كوخافي إلى واشنطن لبحث الملفات المرتبطة بإيران

إسرائيل تستهدف "حزب الله" في القنيطرة

02 : 00

مخاوف جدّية من اشتعال الجبهة الشماليّة لإسرائيل (أ ف ب)

في استهداف هو الأوّل من نوعه على الجبهة الشمالية لإسرائيل في عهد رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، الذي يُحاول "تبييض صفقته" الإئتلافية أمام الشارع اليميني وإظهار حكومته بأنّها حريصة على الأمن القومي للدولة العبرية ومصالحها أكثر من حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، قصف الجيش الإسرائيلي فجر أمس موقعاً في القنيطرة في سوريا يتردّد عليه قياديون في "حزب الله". وقد استهدفت دبّابات الـ"ميركافا" الإسرائيلية نقطة استطلاع عسكرية في بلدة القحطانية في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، ما أدّى إلى تدمير الموقع من دون وقوع أي إصابات. وبحسب مواقع سورية وإسرائيلية، تتبع هذه النقطة لـ"اللواء 90" التابع لـ"الفيلق الأوّل" في قوات النظام السوري. وتبتعد النقطة عن الشريط الحدودي مع إسرائيل مسافة 150 متراً، ويتواجد فيها عادةً 12 عنصراً مهمّتهم مراقبة الحدود ورصد التحرّكات.

وفي سياق متّصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي سيتوجّه إلى الولايات المتحدة لعقد محادثات رسمية السبت، في زيارة تستمرّ 6 أيام، ليكون أوّل مسؤول رفيع يقوم بذلك منذ تولّى بينيت السلطة. وسيزور كوخافي مقرّ القيادة المركزية الأميركية في فلوريدا، حيث سيُناقش ملفّات غزة وإيران و"حزب الله". وأوضح الجيش أن كوخافي سيُناقش "التحدّيات الأمنية المشتركة"، بما في ذلك "المسائل المرتبطة بالتهديد النووي الإيراني وتثبيت إيران حضورها الإقليمي في المنطقة وجهود "حزب الله" في تعزيز قواته".

وتسعى الأمم المتحدة ومصر إلى دعم وقف إطلاق النار الهشّ الذي تمّ خرقه الأسبوع الحالي عبر إطلاق بالونات مشتعلة من قطاع غزة، فيما ردّت الدولة العبرية بتنفيذ ضربات جوّية. ولا يزال مستوى التوتر الميداني مرتفعاً، إذ أطلق فلسطينيون المزيد من البالونات المشتعلة من غزة لليوم الثالث توالياً الخميس، بحسب ما أفاد عناصر إطفاء إسرائيليون يُحاولون إخماد النيران الناجمة عن ذلك.

وفي الضفة الغربية عموماً والقدس خصوصاً، لا يزال الجمر تحت الرماد مع اندلاع مواجهات متفرقة في أكثر من منطقة وبلدة، حيث الإحتقان المجتمعي على أشدّه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خصوصاً خارج باب العمود في القدس، إذ أطلقت القوّات الإسرائيلية الرصاص المطاطي لتفريق متظاهرين فلسطينيين تجمّعوا احتجاجاً على "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية الأخيرة، وما أُطلق خلالها من شعارات تمسّ بالفلسطينيين ومقدّساتهم، فيما تمّ اعتقال عدد من المحتجّين.

تزامناً، توفي الفتى الفلسطيني أحمد زاهي داود (16 عاماً)، الذي أُصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات حصلت في بلدة بيتا القريبة من مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية الأربعاء، بينما تصاعدت الاحتجاجات أخيراً في بيتا، التي يعيش فيها 12 ألف نسمة، ضدّ الإستيطان الإسرائيلي ومصادرة أراض تابعة للقرية لصالح المستوطنين، وتحديداً ضدّ إقامة بؤرة "إيفياتار" الإستيطانية في منطقة جبل صبيح.

وفي هذا الإطار، أوضح حمدي البيتاوي، وهو من سكان القرية، لوكالة "فرانس برس"، أنّ "الشبان يتصدّون يومياً لقوّات الإحتلال عند النقطة العسكرية على أطراف القرية"، مشيراً إلى أن أحمد قُتِلَ "بعد أن أصابه جندي في الرأس". وأضاف أن أحمد هو الرابع الذي يُقتل برصاص الجيش الإسرائيلي منذ عيد الفطر، فيما شارك المئات في جنازة الفتى في قرية بيتا أمس.

وفي الغضون، أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية توجيه تهمة "القتل المتهوّر" إلى عنصر شرطة يُشتبه في قتله بالرصاص الفلسطيني الأعزل المصاب بالتوحد إياد الحلاق (32 عاماً)، في البلدة القديمة بالقدس الشرقية في أيّار 2020، عندما كان في طريقه إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن ظنّ عناصر الشرطة خطأ أنه مسلّح.

وأوضحت عائلة الضحية أن عمره العقلي مشابه لطفل في الثامنة من عمره، فيما أفاد شهود بأنّ الحلاق أُصيب بالذعر بعد أن صرخ عناصر الشرطة لمناداته. ونقلت تقارير أن الحلاق هرب إثر ذلك، فطاردته الشرطة وأطلقت النار على ساقيه. وجاء في لائحة الإتهام أنه "بالرغم من أن إياد كان على الأرض وأُصيب بجروح نتيجة الطلقة الأولى، ولم يحمل في يديه شيئاً ولم يفعل شيئاً يُبرّر ذلك، أطلق المشتبه فيه النار في اتجاه الجزء العلوي من جسد إياد". ويُواجه الشرطي الذي لم يُكشف عن اسمه، عقوبة تصل إلى السجن 12 عاماً في حال إدانته.


MISS 3