دعا الشعب إلى المحاسبة في الانتخابات لتقديم نُخَب حاكمة جديدة

الراعي: لا نشكو من قِلّة الصلاحيّات بل من قلّة المسؤوليّة ولتعترف السلطة بدور الجيش وحده

02 : 00

الجيش المسؤول الشرعي الوحيد عن السيادة والاستقلال

ذكّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين في الدولة، بأن الشعب قد دعاهم الى تسيير مؤسّسات الدولة، "فالشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة (مقدّمة الدستور، د)؛ وبهذه الصفة هم مقلّدون سلطاناً سياسيّاً وإداريّاً وعسكريّاً من الدستور؛ ومؤتمنون على رسالة توفير الخير العام، وإنماء المواطن والمجتمع، وتحقيق ازدهار البلاد".

وقال في عظة الاحد امس إن "هذه الثلاثة معايير أساسيّة لحسن الاختيار والإدلاء بالصوت الحرّ في الإنتخابات النيابيّة والبلديّة المقبلة التي تهيّئ انتخاب رئيس الجمهوريّة الجديد، في السنة المقبلة، فالشعب بالانتخابات يحاسب الجماعة السياسيّة على ما جنت عليه، وعلى ما اقترفته بحقّ لبنان". ودعا الشعب اللبناني الى "يقظة وطنيّة والى جعل الاستحقاقات الإنتخابيّة في أيّار 2022 مناسبة فريدة ليقدموا لبلادنا نخباً حاكمة جديدة تتولّى قيادة النهضة الجديدة، وتطلق لبنان في رحاب التقدّم والنجاح، بفضل ما يمتلك شعبنا من طاقات وقدرات". وقال: "هذه هي "الثورة" الحقيقيّة التي ندعمها ونعمل على توحيد رؤيتها، وتوجيه جهودها، ونرى فيها المستقبل المرجوّ للبنان".

واوضح الراعي ان ما "يزيدنا عزماً على دعم القوى اللبنانيّة الحيّة الواعدة هو رؤية الجماعة السياسيّة عندنا تُعطي أبشعَ صورةٍ عن لبنان، بل أسطعَ دليلٍ على إفلاسِها وعدمِ أهليّتِها لحكمِ الشعبِ والبلاد. كان الشعب يَنتظر ولادةَ حكومةٍ فإذا به يَشهَدُ مسرحيّةَ تقاذفٍ إعلاميٍّ تَكشفُ البعدَ الشاسعَ بين الجماعةِ السياسيّةِ والمواطنين. الشعبُ يبَحث عن مصيرِه والجماعةُ السياسيّةُ تَبحث عن مصالحها. الشعبُ يُطالبُها بالخبزِ والدواءِ وهي تَختلِقُ بِدعةَ الصلاحيّات. الشباب يبحثون عن مستقبلهم في وطنهم لبنان، والجماعة السياسيّة تبحث عن مستقبل مغانمها وبقائها في السلطة".

وإذ اشار الى ان المسؤولين يعطّلون تشكيل الحكومة "بسبب الصلاحيّات، على ما يقولون"، سأل "عن أيّ صلاحيّات تتكلّمون؟ هل تريدون إطعامَ الشعبِ بالصلاحيّات؟ وتوفيرَ الدواءِ بالصلاحيّات؟ وردَّ أموالِ المودِعين بالصلاحيّات؟ ووقفَ الهِجرةِ بالصلاحيّات؟ وتأمينَ المحروقاتِ بالصلاحيّات؟ وإيجادَ فرصِ عملٍ بالصلاحيّات"؟ وقال:"تتحدّثون عن صلاحيّاتٍ وحقوقٍ وجميعُكم تتصرّفون خارجَ الدستورِ وخارجَ الصلاحيات. تتصرّفون كأنّكم في حفلِ تسليمِ البلادِ إلى الفوضى، والدولةِ إلى اللادولةِ، والسلطةِ إلى اللاسلطة". وقال: "نحن لا نشكو من قِلّة الصلاحيّات، بل من قلّة المسؤوليّة". واثار الراعي مسألة دعم الجيش وقال: "إنّنا، إذ نتطلّع إلى مؤتمر دعم الجيش الذي دعا إليه الرئيس الفرنسيّ مؤخّراً بعين الإمتنان والشكر، نطالب، أكثر من أي وقت مضى، كلّ الحريصين على المؤسّسة العسكريّة الضامنة للوحدة الوطنيّة والسلم الأهليّ من مقيمين ومغتربين إلى حشد كل طاقاتهم دعماً لهذه المؤسّسة حتى تستمرّ في القيام بمهامها وسط التحديات غير المسبوقة التي تواجه جنودنا الأبطال المدافعين عن سيادة لبنان وكرامته". وأكد انّ "جيشنا الذي يَحظى بتأييدِ الشعبِ ومساندةِ المجتمعِ الدوليِّ، حاضرٌ في كلٍّ لحظةٍ للتصدّي بشجاعةٍ وحزمٍ لأيِّ إخلالٍ بالأمن. وعليه حان الوقتُ لأنْ تَحسمَ الدولةُ اللبنانيّةُ موقفَها وتَحصُرَ اعترافَها به دون سواه مسؤولاً شرعيّاً وحيداً عن سيادةِ لبنان واستقلالِه وسلامة أراضيه. وما نقوله عن الجيشِ اللبنانيِّ، نقوله أيضاً عن سائرِ المؤسّساتِ الأمنيّةِ في الدولة التي تَستحقّ كذلك الدعمَ والتأييد. إنّ المؤسّسة العسكريّة القويّة التي تفرض سيادة الدولة في الداخل وتحميها من الخارج هي عنصر أساس في حياد لبنان الإيجابيّ الناشط".


MISS 3