باسيل هاجم الجميع واستنجد بنصرالله: أقبل بما تقبل به أنتَ لنفسك

"القوات": أكبر استباحة لحقوق المسيحيين جعلهم في ذمّة سلاح غير شرعي

02 : 01

عون في "قلعة" معراب (ألدو أيوب)

بعد استراحة قسرية على جبهة بعبدا ـ عين التينة، انتقل التراشق السياسي الى جبهة البياضة ـ معراب بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وهاجم فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بعدما استعان بـ"صديقه" الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

ماذا قال باسيل؟

اعتبر باسيل ان "أزمة التشكيل كشفت أزمات أخطر وأعمق وهي أزمة النظام والدستور والممارسة والنوايا، وهذا هو الأبشع، وكشفت ان معركة الدفاع عن الحقوق التي نقوم بها، ليست من باب المزايدة ولا العرقلة، بل من باب حماية وجودنا الحرّ". وقال: "نريد حكومة اليوم قبل الغد وبرئاسة سعد الحريري لأنّ هذا المتاح وقدّمنا كلّ التسهيلات". وأضاف: "يخيروننا بين الكرامة الوطنية والحياة الكريمة ويريدون أن نختار واحدة من الاثنتين ونحن نريدهما معاً ومن ينصحوننا بواحدة منهما نقول لهم "يا ويلكم" من الناس إذا خسرنا الاثنتين". واشار الى انه "واضح انّ هناك من لم يبلع استعادتنا للدور الذي "شلحونا" اياه بين 1990 و2005 واليوم يعتبرون انّ عندهم فرصة جديدة ليستعيدوا زمن التشليح والتشبيح".

وتوجه الى جعجع قائلاً: "هل تعتقد أنه بإمكانك إخفاء جريمتك بسكوتك وبناء قلعتك من الخوّات؟". كذلك توجه باسيل للسيد نصرالله، وقال: "أستعين اليوم بصديق وهو السيّد نصرالله وأريده حكماً وأميناً على الموضوع لأنني أثق به وبحكمه وأئتمنه على موضوع الحكومة وهو يعرف أننا مستهدفون، وكل شيء يحصل هو للنيل منا ويعرف أننا تنازلنا في الموضوع الحكومي عن الكثير من حقوقنا".

وأضاف: "أعرف أنّك لا تخذل الحق وأنا أقبل بما تقبل به لنفسك وهذا آخر كلام لي في الموضوع الحكومي".

وطالب باسيل بتعديل النظام الداخلي لتحديد المهل والغاء كل استنسابية بموضوع طرح القوانين وإقرارها وغيره، كما من أجل تحديد المهل يجب شمل الجميع، رئاسة الجمهورية والمجلس والحكومة والوزراء.

رد "القوات"

وتعليقاً على كلام باسيل، سألت الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية":

أولاً: هل من المسموح لرئيس أكبر كتلة مسيحية ولديه رئاسة الجمهورية أن يستعين بالسيد نصرالله ويجعله حكماً في موضوع الحكومة؟ ما هو المثال الذي يعطيه باسيل؟ هل الحَكَم هو السلاح أم الدستور؟

فلم يصل لبنان إلى ما وصل إليه سوى بسبب الاستقواء إما بالنظام السوري أو بسلاح "حزب الله"، في الوقت الذي يجب أن يكون رئيس الجمهورية وحزبه السياسي في طليعة الداعين إلى الاستقواء بالدولة ومؤسساتها والدستور، وليس بهذا الفريق أو ذاك من أجل الاستقواء على الفريق الآخر، والاستقواء يواجه باستقواء، فيما العدالة لا تتأمن سوى عن طريق الدولة.

ثانياً: أي مسيحي في لبنان يملك العزة والكرامة والشهامة، يقبل بأن يكون السيد نصرالله أو غيره مؤتمناً على حقوق المسيحيين؟

لم يقاوم المسيحيون ويسقط لهم آلاف الشهداء رفضاً لاحتلالات ووصايات من أجل أن يأتي من يضع مصيرهم وحقوقهم في عهدة شخص، فيما كل نضالهم من أجل أن تصان حقوقهم وحقوق جميع اللبنانيين في عهدة الدولة والدستور والقانون والقضاء والمؤسسات.

ثالثاً: لا تخرج مناشدة السيد جبران للسيد حسن عن سياق ما دأب عليه الأول من استقواء بالثاني، بدءاً من تحصيل وزارات وحقائب، وصولاً إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية لحجزها لفريقه السياسي، وجاء كلامه ليؤكد المؤكد بأنه يمتهن الاستقواء بالسلاح من أجل أن ينتزع المواقع والمراكز في مقايضة مكشوفة: نغطي سلاحك، تغطي دورنا وفسادنا ومصالحنا وصفقاتنا.

