دعت إلى تشكيل حكومة و"وقف هذا النزيف"

شيا: سأترك للشعب اللبناني تقييم أداء عون وقائد الجيش شريك جيد لنا في منصبه الحالي

02 : 00

مساعداتنا للجيش ستطال الجنود وعائلاتهم مستقبلاً

أوضحت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا انها زارت واشنطن منذ أسبوع تقريباً والتقت كبار المسؤولين الذين يحرصون على لبنان بشدّة، ولاحظت في كلامهم مدى خطورة الوضع "أكثر ممّا ألاحظه في بيروت، فهم يعيشون حياتهم بشكل طبيعي هنا لذا لا أعلم ما إذا يجب علينا إلقاء اللوم على حزب معيّن، لكن يمكنني القول إنّ البلد بأمسّ الحاجة إلى حكومة متمكّنة تماماً تلتزم بإجراء الإصلاحات".

في حديثها إلى تلفزيون "الجديد" دعت شيا الى "تشكيل حكومة ووقف هذا النزيف والبدء بتحقيق استقرار اقتصادي والمساعدة على إصلاح الاقتصاد، لكي يتمكّن اللبنانيون من تأمين لقمة عيشهم". وأوضحت أن حكومة المَهمّة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ذلك الوقت تركّز على معالجة تداعيات الانفجار والتصدي لوباء "كورونا"، والبدء بتنفيذ بعض الإصلاحات الرئيسية الضرورية لإحداث استقرار اقتصادي واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وقالت: "أنا مع الرؤية التي عبّر عنها الرئيس ماكرون عندما قال إنّ ما يحتاجه لبنان فعلاً هو حكومة مَهمّة". وتابعت: "الحكومة المتمكّنة أياً كانت يجب أن تبدأ التحضير للإنتخابات المقرّر إجراؤها في غضون أقل من سنة"، مؤكدة ان "الولايات المتحدة تنظر إلى أي محاولة لتعطيل الحكومة على أنها معارضة لنوع الحكومة التي يحتاجها لبنان خلال هذه الأزمة".

واعتبرت أنّ "اللوم يقع على أكثر من حزب واحد لكنّ حجم المسؤولية يختلف من جهة إلى أخرى واللبنانيون أجدر منّي بالإجابة عن من يعطل لكن أعتقد أن هذا الأمر واضح".

وفي موضوع الثلث المعطل قالت شيا: "حين نتحدث عن الثلث المعطل أتظنون أنّهم لا يفكرون بالإنتخابات أم أنّهم لا يفكرون سوى بالانتخابات؟" وقالت: "لا أعلم ما هو الدافع وراء الثلث المعطل وقد سمعت إدعاءات بأنّ لا أحد يسعى إلى الثلث المعطل، وإن كان ذلك صحيحاً فهو رائع، لكن حين أقوم بالحسابات غالباً ما أتوصّل إلى هذا الرقم السحري وقد تكون حساباتي خاطئة، وبالنسبة إلي الثلث المعطل يتعارض مع حكومة المَهمّة والرؤية التي عبر عنها الرئيس ماكرون". وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون قالت شيا: "تعاملت كثيراً مع فخامة رئيس الجمهورية وهذا دوري كسفيرة فهو رئيس دولتكم لكن سأترك هذا السؤال للشعب اللبناني لكي يقيّم أداءه".

وعن تعامل الولايات المتحدة مع الجيش اللبناني وقائده العماد جوزاف عون قالت السفيرة الاميركية: "أتعامل مع قائد الجيش جوزاف عون بمنصبه الحالي ولا أمتلك أي رأي عمّا إذا من الممكن أن يكون مرشحاً مناسباً لرئاسة الجمهورية، لكنّه شريك جيد لنا في منصبه الحالي كقائد للجيش واستثمرنا 2.2 مليار دولار في الجيش اللبناني خلال السنوات العشر الماضية، وأعتقد أنّ الاستثمار الذي قمنا به مهم ونحن نفتخر بهذا الاستثمار". وأضافت: "أعلم أنّ الكثير من جنود الجيش اللبناني يعانون فعلاً في هذه الأوضاع الإقتصادية العصيبة، لذا يقع على عاتقنا وعاتق المستثمرين الآخرين محاولة مساعدتهم خلال هذه الأزمة الاقتصادية، ونحن سنضاعف المساعدات المقدمة للجيش اللبناني لهذا العام بـ 15 مليون دولار من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع لوزارة الخارجيّة، وبالتالي سنستثمر في 120 مليون دولار مع شركائنا في المعدّات والتدريب".

وتابعت شيا: "سألت جميع زملائي في واشنطن عن الصلاحيات القانونية التي تخولنا مساعدة الجيش اللبناني والجنود على نحو خاص، وقدّمنا حوالى 59 مليون دولار من المبالغ المسدّدة لتغطية النفقات التي تكبدّها الجيش اللبناني لتعزيز أمن الحدود".

وعن المساعدات أوضحت شيا: "زودنا الجيش اللبناني بذخيرة بقيمة 55 مليون دولار وقمنا ببناء مستودع آمن لهم لتخزينها وهذه هي البداية على الأقل، والمساعدات المستقبلية ستطال الجنود وعائلاتهم لكنّنا نفعل الكثير لمساعدة الشعب اللبناني". وقالت: "نقدّم المساعدة الإنسانيّة في لبنان منذ أكثر من عقد لكنّ الكثير منها يخصّص للاجئين عادةً وهم المستفيدون الأساسيون، وللمرة الأولى على الإطلاق وضع زملائي في الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة معونات إنسانيّة سيستفيد منها مئات الآلاف من المحتاجين، أي الأكثر احتياجاً من الشعب اللبناني الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي". وأضافت: "60% من الشعب اللبناني يعيش تحت حزام الفقر اليوم فيما يعيش النصف الآخر في فقر مدقع، ولا نعرف إلى متى سيستمر الدعم على المواد الغذائية وغيرها من المواد، ونحن لا نقدم المساعدة من خلال الحكومة بسبب مشكلة الفساد لديكم".

وأعلنت شيا ان "الدولارات التي تقدم للبنانيين هي الضرائب التي يدفعها مواطنو الولايات المتحدة والفضل يعود إليهم في تقديم المساعدة الإنسانية للمستفيدين الذين هم في أمس الحاجة إليها". وعن موضوع استيراد المحروقات من ايران وتفريغها في المرفأ قالت السفيرة الأميركية "هذا ليس حلاً بالفعل، وإن تخلّصتم من الفساد المستشري في قطاعي الطاقة والكهرباء فستُحلّ نصف المشكلة على الفور، وما تتطلّع إليه إيران هو نوع من دولة تابعة يمكنها أن تستغلّها لتنفيذ جدول أعمالها وتوفّر حلولاً أفضل بكثير من اللجوء إلى إيران".

وعن قرض البنك الدولي المقدم الى الشعب اللبناني اجابت: "يقول البعض إنّ أموال البنك الدولي وشبكة الأمان الاجتماعي للطوارئ مخصّصة للانتخابات بدل مساعدة الشعب اللبناني، وهذا غير صحيح على الإطلاق والأموال ستؤمن المساعدات للحلقة الأضعف من الشعب اللبناني".


MISS 3