إندلاع "مواجهة خطرة" بين إسرائيل وغزة

02 : 00

القوّات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الموقع حيث قُتلت فتاة فلسطينية في حزما أمس (أ ف ب)

في أوّل مواجهة خطرة بين الطرفَيْن منذ إنتهاء الحرب الخاطفة بينهما في أيار، قصف سلاح الجوّ الإسرائيلي فجر الأربعاء مواقع عدّة لحركة "حماس" في قطاع غزة، ردّاً على إطلاق بالونات حارقة من الجيب الفلسطيني المحاصر في اتّجاه الدولة العبرية.

وكانت الضربات الجوّية الأولى التي تُنفّذها إسرائيل منذ تولية "حكومة التغيير" الجديدة برئاسة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت مساء الأحد. والتقى بينيت رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أفيف كوخافي في مكتبه في القدس الغربية، وبحث معه "الأوضاع العملياتية والتحدّيات الأمنية القائمة"، وفق بيان رسمي.

وأضاف البيان أنهما "ناقشا استخلاص العِبر من عملية حارس الأسوار"، وهي التسمية التي أُطلقت على الحرب الخاطفة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة خلال أيّار الماضي.

وأفادت مصادر أمنية فلسطينية وكالة "فرانس برس" بأنّ طائرات حربية إسرائيلية قصفت موقعاً واحداً على الأقلّ في شرق مدينة خان يونس في جنوب القطاع، الذي دُمّرت فيه نحو ألف من الشقق والمكاتب والمحال التجارية خلال الحرب الأخيرة والرابعة مع إسرائيل منذ 2008.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ مقاتلاته "أغارت على مجمّعات عسكرية تابعة لـ"حماس"، استُخدمت كمعسكرات ومواقع لإلتقاء نشطاء إرهابيين في لواء خان يونس ولواء غزّة"، موضحاً أن الغارات جاءت "ردّاً على إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية".

وحمّل كذلك حركة "حماس"، التي تُسيطر على غزة، "مسؤولية ما يجري داخل القطاع"، محذّراً من أنّه "مستعدّ لكافة السيناريوات، بما فيها تجدّد القتال في مواجهة استمرار الأعمال الإرهابية".

وما زال التوتر عالياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل عام. وفي مؤشر على ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الفلسطينية مي خالد يوسف عفانة (29 عاماً)، من بلدة أبو ديس الملاصقة لمدينة القدس، عند قرية حزما برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي تحدّث عن محاولة هجوم على جنود "دهساً وطعناً"، إذ ذكر أنه أحبط محاولة هجوم بسيارة خرجت سائقتها بعد ذلك حاملةً سكيناً.

لكن مصادر من قريتها أبو ديس أشارت إلى أنها دخلت بالخطأ طريقاً يقوم الجيش الإسرائيلي بحفرها في منطقة حزما، حيث حصل إطلاق النار عليها. ومي تحمل شهادة دكتوراه في العلوم الاجتماعية وتعمل محاضرة في جامعة الإستقلال الأمنية.

واستبعد هاني عفانة، وهو عم القتيلة، أن تكون مي قد حاولت تنفيذ عملية هجومية. وقال عفانة لوكالة "فرانس برس: "مي تخرّجت أخيراً من جامعة أردنية، ولديها طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، ولا تُعاني من أي مشكلة"، مضيفاً: "المعلومات التي لدينا أن مي دخلت طريقاً بالخطأ، ولم تُحاول تنفيذ أي هجوم كما يدّعي الإحتلال".

وأوضح أن ضابطاً في الإستخبارات الإسرائيلية اتصل بالعائلة وأبلغها أن مي حاولت تنفيذ هجوم. وتابع: "أنا قلت للضابط أن هذا غير صحيح، لأنّه لم تقع إصابات، ونحن سنُحاول المطالبة بالتحقيق في ظروف مقتل إبنتنا ونُحمّل الإحتلال المسؤولية عن مقتلها".

ومي هي ثاني إمرأة تُقتل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال أقلّ من أسبوع وفي ظروف مشابهة، إذ أعلن الجيش قبل 4 أيّام مقتل فتاة كانت تحمل سكيناً عند حاجز قلنديا، الذي يفصل مدينة رام الله عن مدينة القدس.


MISS 3