"جبهة تيغراي" تقلب الطاولة وتتوعّد أديس أبابا

02 : 00

المعارك لم تتوقف يوماً في تيغراي (أرشيف - أ ف ب)

قلبت "جبهة تحرير شعب تيغراي" الطاولة على السلطات الفدرالية في إثيوبيا بعد دخول "قوّات الدفاع عن تيغراي" الموالية لـ"الجبهة" إلى العاصمة الإقليمية لتيغراي ميكيلي مساء الإثنين، فيما أكدت "الجبهة" أن نضالها سيتكثّف حتّى يُغادر جميع الأعداء المنطقة، ملمحةً إلى أن المعارك متواصلة، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الإثيوبية.

وبعدما سيطر الجيش الفدرالي على المدينة في 28 تشرين الثاني 2020، بعد 3 أسابيع من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد هجوماً لطرد الحكومة المحلّية، ورغم الإنتصار الذي أُعلن بعد سقوط ميكيلي، إلّا أن المعارك لم تتوقف يوماً بين "قوات الدفاع عن تيغراي" والجيش الفدرالي المدعوم من قوات إقليم أمهرة المجاور وجيش إريتريا، الدولة الواقعة عند الحدود مع تيغراي.

ويُشكّل دخول "قوات الدفاع عن تيغراي" إلى ميكيلي التي فرّ منها الجيش، منعطفاً في هذا النزاع المستمرّ منذ قرابة 8 أشهر. وبينما كان السكان يحتفلون بهذا النبأ في الشوارع، أعلنت الحكومة الفدرالية مساء الإثنين "وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد"، مشيرةً إلى أن وقف النار سيستمرّ حتّى نهاية "الموسم الزراعي" الحالي، ويرمي إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتوزيع المساعدات الإنسانية والسماح للمقاتلين المتمرّدين بـ"العودة إلى المسار السلمي".

من جهتها، طلبت الولايات المتحدة وإيرلندا وبريطانيا اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي، قد يُعقد الجمعة، فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأطراف كافة إلى احترام وقف إطلاق النار، وكرّر دعوته إلى رحيل القوات الإريترية.

ورحّبت حكومة تيغراي السابقة في بيان بالتقدّم الذي أحرزته "قوات الدفاع عن تيغراي"، مؤكدةً أن ميكيلي بكاملها باتت تحت سيطرتها. وجاء في البيان أن "حكومة تيغراي وجيشها سيُنجزان كلّ المهام اللازمة لضمان سلامة شعبنا وبقائه على قيد الحياة". وأضاف: "حكومة تيغراي تدعو شعبنا وجيشنا في تيغراي إلى تكثيف النضال حتّى يُغادر أعداؤنا تيغراي بالكامل".

وأكدت مجموعة الأزمات الدولية بالأمس أن "قوات الدفاع عن تيغراي" "تُسيطر حالياً على الجزء الأكبر من المنطقة، بما في ذلك المدن الكبيرة"، في حين كشف مسؤول في الأمم المتحدة مطّلع على الوضع الأمني أن القوات الإثيوبية والإريترية فرّت من مدينة شير على بُعد 140 كلم نحو شمال غرب ميكيلي، ما دفع السكان إلى التعبير عن بهجتهم.

وجاء في مذكّرة تقييم للوضع الأمني نشرتها الأمم المتحدة أن "السكان نزلوا إلى الشوارع بأعداد كبيرة. تجمّعت حشود هائلة على طول الطرق الرئيسية". وبحسب هذا المستند، تخلّت القوات الإثيوبية والإريترية عن نقاط التفتيش التابعة لها، وكذلك فرّت السلطات الإنتقالية.

وتستضيف مدينة شير مئات آلاف النازحين من تيغراي. وتُشير المذكرة إلى أن العمليات الإنسانية متواصلة في هذه المدينة بعد وصول 4 آليات تنقل مقاتلين من "قوات الدفاع عن تيغراي" قادمين من الشرق، ويُنتظر وصول آخرين.

واتّسم النزاع في تيغراي بتجاوزات كثيرة ضدّ المدنيين (مجازر وعمليات اغتصاب جماعية ونزوح سكان...)، ما أثار تنديد المجتمع الدولي. وبحسب الأمم المتحدة، يُعاني أكثر من 350 ألف شخص من مجاعة في المنطقة، الأمر الذي تحتجّ عليه الحكومة الإثيوبية.

وأعربت منظمة الصحة العالمية مجدّداً بالأمس عن قلقها لاحتمال حصول طفرات لأمراض الكوليرا والحصبة والحمى الصفراء والملاريا. وقال المتحدّث باسم المنظمة طارق جسارفيتش: "مع مستشفيات تعمل بالكاد ونازحين ومجاعة وشيكة، فإنّ خطر تفشي الأمراض حقيقي جداً".


MISS 3