رمال جوني -

فاتورة الاشتراك بمعاش العامل وأصحاب المولّدات فرعون زمانهم

دعوات إلى الأحزاب بالتدخّل: "اللي طلّع الجحش عالمئذنة بدّو ينزّلو"

30 حزيران 2021

02 : 01

الناس رفضت فاعترضت

فقط في لبنان فاتورة الاشتراك 5 أمبير توازي معاش عامل يومي، بحيث سجلت فواتير الاشتراك ارتفاعاً جنونياً، وصلت فاتورة الـ5 أمبير الى 500 الف ليرة لبنانية، ارتفاع قابله الاهالي بالاعتراض والرفض، خاصة وانها توازي معاشهم الشهري.

ما كان ينقص المواطن سوى فاتورة الاشتراك لتضاف الى رزمة الأزمات التي يغرق داخلها، لم يعرف يوماً طريقاً للاعتراض او الرفض، بقي يقابل الارتفاعات في مختلف القطاعات بالصمت الى ان انفجر الوضع في الشارع، اذ خرج عدد من اهالي بلدة كفررمان الى الشارع اعتراضاً على فاتورة اشتراك الكهرباء، كانوا اكثر غضباً من السابق، فالوضع لا يحتمل اعباء اضافية سيما في هذه الظروف الصعبة.

تحرك الاهالي جاء على خط الاعتراض الجديد الذي بدأ يسجّل، ويبدو أن الارتفاعات اللاحقة في شتى السلع ستنتج حالات اعتراضية في الشارع، وبدأت بالامس مع اشعال الاطارات المطاطية وقطع الطريق عند دوار كفررمان باتجاه النبطية وحبوش.

لم يستوعب محمد الفاتورة "اذا انا مياوم اعمل بيومية 30 ألف ليرة، وبمعاش شهري لا يتجاوز الـ700 ألف ليرة كيف لي ان ادفع فاتورة اشتراك بـ500 ألف ليرة؟ بل كيف سأتدبّر امري طيلة الشهر ازاء تعاظم الفواتير المرتفعة، إن لجهة المواد الغذائية او اللحوم والدجاج وحتى الخضار وأضيف اليها البنزين الطامة الكبرى".

خرج محمد الى الشارع مع عدد من ابناء بلدته، طالبوا بوقف مهزلة الفواتير غير المنطقية التي برّرها اصحاب الاشتراكات بأنهم يشترون المازوت من السوق السوداء بأسعار جنونية، علما أن عدداً منهم يملك محطات، ما دفع بسمير للسؤال: "كيف لصاحب محطة يملك اشتراكاً كهربائياً ان يشتري مازوت من السوق السوداء، فكيف للعقل والمنطق أن يصدق"؟. سمير الذي استغرب نسبة ارتفاع الفاتورة أكد أن هناك تلاعباً كبيراً، سيما وأن المقطوعة تسمح لصاحب الاشتراك أن يتلاعب بها كما يحلو له، ويضع السعر الذي يناسبه، "واللي مش عاجبو يقطع الاشتراك"، اذ يمسك هؤلاء الناس "عالايد اللي بتوجعهن"، خاصة وأن هناك فترة حرّ قوية تستدعي وجود اشتراك، "الا اذا كان الكل يريد اعادتنا الى عصر الفحم الحجري"، كما قالت فاطمة، التي دعت احزاب المنطقة الى التدخّل، متوجّهة لهم بالقول "اللي طلع الجحش عالمئذنة بدو ينزلو"، في تأكيد أن الاحزاب التي عوّمت خلال السنوات السابقة الاشتراكات الخاصة على حساب كهرباء الدولة، هي اليوم مسؤولة عن معالجة هذا الملف. مما لا شك فيه أن للبلديات دوراً كبيراً في هذه المعضلة المستجدة، وعليه صدرت الدعوات لتتحرك وتردع اصحاب الاشتراكات الذين يتصرفون كفرعون زمانهم، مستغلين حاجة الناس، معتمدين على قاعدة "ان لا بديل عن الاشتراك في ظل التقنين القاسي للتيار الكهربائي". ويلفت حسين الذي شارك في التحرك الى ارتفاع ساعات تقنين الاشتراك التي لامست الـ7 ساعات في اليوم وهو ما يدعو للتساؤل عن سبب الفاتورة المرتفعة، ويقدم عملية حسابية تفيد انه وفق ساعات القطع واسعار المازوت فإن الفاتورة المنطقية للـ5 أمبير تساوي 350 ألف ليرة فلماذا اذا الـ500 ألف، هل يريدون تحقيق ثروات طائلة من جيوبنا"؟.

يبدو المواطن وحيداً في معركته، فالكل يلومه لعدم اعتماده نظام العدّاد، ويرمي باللائمة عليه. وبحسب أحد اصحاب الاشتراكات "يلي بدّو مقطوعة ما يعترض"، مؤكداً انهم "يحلّون محل كهرباء الدولة ويقدمون الخدمة للناس مع تقنين طارئ، ولا يحق للناس الاعتراض، خاصة واننا نشتري المازوت سوق سوداء بأسعار مرتفعة، فلتؤمّن البلديات والاحزاب المازوت ولا نرفع الاسعار".

هزّ الاشتراك بأسعاره المرتفعة الشارع لبعض الوقت، سرعان ما هدأ، وقد يدفع المواطن الفاتورة مرغماً، او يلجأ لقطع الاشتراك والاستعانة ببطارية وups بالرغم من صعوبة تأمينهما بسبب ارتفاع اسعارهما. تبقى العين أخيراً على البلديات والاحزاب للتحرك ووأد هذا الجنون الكهربائي قبل ان ينفجر في الشارع، فالفقير الذي يفقد كل شيء لن يردع فورته أحد، فهل تتحرك الأحزاب ام تبقى شاهد زور على معاناة الناس؟