"مسيرة الأعلام" تبلغ القدس... والقمع الإسرائيلي يتصاعد

02 : 00

الشرطة الإسرائيلية تعتدي على فلسطيني أثناء "مسيرة الأعلام" في القدس الشرقية أمس (أ ف ب)

بعد يومَيْن فقط من منح "حكومة التغيير" الجديدة الثقة في الكنيست، تجمّع مئات المتظاهرين الإسرائيليين من اليمين المتطرّف، ضمن "مسيرة الأعلام"، عند باب العمود خارج البلدة القديمة في القدس الشرقية، وذلك على وقع مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيلية في القدس ومناطق عدّة في الضفة الغربية وغزة. وبينما دفعت الشرطة الإسرائيلية بأكثر من ألفَيْ عنصر لتعزيز الأمن في محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية، رقص المتظاهرون ومعظمهم من الفتية يُرافقهم عضو الكنيست اليميني المتطرّف الذي يترأس حزب "القوّة اليهودية" المعادي للعرب إيتمار بن غفير، ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، بالأعلام الإسرائيلية عند باب العمود.

وحمل المتظاهرون بن غفير وسموتريتش على الأكتاف. وقال بن غفير في بيان إنّ رئيس الوزراء الجديد نفتالي "بينيت يسير مع حكومة اليسار بدلاً من المشاركة في المسيرة"، فيما حمل أحد المتظاهرين ملصقاً خط عليه "بينيت كاذب" باللونَيْن الأبيض والأحمر، في وقت هاجمت فيه الشرطة الإسرائيلية بعض الشباب الفلسطيني مِمَّن تمكّنوا من البقاء عند باب العمود، بعد رفعهم الأعلام الفلسطينية.

وداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية وداخل باب العمود، وضعت الشرطة الإسرائيلية حواجز ومنعت السكان والمتسوّقين من المغادرة نحو الخارج. وأغلق تجار المدينة القديمة، التي بدت شوارعها خالية تقريباً، محالهم، بسبب عدم سماح الشرطة الإسرائيلية بالدخول أو الخروج.

وخارج البلدة القديمة، فرّقت الشرطة الإسرائيلية نحو 150 محتجاً فلسطينياً يُعارضون تنظيم المسيرة ومرورها في شوارع المدينة، بالضرب بالعصي وباستخدام شرطة الخيالة ورش المياه العادمة. وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان اعتقال 17 فلسطينياً بسبب "زعزعة السلم بعد أن ألقوا الحجارة واعتدوا على الشرطة"، مشيرةً إلى تقديم الرعاية الطبّية لإثنَيْن من عناصرها.

من جهتها، أكدت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" تسجيل 33 إصابة بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والإعتداء بالضرب على فلسطينيين خلال تفريق الشرطة للمحتجّين.

واندلعت مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مناطق عدّة في الضفة الغربية، فقد قمع الجيش الإسرائيلي مسيرة في مدينة بيت لحم، خرجت من منطقة باب الزقاق مروراً بشارع القدس الخليل ووصولاً إلى المدخل الشمالي لبيت لحم عند محيط مسجد بلال بن رباح، وذلك تنديداً بمسيرة المستوطنين. وأُصيب العشرات من المشاركين بالإختناق جرّاء استنشاق الغاز المسيّل للدموع.

كما شهدت مدينة الخليل، اندلاع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب (شمالي المدينة)، أُصيب خلالها العشرات بالاختناق جرّاء استنشاقهم الغاز. ووسط الضفة، اندلعت مواجهات في رام الله، عند حاجز بيت ايل (المدخل الشمالي للمدينة)، أُصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق.

وفي قطاع غزة المحاصر، أُطلقت بالونات حارقة في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بين الجانبَيْن، حيث أبلغت خدمة الإطفاء والإنقاذ في جنوب إسرائيل عن 20 حريقاً اندلعت على الحدود مع غزة، فيما لفت الجيش الإسرائيلي إلى أن "نحو 30 متظاهراً ومشاغباً تجمّعوا على طول السياج الحدودي جنوب قطاع غزة في موقعَيْن".

وفي غضون ذلك، اختار الرئيس الأميركي جو بايدن الديبلوماسي الديموقراطي المخضرم توماس نايدز سفيراً لبلاده لدى إسرائيل. ونايدز، الذي تصدّى لمساع لوقف مساعدات مالية أميركية للفلسطينيين عندما كان يشغل منصباً رفيعاً في وزارة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، يتطلّب تثبيته في المنصب مصادقة الكونغرس.

توازياً، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس على أهمّية التنسيق في شأن إيران. وأوضح البنتاغون في بيان أن أوستن ناقش مع غانتس الملف الإيراني والتحدّيات الأمنية الإقليمية الأخرى. كما أكد دعم الإدارة الأميركية لجهود التطبيع المستمرّة، والتزامها بالعمل مع إسرائيل لضمان أمنها، فيما سينطلق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي مساء السبت في زيارة إلى الولايات المتحدة، والتي تمّ تأجيلها بسبب التصعيد العسكري الأخير بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في غزة.