إتفقا على منع طهران من الحصول على أسلحة نوويّة

بايدن وبوتين: قمّة "الإستقرار الإستراتيجي"

02 : 00

بايدن وبوتين خلال لقائهما داخل "فيلا لا غرانج" في وسط جنيف أمس (أ ف ب)

مع بداية رسم ملامح جيوستراتيجية جديدة للنظام العالمي ما بعد "كورونا"، استضافت "فيلا لا غرانج" الواقعة في منتزه شاسع على ضفة بحيرة ليمان في وسط جنيف أمس، أهم حدث في تاريخها الحافل بالوقائع، وتمثل بالقمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذ اعتاد هذا القصر الرائع الذي يعود إلى القرن الثامن عشر على استضافة أحداث تاريخية بارزة وشخصيات مهمّة. ووسط هذا البُعد التاريخي والحضاري لمكان اللقاء المميّز، أعلن بايدن وبوتين قرارهما بإطلاق حوار ثنائي شامل حول "الإستقرار الإستراتيجي" والذي سيكون جوهرياً ونشطاً، وأكدا في إعلان مشترك صدر في ختام قمّتهما، تمسّك واشنطن وموسكو بضرورة منع شنّ حرب نووية، التي لا يُمكن أن يكون فيها منتصر، فيما أشاد الرئيسان بقمّة بناءة جمعتهما، وأعربا عن الرغبة في تهدئة التوتر.

وأوضح الرئيسان أيضاً أنهما يسعيان من خلال إطلاق هذا الحوار إلى "وضع أساس للمراقبة المستقبلية للأسلحة والإجراءات لتخفيض الأخطار"، مشيرَيْن إلى أن الولايات المتحدة وروسيا "سبق أن أظهرتا أنهما قادرتان، حتّى في فترات التوتر، على تحقيق تقدّم في إنجاز الأهداف المشتركة في ضمان قابلية التنبؤ في المجال الإستراتيجي وخفض أخطار نشوب نزاعات مسلّحة وتهديد حرب نووية".

وقال الرئيس الروسي خلال مؤتمر صحافي عقب القمة إنّه "لم يكن هناك أي عداوة، لقد كان نقاشاً صريحاً ومباشراً"، بينما تحدّث نظيره الأميركي خلال مؤتمره الصحافي عن "لغة إيجابية". لكنّه أكد في الوقت عينه أنه حذّر بوضوح سيّد الكرملين، لا سيّما في شأن الهجمات الإلكترونية، وقال بايدن: "أوضحت أنّنا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديموقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديموقراطية، وسنردّ".

وفي مؤشّر إلى التهدئة بين الطرفَيْن، كشف بوتين الإتفاق مع بايدن على إعادة سفيرَيْهما بعدما جرى استدعاؤهما في وقت سابق من العام. ولفت بوتين كذلك إلى إمكانية التوصّل إلى تسويات من أجل تبادل سجناء. كما اتفق الزعيمان على إجراء حوار حول "الأمن الإلكتروني". وبينما رأى بوتين أنّ بايدن "شخص متوازن ومحنّك، يُمكنك أن تُلاحظ ذلك على الفور"، أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته في أن نظيره الروسي لا يُريد حرباً باردة جديدة، وقال: "أعتقد أن آخر شيء يُريده الآن هو حرب باردة".

وإذ أوضح بايدن أنه تطرّق إلى ملف حقوق الإنسان مع بوتين، حذّر خصوصاً من أنه ستكون هناك "عواقب مدمّرة" بالنسبة إلى روسيا في حال توفي في السجن المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني، داعياً إلى إطلاق سراح المستثمر الأميركي مايكل كالفي المحكوم عليه بالسجن في روسيا، وربط مصير الاستثمارات الأميركية في "بلاد القياصرة" بهذه القضية.

وفي ما يتعلّق بالقضايا الدولية، كشف بايدن أنّهما بحثا ضرورة فتح الممرّات الإنسانية في سوريا لنقل المساعدات الغذائية. وناقشا الملف الإيراني، بحيث اتفقا على العمل من أجل ضمان عدم حصول طهران على أسلحة نووية، بينما لفت بوتين إلى أنّه لم يتبادل مع بايدن دعوات لزيارة الولايات المتحدة وروسيا، معتبراً أنه من السابق لأوانه القيام بذلك. كما شدّد "القيصر الروسي" على أن "المحادثات كانت مثمرة وهناك بارقة أمل" في شأن بناء الثقة المتبادلة بين البلدَيْن.


MISS 3