للمرة الثانية منذ انتهاء الحرب الخاطفة بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الشهر الماضي، شنّ الجيش الإسرائيلي ليل الخميس - الجمعة غارات جوّية على مواقع لحركة حماس في القطاع ردّاً على بالونات حارقة أطلقت منه باتجاه إسرائيل. واستهدفت الغارات موقعاً عسكرياً لحماس في مدينة غزة وآخر في خان يونس تستخدمه الحركة لإطلاق صواريخ على الدولة العبرية.
وقال مصدر أمني في القطاع إنّ "طائرات حربية إسرائيلية شنّت غارات عدة استهدفت مواقع للمقاومة في مدينة غزة وبلدتي جباليا وبيت لاهيا وخان يونس، أسفرت عن أضرار جسيمة في هذه المواقع وأضرار في محيطها، من دون أن نبلغ عن وقوع إصابات".
من ناحيته قال مصدر في حماس لـ"فرانس برس" إنّه "تمّ إبلاغ الوسيط المصري بالعدوان الإسرائيلي الجديد والانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، مضيفاً، أنّ "المقاومة لن تسمح للعدوّ بفرض قواعد اشتباك جديدة".
وأعلن الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم إنّ "قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة ما هو إلا مشاهد استعراضية للحكومة الإسرائيلية الجديدة من أجل ترميم معنويات جنودها وقادتها التي انهارت أمام صمود وضربات المقاومة في معركة سيف القدس"، الاسم الذي أطلقته الفصائل على الحرب الخاطفة التي دارت بينها وبين إسرائيل الشهر الماضي. وحذّر برهوم من أنّ "ارتكاب الاحتلال أيّ حماقات تستهدف شعبنا ومقاومتنا ستكون المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسّام، له بالمرصاد".
تزامناً، طلب قائد الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي من هيئة الأركان "زيادة استعداد الجيش" لـ "سلسلة من السيناريوات" من بينها "استئناف الأعمال الحربية" بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في القطاع، في تحذير يأتي في وقت تبذل فيه مصر جهوداً حثيثة لتثبيت التهدئة التي توصّلت إليها بين الطرفين.
وسيتوجّه كوخافي في نهاية الأسبوع إلى الولايات المتحدة لعقد محادثات رسمية، في أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي منذ تولّت حكومة نفتالي بينيت السلطة في الدولة العبرية، على أن يزور كوخافي مقرّ القيادة المركزية الأميركية في فلوريدا حيث سيناقش ملفّات حماس وإيران و"حزب الله". وقال الجيش الإسرائيلي إنّ قائده سيناقش في الولايات المتّحدة "التحدّيات الأمنية المشتركة" بما في ذلك المسائل "المرتبطة بالتهديد النووي الإيراني وتثبيت إيران حضورها الإقليمي في المنطقة وجهود "حزب الله" في سبيل تعزيز قواته".
على صعيد آخر، اندلعت مواجهات أمس عند باب السلسلة المؤدي إلى المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة خلال توافد المصلين لأداء صلاة الجمعة، إعتقل على أثرها 10 فلسطينيين، فيما أصيب تسعة أشخاص جرّاء أطلاق عناصر الأمن الرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة. وأفادت الشرطة الإسرائيلية أن "عشرات الشبان بدأو الإخلال بالنظام وإلقاء الحجارة على الشرطة" مضيفة أنه "تم توقيف 10 مشتبه فيهم". ولفت الهلال الاحمر الفلسطيني إلى أن تسعة اشخاص أصيبوا بجروح من بينهم ثلاثة نقلوا الى المستشفى جراء "الضرب والقنابل المطاطية والصوتية".
وجاءت المواجهات المتجددة بعد تظاهرات للفلسطينيين ضد المتطرفين اليهود الذين خرجوا في مسيرة الثلثاء في القدس الشرقية رددوا خلالها عبارات مهينة للإسلام هاتفين "الموت للعرب".
وكان الجيش الإسرائيلي قد عمد فجر الجمعة إلى إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى قرية بيتا جنوب نابلس، بعد احتجاجات مستمرة في البلدة، من خلال إغلاق الطرق الفرعية من الجهة الغربية من القرية بالسواتر الترابية، الأمر الذي يعني إغلاق كافة مداخل ومخارج القرية بعد إغلاق المدخل الرئيسي للقرية قبل شهر تقريباً بالمكعبات الإسمنتية. ويأتي قرار الإغلاق، بعد ساعات على دعوة وجهتها لجنة التنسيق الفصائلي في بلدة بيتا، إلى اعتبار يوم أمس الجمعة، يوم تصعيد في الشوارع الرئيسية للقرية ومنع دخول المنتجات الزراعية الإسرائيلية إلى سوق البلدة. ويتزامن هذا التصعيد غداة مقتل الفتى أحمد زاهي داوود (16 عاماً) الذي توفي متأثراً بإصابة في الرأس خلال المواجهات في بلدة بيتا الأربعاء، وهو رابع ضحية تسقط خلال شهر واحد، برصاص القوات الإسرائيلية على جبل صبيح في بيتا احتجاجا على إقامة بؤرة استيطانية جديدة.