"دلتا" يُرجئ رفع القيود في إنكلترا

02 : 00

جونسون خلال مؤتمره الصحافي في لندن أمس (أ ف ب)

بسبب الإرتفاع المقلق في عدد الإصابات المرتبطة بالمتحوّر "دلتا"، الذي يُثير مخاوف العلماء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس إرجاء رفع آخر القيود التي فُرِضَت في إنكلترا للحدّ من تفشي الفيروس التاجي لأربعة أسابيع، أي حتّى 19 تموز.

وقال جونسون: "نحن قلقون جدّاً حيال المتحوّر "دلتا" الذي يتفشّى بسرعة أكبر من تلك التي نصّت عليها خريطة الطريق في شباط ولحظت إعادة فتح كاملة للبلاد في 21 حزيران"، مفضّلاً "الإنتظار حتى 19 تموز لمنح الجهاز الصحي الوقت الإضافي اللازم". وأكد أنه اتخذ "القرار الصعب لأنّه ليس بإمكاننا الإستمرار فيما ثمّة إمكانية فعلية أن يتجاوز الفيروس اللقاحات، وأن تنجم عن ذلك آلاف الوفيات الإضافية"، في حين بات الهدف الآن توفير جرعة واحدة لجميع البالغين وجرعتَيْن لثلثَيْ البالغين بحلول 19 تموز. وتلقى حتى الآن نحو 80 في المئة من البالغين جرعة واحدة من اللقاح في المملكة المتحدة، فيما تلقى 57 في المئة الجرعتَيْن.

وفي سياق متّصل، كشفت دراسة جديدة أن نحو نصف المواطنين البريطانيين الذين توفوا حتّى الآن بعد الإصابة بمتحوّر "دلتا"، حصلوا أقلّه على جرعة واحدة من اللقاح، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ومن بين الـ42 بريطانياً الذين توفوا نتيجة الإصابة بمتحوّر "دلتا"، حصل 12 شخصاً على جرعتَيْن من اللقاح، بينما لم يحصل 23 شخصاً على اللقاح، في حين حصل 7 أشخاص على الجرعة الأولى من اللقاح قبل وفاتهم بأكثر من 21 يوماً.

ولمّح تقرير لهيئة الصحة العامة في إنكلترا إلى أن متحوّر "دلتا" يتمتّع بقدرة أكبر على الإنتشار داخل المنازل، بنسبة 64 في المئة مقارنةً مع سلالة "ألفا"، التي ظهرت في مدينة "كنت" البريطانية. ويُعتقد كذلك أن "دلتا"، التي ظهرت في الهند، لديها قدرة أكبر على الإنتشار بواقع 40 في المئة في الأماكن المفتوحة، فيما تبرز مخاوف العلماء من إمكانية أن تشهد المملكة المتحدة موجة وبائية ثالثة، إذ بات متحوّر "دلتا" يُعدّ الآن الأكثر شيوعاً في المملكة المتحدة، حيث إن أكثر من 90 في المئة من حالات الإصابة حالياً من هذا المتحوّر.

وحول فعالية اللقاحات ضدّ "دلتا"، أظهرت دراسة نشرتها السلطات الصحية البريطانية، أن جرعتَيْن من لقاحَيْ "فايز" و"أسترازينيكا" تحول دون دخول المستشفى بعد الإصابة بالمتحوّر "دلتا" بنسبة تفوق 90 في المئة.

وأوضحت الدراسة أن الحماية من دخول المستشفى بعد تلقي جرعتَيْن من لقاح "فايزر" تبلغ 96 في المئة، فيما تبلغ 92 في المئة للقاح "أسترازينيكا"، مشيرةً إلى أن 166 شخصاً فقط من أصل 14019 أُصيبوا بهذا المتحوّر أُدخلوا المستشفى.

وكان تحليل سابق للهيئة نفسها أظهر أيضاً أن جرعتَيْن من اللقاحَيْن تحميان بشكل متساوٍ من متحوّر "دلتا" كما متحوّر "ألفا"، لكن جرعة واحدة لا تفي بالغرض. وقال وزير الصحة مات هانكوك: "يظهر هذا الدليل على فعالية الجرعتَيْن في مواجهة المتحوّرات، ومدى أهمّية تلقي الجرعة الثانية"، مشدّداً على أن حملة التلقيح البريطانية "ساهمت من الآن في إنقاذ آلاف الأرواح".

كذلك، أعلنت شركة "نوفافاكس" الأميركية في بيان أن لقاحها فعّال بنسبة تزيد عن 90 في المئة، بما في ذلك ضدّ المتحوّرات، وذلك بعد دراسة أُجريت على نطاق واسع، مشيرةً إلى أن "الدراسة شملت 29960 مشاركاً في 119 موقعاً في الولايات المتحدة والمكسيك، لتقويم فعالية اللقاح وسلامته والمناعة التي يوفّرها". وذكرت الشركة التي تتّخذ من ماريلاند مقرّاً أنها تعتزم التقدّم بطلب للحصول على موافقة الهيئات الناظمة بحلول الربع الثالث من العام 2021.

وفي الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الصحة الكويتية أنّه تأكد إصابة بعض الحالات بالمتحوّر "دلتا" في البلاد، في وقت أعلنت فيه السلطات الإيرانية الموافقة على إجازة "الإستخدام الطارئ" للقاح المحلّي "بركت"، والذي لم ينل بعد إجازة نهائية للاستخدام على نطاق استهلاكي واسع. ويحمل اللقاح اسم "كوو إيران بركت"، وطوّرته "لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني"، وهي تكتل شركات مرتبط بالدولة.


MISS 3