تبعات القمّة بين بايدن وبوتين

الروس يُبدون تفاؤلاً حذراً

02 : 00

إستطاع بوتين إبراز أهمّية روسيا على الساحة الدوليّة (أ ف ب)

أبدى الرئيس فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين الروس تفاؤلاً حذراً أمس غداة القمّة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ورحبوا بعودة "المنطق (الأميركي) السليم"، رغم توجيههم بعض الإنتقادات للولايات المتحدة.

وبينما تمّ توقيع نصّ قصير في شأن إجراء حوار حول "الإستقرار الإستراتيجي"، والإتفاق على بدء حوار حول الأمن الإلكتروني وعودة سفيرَيْ البلدَيْن، تحدّث بوتين عن القمة الخميس، وأكد أن روسيا جاهزة "لمواصلة هذا الحوار بنفس درجة استعداد الجانب الأميركي".

وأضاف "القصر الروسي": "كنّا قادرين على فهم بعضنا البعض، وفهم مواقفنا في شأن القضايا الرئيسية"، واصفاً أجواء القمّة بأنها "كانت ودية". واعتبر أن "صورة الرئيس الأميركي كما تُصوّرها الصحافة لا علاقة لها بالواقع إطلاقاً"، مشيراً إلى أن بايدن "يبدو نشيطاً، وهو ملم تماماً بتفاصيل الملفات المطروحة".

كما شدّد على أن "بايدن رجل مهني ويجب توخي أقصى درجات الحيطة خلال التعامل معه كي لا يفوتك شيء ما، لأنّه لا يفوته شيء، وهذا الأمر كان واضحاً تماماً بالنسبة إليّ"، متمنياً أن يُسمح لبايدن بـ"العمل بسلام".

من جانبه، وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف آفاق الحوار حول نزع السلاح النووي ورفض الحرب النووية بأنها "إنجاز فعلي". وبعدما مدّد بايدن في مطلع السنة معاهدة "نيو ستارت" حول نزع السلاح النووي في اللحظة الأخيرة قبل إنتهاء سريانها، اعتبر ريابكوف أن "ذلك يُشكّل خطوة ثانية من جانب واشنطن في اتجاه العودة إلى المنطق السليم"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "كومرسانت". وأضاف أن الحوار حول "الإستقرار الإستراتيجي" سيبدأ قريباً، موضحاً أنّها "مسألة أسابيع وليس مسألة أشهر".

وفي الأثناء، علّق الكرملين على الحديث الدائر عن أن أوكرانيا ربما تُمنح يوماً ما خطة عمل لنيل عضوية "حلف شمال الأطلسي"، معتبراً أن هذا الأمر سيكون "خطاً أحمر" بالنسبة إلى موسكو، فيما رحّب بالتزام الرئيسَيْن الروسي والأميركي حواراً حول "الإستقرار الإستراتيجي" ونزع السلاح النووي، ورأى أن الولايات المتحدة عادت إلى "المنطق". وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لإذاعة "صدى موسكو": "النصّ قصير جدّاً إلّا أنّه وثيقة مشتركة حول الإستقرار الإستراتيجي، يُظهر مسؤولية خاصة لبلدينا، ليس فقط حيال شعوبنا، بل أمام العالم بأسره". وفي أوّل نتيجة ملموسة للقمة، أعلنت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن السفير أناتولي أنطونوف سيعود إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

واتفق العديد من الخبراء على أن الرئيس الروسي حصل على أكثر ما يُريده من الاجتماع، وهو إبراز أهمّية روسيا على الساحة الدوليّة، في وقت أكدت فيه الولايات المتحدة أن بايدن بحث مع بوتين مسألة تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.

وتطرّق مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أثناء موجز صحافي نشرته وزارة الخارجية، إلى الملف السوري، قائلاً إن "اختباراً" سيأتي بعد نحو شهر في الأمم المتحدة لتحديد ما إذا كان سيتمّ توسيع الممرّ الإنساني في سوريا. وقال: "لم تكن هناك أي التزامات (روسية)، لكنّنا أكدنا بوضوح أن هذا الأمر يحظى بأهمّية كبيرة بالنسبة إلينا، وإذا كان هناك أي تعاون في المستقبل في شأن سوريا، فينبغي أن نرى بالدرجة الأولى توسيع الممرّ الإنساني".


MISS 3