة للملف الحكومي رفض الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة تقييد عملية تأليف الحكومة بسقف زمني محدد وتشديده على وجوب ابقاء المهلة "مفتوحة" أمام محاولة إنجاح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خانة السعي إلى "إتاحة أوسع مجال ممكن أمام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للاستمرار في سياسة التصدي لمحاولات التأليف". غير أنّ كلام نصرالله هذا، بحسب الأوساط نفسها، أدى إلى "رد فعل عكسي" لدى كل من عين التينة وبيت الوسط، سرعان ما أسفر عن إسقاط مناورة "المهل المفتوحة"، تحت وطأة مسارعة بري إلى شنّ هجمة سياسية وإعلامية مرتدّة ضد العهد وتياره، وإدارة الرئيس المكلف سعد الحريري محركات "الاعتذار" فارضاً بذلك مهلة زمنية محددة لا تتجاوز أيام هذا الأسبوع ليحسم "حزب الله" خياره "يا أسود يا أبيض" من عملية التأليف.

وعلى هذا الأساس، رأت المصادر أنّ الأسبوع الجاري سيكون بمثابة "المحطة المفصلية" لمبادرة بري ولتكليف الحريري على حدّ سواء، لا سيما وأنّ "خيط الاعتذار بات مرتبطاً عضوياً بانتهاء هذه المبادرة وإعلان فشلها"، موضحةً أنّ "الرئيس المكلف يبدو في مجالسه مقتنعاً بعدم جدوى الرهان على إحداث أي تغيير في ذهنية التعطيل المستحكمة بأداء عون وباسيل"، ومن هذا المنطلق كثف مشاوراته مع المجلس الشرعي الأعلى ورؤساء الحكومات السابقين لوضعهم في أجواء خياراته ورسم معالم خطواته اللاحقة.

وفي الغضون، استرعى الانتباه أمس توجّه المطران الياس عودة بالمباشر إلى رئيس الجمهورية فاستحلفه "بأحفاده" أن ينزل إلى الشارع ومعاينة "الذل الذي يعيشه الشعب"، سائلاً إياه: "هل تقبل أن يموت إنسان جوعاً أو مرضاً في عهدك؟ هل تقبل أن يعاني طفل في عهدك؟ هل تقبل أن يهان مواطن في عهدك؟ هل تقبل أن يضمحل لبنان في عهدك؟"... غير أنّ أوساطاً نيابية معارضة أسفت لكون دعوة عودة على أهميتها لن تلقى آذاناً رئاسية صاغية، وسألت: "من لم يدفعه انفجار كيماوي هدّم بيوتاً فوق رؤوس قاطنيها في 4 آب على النزول إلى الشارع وتفقّد شعبه هل سيدفعه أي شيء آخر للإقدام على هكذا خطوة"، مضيفةً: "على الأرجح سيبقى الرئيس ميشال عون متحصناً خلف أسوار قصر بعبدا حتى نهاية عهده، ولن يترجّل لمواجهة الناس في الشارع كي لا يتبهدل كما حصل مع باسيل في عقر داره" أمس.

وكان باسيل قد عاين غضب الناس ميدانياً، حين اصطدم لدى تناوله الغداء في أحد المطاعم على شاطئ البترون بالشابة ياسمين المصري التي فجّرت غضبها في وجهه، فما كان من حرّاسه إلا أن اعتدوا عليها بالضرب وعمدوا إلى تحطيم هاتفها الخلوي منعاً لتصوير الحادثة وتوثيق اللحظة أثناء مسارعة باسيل إلى مغادرة المكان، كما نقل شهود عيان على الإشكال.

ولاحقاً، أصدر رئيس "التيار الوطني الحر" بياناً بدا فيه كمن "يتمرجل" على الناس ويتوعدهم بالمزيد من المواجهات في الشارع، ليس فقط من خلال تفاخره بما قام به مرافقوه في مواجهة المواطنة الشجاعة وإقدامهم على "إسكاتها"، بل كذلك في تحريضه الصريح لمناصريه وكل المسؤولين والمنتسبين إلى "التيار" على مواجهة أي مواطن معترض و"عدم السكوت إطلاقاً والرد بما يناسب على أي اعتداء كلامي أو معنوي أو جسدي يتعرض له أي شخص ‏منهم".


MISS 3