قاعدة باغرام الإستراتيجيّة... خالية من القوّات الأجنبيّة

بايدن: الإنسحاب من أفغانستان لن يُنجز في الأيّام المقبلة

02 : 00

الجيش الأفغاني يُواجه تحدّيات عسكرية وأمنية هائلة مع الإنسحاب الغربي من أفغانستان (أ ف ب)

غادرت جميع القوّات الأميركية وقوات "حلف شمال الأطلسي" قاعدة باغرام التي تُعتبر أكبر قاعدة جوّية في أفغانستان، في مؤشر إلى أن الإنسحاب الكامل للقوات الأجنبية بات وشيكاً. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن انسحاب القوات الأميركية لن يُنجز بشكل أسرع من المتوقع، وذلك ردّاً على سؤال عن احتمال إنهاء الإنسحاب في الأيّام المقبلة.

وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي: "نحن بالضبط وفق المسار" المقرّر، فيما كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستسحب آخر جنودها من أفغانستان بحلول 11 أيلول. واعتبر الرئيس الديموقراطي أن على الحكومة الأفغانية أن "تكون قادرة بنفسها" على ضمان الأمن في العاصمة كابول، التي تبعد 50 كلم من المطار، بينما يوسّع متمرّدو حركة "طالبان" سيطرتهم على مزيد من المناطق الأفغانية.

وأفادت معلومات صحافية بأنّ الأميركيين سيبقون نحو 600 جندي منتشرين في كابول لحماية سفارتهم، في حين كتب المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان على "تويتر": "إنسحبت القوات الأميركية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة، وبالتالي ستقوم قوّات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب".

وعبّرت "طالبان" عن ترحيبها وتأييدها لعملية الإنسحاب، بحيث قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لوكالة "فرانس برس": "سيُمهّد انسحابها الكامل الطريق أمام الأفغان ليُقرّروا مستقبلهم في ما بينهم".

وستُشكّل قدرة القوات الأفغانية على المحافظة على سيطرتها في قاعدة باغرام الجوّية، مسألة محورية في ضمان أمن كابول المجاورة ومواصلة الضغط على حركة "طالبان"، التي تشنّ هجمات متواصلة في أنحاء أفغانستان، حيث سيطرت على عشرات الأقاليم، بينما عزّزت قوات الأمن الأفغانية سيطرتها في محيط المدن الرئيسية.

وإذ قال الخبير في شؤون أفغانستان نيشانك موتواني إنّ خروج القوات الأجنبية من قاعدة باغرام "يرمز إلى أن أفغانستان تُركت وحيدة للدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم طالبان"، أضاف: "بعد وصولهم إلى بلادهم، سيُراقب الأميركيون وقوات التحالف ما حاربوا بشدّة لبنائه على مدى 20 عاماً وهو يحترق من بعيد، ويعرفون أن الرجال والنساء الأفغان الذين حاربوا معهم يُخاطرون بفقدان كلّ شيء".

وشكّلت قاعدة باغرام مركزاً أساسياً للعمليات الأميركية الإستراتيجية في أفغانستان، إذ انطلقت منها الحرب الطويلة على حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" المتحالف معها في 2001 في أعقاب هجمات 11 أيلول الإرهابية. وعلى مرّ السنوات، استقبلت القاعدة مئات آلاف العسكريين الأميركيين ومن "حلف شمال الأطلسي"، فضلاً عن متعاقدين مع القوات الأميركية والدولية ومقاولين. وتقع باغرام على مسافة 50 كلم من كابول، وتُعتبر حيوية لضمان أمن العاصمة وذات أهمّية إستراتيجية كبرى للسيطرة على شمال أفغانستان بالكامل.


MISS 3