أميركا تُغلق مواقع إلكترونية إيرانية

الرياض تُحمّل طهران مسؤولية أنشطتها النووية

02 : 00

تظاهرة حوثية في صنعاء أمس (أ ف ب)

تضع المملكة العربية السعودية ثقلها السياسي والديبلوماسي، الإقليمي والدولي، للجم السياسات التدخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحجز مقعد لها على طاولة المحادثات حول النووي الإيراني، فيما حمّل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمسوي ألكسندر شالينبرغ، طهران، المسؤولية عن أنشطتها النووية، معتبراً أن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ملف إيران النووي حاسم.

وحول الملف اليمني، أوضح فيصل بن فرحان أن المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران تعمّدوا التصعيد وهاجموا مأرب، لافتاً إلى أنهم رفضوا المبادرة الإستراتيجية للمملكة لوقف إطلاق النار في اليمن، في وقت أسفرت فيه المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين قرب مدينة مأرب عن 90 قتيلاً يومَيْ الإثنين والثلثاء، بينهم 63 متمرّداً في صفوف الحوثيين و27 مقاتلاً موالياً للحكومة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وكالة "فرانس برس".

من جهته، حذّر شالينبرغ من أن هجمات الحوثيين على السعودية أمر غير مقبول، معتبراً أن "على الحوثيين العودة إلى طاولة الحوار". كما رأى أن السعودية تقوم بدور محوري ومهمّ في المنطقة. وبخصوص الملف النووي الإيراني، قال: "نُؤيّد العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران وتعزيزه وتنفيذه".

وخلال زيارته الرسمية إلى فيينا، إلتقى وزير الخارجية السعودي الإثنين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، حيث جرت مناقشة أبرز التطوّرات المتعلّقة بالبرنامج النووي الإيراني، وأهمّية فرض الآليات اللازمة للتفتيش السريع والشامل للمواقع النووية الإيرانية كافة، وكذلك وقف الإنتهاكات الإيرانية للقوانين والأعراف الدولية التي تُزعزع أمن المنطقة والعالم واستقرارهما.

نووياً أيضاً، رأى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن الأسبوع المقبل قد يكون الجولة الأخيرة من "محادثات فيينا"، مشيراً إلى أن قرار طهران في شأن الإتفاق "لا علاقة له بالسياسة الداخلية ونتائج الإنتخابات"، بل يجري في إطار السياسات العامة للبلاد طبقاً لتوجيهات المرشد الأعلى والجهات العليا.

وفي الأثناء، إعتبر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي خلال إيجاز صحافي عبر الهاتف أن إيران لا تزال تُشكل التهديد الأبرز لإستقرار الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الوجود الأميركي في المنطقة ردع سلوك إيران ومنعها من التمادي في أنشطتها الخبيثة. كما أعرب عن قلقه من لجوء بعض الجماعات المسلّحة إلى استخدام الطائرات المسيّرة الصغيرة في هجمات ضدّ قواعد عسكرية في العراق من أجل الضغط على القوات الأميركية وإخراجها من العراق، محذّراً من أن قوّاته ستتّخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها.

وأوضح الجنرال الأميركي كذلك أنه مقتنع برغبة السعودية في إنهاء الصراع في اليمن، لكنّه شكك برغبة الحوثيين، قائلاً: "لا أعتقد أن الحوثيين مستعدّون لاغتنام اللحظة مع أن لديهم فرصة للإنخراط في مفاوضات". والتقى قائد القيادة المركزية الأميركية رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في فلوريدا، حيث رأى الأخير أن "الهدف المشترك والمركزي للجيشَيْن الإسرائيلي والأميركي هو إيران، التي تعمل على إنشاء وتأسيس قوات إرهابية في العديد من الدول في كلّ أنحاء الشرق الأوسط، وما زالت تُشكل تهديداً إقليمياً من حيث أنظمة الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية وتمويل الجيوش الإرهابية".

إلى ذلك، منعت الولايات المتحدة الوصول إلى مواقع إلكترونية تابعة لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية التي بثت رسالة قالت فيها إنّها "أُغلقت من جانب الحكومة الأميركية". ونشرت مواقع قناة "العالم" الإيرانية الاخبارية الناطقة بالعربية وقناة "برس تي في" الناطقة بالإنكليزية، إضافةً إلى قناة "المسيرة" التابعة للمتمرّدين الحوثيين، رسائل مماثلة تُشير إلى إغلاق مواقعها في إطار العقوبات الأميركية، مع ظهور اختام لمكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة التجارة.


MISS 3