إيران... تنديد دولي بانتخاب متّهم بجرائم "ضدّ الإنسانية"

02 : 00

من التجمّعات التي نظّمتها السلطة في طهران إثر انتخاب ابراهيم رئيسي (أ ف ب)

أثار إعلان فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الايرانية ردود فعل متباينة، إذ أملت روسيا عبر الرئيس فلاديمير بوتين ان يكون فوز رئيسي مؤشراً الى استقرار إقليمي أكبر، وأمل الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان أن يصبّ انتخاب رئيسي في مصلحة الشعب الإيراني، مبدياً استعداده للعمل معه من أجل "تعزيز التعاون بين بلدينا بشكل أكبر".

وفي المقابل انتقد اطراف دوليون وأمميون بأشد العبارات انتخاب رئيسي بحيث أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن أسفها، لأنّ الايرانيين لم يتمكّنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسيّة التي شهدتها إيران. كما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت فوز رئيسي بمثابة "دعوة لاستفاقة" الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع طهران، في حين أشار المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليور هايات إلى أنّ إيران انتخبت "رئيساً هو الأكثر تطرّفاً حتى الآن"، واصفاً إيّاه بأنّه "سفّاح طهران" الذي "دانه المجتمع الدولي لدوره المباشر في إعدام أكثر من 30 ألف شخص خارج إطار القانون"، وأضاف أن الرئيس الإيراني الجديد "ملتزم بالبرنامج النووي العسكري الإيراني الذي يتطوّر سريعاً، وانتخابه يكشف بوضوح النوايا الخبيئة لإيران وينبغي أن يثير قلقاً كبيراً لدى المجتمع الدولي".

بدورها، نددت منظمة العفو الدولية بوصول رئيسي، مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان، واعتبرت في بيان أن "واقع أن ابراهيم رئيسي وصل إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران". واتّهمت المنظمة أيضاً رئيسي بأنه "ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان"، حين كان رئيساً للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت "مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي". في حين أشادت مجموعات إيرانية معارضة في المنفى بما اعتبرته "مقاطعة" غالبية الناخبين في إيران الاقتراع الرئاسي الذي شهد نسبة مشاركة بلغت 48,8 بالمئة.

عربياً، أرسل قادة الكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات برقيات تهنئة لرئيسي، في حين قدم الرئيس السوري بشار الاسد "أحر التهاني" لإبراهيم رئيسي في برقية تمنى له فيها "النجاح والتوفيق في مسؤولياتكم الجديدة... لما فيه خير وصالح الشعب الإيراني المقاوم والصامد في وجه كل المخططات والضغوطات".

ومن لبنان، هنأ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الرئيس الايراني الجديد، داعياً إياه الى مواصلة "المقاومة" ودعمها ومساندتها. وفي برقية تهنئة وجهها إلى رئيسي أشاد نصرالله بـ"الفوز الكبير (...) في مرحلة حساسة ومصيرية من تاريخ إيران والمنطقة".

كذلك، قدمت حركة حماس "خالص التهنئة والتبريك" للرئيس الإيراني الجديد، متمنيةً له "السداد والنجاح ومواصلة وتعزيز مواقف إيران المشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني".

أما رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين مهدي المشاط، فرأى أنّ "نجاح العملية الانتخابية في إيران يعدّ انتصاراً لمبادئ الثورة الإسلامية، وترسيخاً لخيار مواجهة المشروع الصهيو-أميركي".

وكان فوز رئيسي متوقعاً بغياب منافسين جدّيين بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور أسماء بارزة من المنافسة، وبلغت نسبة المشاركة 48,8 بالمئة وفق أرقام وزارة الداخلية، وهي الأدنى في تاريخ الاستحقاقات الرئاسية للجمهورية الإسلامية منذ العام 1979.


MISS 3