عربة ملك هولندا المذهّبة تُحيي جدل العنصرية

02 : 00

المرّة الأخيرة التي جلس فيها ملك هولندا فيليم ألكساندر وزوجته ماكسيما على مقعد عربتهما المذهّبة، كان بمناسبة مراسم افتتاح دورة البرلمان في خريف 2015. وبعد حوالى ست سنوات، يتفقّد الملك عربته المهيبة في أحد متاحف أمستردام كقطعة محوريّة في معرض حول ماضي هولندا الاستعماري.

فالعربة المعروفة باسم "خاودن كوتس" أو العربة الذهبيّة بالهولندية، هي في وسط سجال حول العبودية والعنصرية، بسبب زخرفة على جانبها الأيسر يظهر فيها رجال سود راكعون أمام معلّميهم البيض وبينهم امرأة شابة جالسة على عرش ترمز إلى هولندا، يقدّمون لها الكاكاو وقصب السكّر. كما يظهر في الرسم الذي أطلق عليه اسم "تكريم من المستعمرات"، رجل شاب أبيض يعطي كتاباً لفتى أسود.

وأكدت المديرة الفنية لمتحف أمستردام مارغريت سكافماكر أن العربة المزخرفة بالذهب والتي تستخدمها العائلة الملكية في المناسبات كبرى مثل العمادة والزفاف وغيرها، باتت "موضوعاً سجالياً". وأوضحت للصحافيين أن الرسوم "التي تصوّر الماضي الاستعماري الهولندي تحرج العديدين في هولندا".

وبدأت عملية ترميم كاملة للعربة في أيلول 2015، وكان من المقرر استعراض العربة مجدداً بعد إتمام ترميمها بمناسبة مراسم احتفالية، لكن الحكومة قررت التريّث على وقع الجدل القائم، وفضّلت عرضها في المتحف. وفي ضوء حركة "حياة السود مهمّة" في الولايات المتحدة، عاد الجدل حول الماضي الاستعماري والعبودية إلى الظهور في هولندا كما في دول أوروبية أخرى.

وتناولت متاحف عدة الموضوع، من بينها متحف ريكسموزيوم في أمستردام، الذي افتتح أخيراً معرضاً تحت عنوان "العبودية".

ويمكن تأمّل العربة المذهّبة حتى نهاية شباط المقبل في متحف أمستردام "كي يتمكّن كل شخص من تكوين رأيه الخاص"، على حد قول سكافماكر، لكنها شددت على أن ذلك لا يعني أن المتحف "محايد" في الجدل القائم. ففي 2019، تخلى رسمياً عن استخدام عبارة "العهد الذهبي" للإشارة إلى حقبة ازدهار هولندا بفضل التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.

ودافع رئيس الوزراء الحالي مارك روتي عن العربة "الرائعة" وقال في تصريح معروض في المتحف "إعادة كتابة التاريخ مع تشويه صورة العربة الذهبية، أمر لا أؤيّده".

من جهته، صرّح الملك البالغ 54 عاماً للتلفزيون العام "إن أو إس" العام الماضي أن العربة المذهّبة "جزء من التراث الثقافي الهولندي، مشدداً في المقابل على وجوب محاربة التمييز.


MISS 3