رابعاً: إن قوة المسيحيين وضمانتهم هي الدولة والدستور والمؤسسات، ولم يتراجع دورهم وحضورهم سوى بعد بروز أمثال النائب باسيل، يستقوون بالخارج أو بالسلاح غير الشرعي تحصيلاً لحقوق خاصة لا علاقة لها بحقوق المسيحيين، ومن تستقوي به اليوم عليك ان ترد الخدمة له غداً بالسكوت عن سلاحه، وهكذا دواليك في تآمر ما بعده تآمر على منطق الدولة والمؤسسات.

خامساً: لو كان السيد باسيل حريصاً على حقوق المسيحيين واللبنانيين لتشكلت الحكومة في غضون 48 ساعة، ولكن حرصه هو على حصته ومصالحه ومكاسبه في الوقت الذي يموت فيه المسيحيون والشعب اللبناني جوعا وذلاً".

وذكرت "القوات" باسيل بأنها "دفعت دماً ودماً غالياً جداً للحفاظ على هذه الحقوق، وحافظت عليها فعلاً في المنطقة الوحيدة التي بقيت حرة في لبنان، إلى ان جاء العماد ميشال عون ودمّر هذه المنطقة الحرة بحروب من داخلها وخارجها، واستجرّ تكتلاً دولياً شاملاً ضده، مما أدى إلى اتفاق الطائف ودخول الجيش السوري إلى المناطق الحرة". واعتبرت أن "أكبر استباحة لحقوق المسيحيين تكمن في جعلهم في ذمة سلاح غير شرعي، وإيصالهم إلى الذل الذي يعيشونه بسبب سياسة المصلحة والسمسرة والفساد، فباتوا من دون كهرباء وبلا بنزين ومازوت ودواء ويعيشون من قلة الموت، ويصطفون طوابير وطوابير في السفارات للهجرة من لبنان".

ولم تستغرب "متاجرة السيد باسيل بالكذب والتضليل لأنه من هذه المدرسة التي راكمت شعبيتها بالتزوير والفبركة، وفي هذا السياق يأتي اتهامه لـ"القوات" بالتراجع عن الأرثوذكسي، علماً ان القاصي يعلم والداني أيضاً بان القيادات المسيحية التي اجتمعت في بكركي في 3 نيسان 2013، اتفقت بحضور العماد ميشال عون والنواب سليمان فرنجية، وسامي الجميل، وجورج عدوان ممثلاً الدكتور سمير جعجع، وشخصيات أخرى طبعاً، اتّفقت على تعليق مشروع "القانون الأرثوذكسي" بانتظار البحث عن قانون توافقي. والإجماع المسيحي نفسه في بكركي جرى على المختلط فقط، فيما نيّة العماد عون كانت العودة إلى قانون الستين، ولو كان متمسّكا بالأرثوذكسي فلماذا طرح وزراؤه مشروع الثلاث عشرة دائرة والنسبيّة ثمّ طرح لبنان دائرة واحدة مع النسبيّة".

وقالت: "ندرك ان ممارسة السيد باسيل التي كشفت معنى الإصلاح والتغيير على حقيقته وأوصلت الدولة إلى الفشل واللبنانيين إلى الذلّ والفقر والوطن إلى الكارثة، تستدعي العودة إلى الماضي لتغطية فشله الحاضر، وبالتالي كل نغمة الخوات ممجوجة وتضليلية وشعبوية ساقطة في الوقت الذي كل العالم يعرف سرقاتك المباشرة من الدولة، والعقوبات الدولية عليك جاءت بسبب فسادك وسرقتك لمال الناس والدولة، وما أدل على ذلك سوى صفقات الفيول وعقود الصيانة والبنزين والمازوت والسدود والبواخر وآلاف التوظيفات الزبائنية، التي ساهمت بانزلاق لبنان إلى قعر القعر. ويبقى انه لن يكون من قيامة للدولة سوى بإسقاط الذمية السياسية والفساد الذي لا مثيل له في تاريخ لبنان، والذمية والفساد شوّها في صورة المسيحيين ودورهم، ونؤكد ان الخط المسيحي اللبناني التاريخي هو المنتصر في نهاية المطاف، لأن لا حقوق خارج نطاق الدولة والدستور والقانون".

رد "التيار"

وفي ردّ على "القوات" قالت اللجنة المركزية للاعلام في "التيار الوطني الحر" ان بيان جعجع "تهرّب مفضوح من الرد على السؤالين الجوهريين، عما قدّمه هو في مسألتي صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين...".


MISS 3