بلينكن: ليس لدينا "صديق أفضل" من ألمانيا

توتّر عسكري روسي - بريطاني في البحر الأسود؟

02 : 00

بريطانيا تُحاول لعب دور أكثر تدخلية على الساحة الدولية (أرشيف - أ ف ب)

التوتّر الروسي - الغربي تفجّر هذه المرّة في البحر الأسود، بحسب الرواية الروسية، إذ أعلنت موسكو أنها أطلقت طلقات تحذيرية أمس ضدّ المدمرة البريطانية "إتش إم إس ديفندر"، التي اتهمتها بدخول مياهها الإقليمية قبالة سواحل القرم، بينما نفت لندن الأمر.

وبحسب موسكو، فإنّ "إتش إم إس ديفندر" دخلت المياه الإقليمية الروسية قبالة شبه جزيرة القرم التي احتلّتها روسيا من أوكرانيا وضمّتها العام 2014، فتلقت "تحذيراً بأنه سيتمّ استخدام أسلحة في حال انتهاك الحدود الروسية".

وأوردت الدفاع الروسية في بيان أن السفينة "لم تتجاوب مع التحذير" فقام "زورق دوريات حدودية بإطلاق طلقات تحذيرية"، فيما نفذت طائرة "سو 24 إم" "عملية قصف احتياطية على طول مسار المدمّرة".

وأوضحت أن السفينة البريطانية غادرت بعد ذلك المياه الروسية في ختام الحادث الذي استغرق أكثر من 20 دقيقة ظهر الأربعاء، مندّدةً بـ"التصرّف الخطر" لطاقم المدمّرة، ومطالبةً لندن بفتح "تحقيق معمّق" في الحادث، فيما تمّ استدعاء السفير البريطاني إلى وزارة الخارجية الروسية، بعد استدعاء الملحق العسكري البريطاني في وقت سابق.

وفي المقابل، نفت السلطات البريطانية الحادث، مؤكدةً أنه "لم يتمّ توجيه أي طلقات تحذيرية إلى إتش إم إس ديفندر"، وأن "الإعلان في شأن إطلاق قنابل في خط ابحارها" غير صحيح. وأوضحت الدفاع البريطانية عبر "تويتر" أن "سفينة البحرية الملكية كانت تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية طبقاً للقانون الدولي"، مضيفةً: "نعتقد أن الروس كانوا يقومون بتدريبات على الرماية في البحر الأسود".

وقامت القوات الأوكرانية والأميركية والبريطانية الأربعاء على متن المدمّرة بتدريبات بسيطة على اعتراض سفن، وفق ما أوردت وزارة الدفاع الأوكرانية، في وقت رأى فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن الحادث هو امتداد لـ"السياسة العدوانية والإستفزازية" التي تتّبعها موسكو في البحر الأسود وبحر آزوف.

وقبل ساعات من الحادث، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرّة جديدة أن بلاده "قلقة حيال تعزيز الحلف الأطلسي قدراته وبناه التحتية على مقربة من الحدود الروسية".

تزامناً، تعهدت الولايات المتحدة وألمانيا بالعمل معاً للضغط على روسيا في إطار سعيهما إلى تخطّي الخلافات حول خط أنابيب السيل الشمالي "نورد ستريم". وفي أوّل زيارة له إلى برلين منذ توليه منصبه، أعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس التأكيد على معارضة بلاده إنشاء خط الأنابيب الممتد من روسيا إلى ألمانيا والذي شارف العمل فيه على الإنتهاء.

لكن بلينكن أعرب عن أمله بتشكيل جبهة موحدة مع برلين تُبدّد المخاوف الأميركية التي ترى أن المشروع سوف يزيد من نفوذ روسيا، معتبراً أنّ الولايات المتحدة ليس لديها "صديق أفضل" من ألمانيا في العالم. وأكد بلينكن أن "ألمانيا والولايات المتحدة ستُواصلان الوقوف معاً ضدّ أي أنشطة خطرة أو استفزازية من جانب روسيا، سواء في شأن التعدّي على الأراضي الأوكرانية أو سجن (المعارض الروسي) أليكسي نافالني أو نشر معلومات مضلّلة في ديموقراطياتنا".

وقال الوزير الأميركي حول المحادثات مع ألمانيا: "هدفنا يبقى ضمان ألّا تستخدم روسيا الطاقة وسيلة ضغط وسلاح ضدّ أوكرانيا أو أي بلد آخر في أوروبا"، بينما تعهّد ماس الذي كان يتحدّث إلى جانب بلينكن، ببذل جهود لمعالجة المخاوف الأميركية، وقال: "إنّنا نُدرك التطلّعات في واشنطن ومن المهمّ للغاية بالنسبة إلينا أن نُحقق نتائج يُمكن لواشنطن أيضاً التعامل معها".

وتابع ماس: "هناك مجموعة من الإحتمالات والمقاربات التي نبحثها حالياً، إنّما ليس في العلن. ونودّ بالطبع تحقيق نتائج قريباً"، معرباً عن أمله بتحقيق تقدّم قبل زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لواشنطن في 15 تموز، لكنّه أوضح أن الهدف الرئيسي هو اتخاذ قرارات بحلول آب، عندما يتوجب على إدارة الرئيس جو بايدن تقديم تقرير جديد إلى الكونغرس في شأن خط الأنابيب والعقوبات.


MISS 3