الهاجس البيئي يطغى على مهرجان "كان"

02 : 00

يطبع الهاجس البيئي ببصمته مهرجان "كان" السينمائي هذه السنة، إذ يعتزم منظمّوه الحدّ من بصمته الكربونية عبر مجموعة إجراءات، بينها الامتناع عن استخدام القناني البلاستيكية وفرض "تعويض" مالي على كل مشارك يأتي بالطائرة.

ومع أن نجوماً عالميين كثراً، من ليوناردو دي كابريو إلى جولييت بينوش، اتخذوا في السنوات الأخيرة مواقف تحضّ على حماية البيئة، وكذلك صبّت أفلام عدة في خانة هذه القضية، تفتقر هذه الدعوات إلى الفعالية في الواقع نظراً إلى أن الفن السابع لا يشكّل نموذجاً صالحاً في هذا المجال بفعل استهلاكه موارد كثيرة وعمليات تصوير الأفلام عبر القارات. وتجسّد المهرجانات السينمائية هذا التناقض، إذ تلوث البيئة بطائرات النجوم المشاركين فيها والسيارات التي تستخدمها لنقلهم، وجبال النفايات التي تخلّفها في بضعة أيام، رغم إقبالها على عرض أفلام تتبنى القضية البيئية.

وأكد أهم مهرجان سينمائي في العالم هذه السنة أنه يضع حماية البيئة "في صميم اهتماماته"، نظراً إلى "الضرورة الملحّة" في هذا الشأن. ومن هذا المنطلق، اتخذ سلسلة إجراءات تهدف إلى الحدّ بحجم غير محدد من تسببه بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتوليده النفايات، إضافة إلى تخصيص قسم لعرض أفلام عن هذا الموضوع.

وفي هذا الإطار، ستكون معظم السيارات الرسمية كهربائية، وسيكون الاعتماد أكثر على وسائل النقل العام، أما الإجراء الأكثر رمزية فيتمثل في خفض الوزن الإجمالي للسجادة الحمراء المستخدمة إلى النصف، أي أنه سيكون أقل من المعتاد بـ 950 كيلوغراماً. ولم يخفض المهرجان حجم الرحلات الجوية المرتبطة به والتي تعتبر أهم نقطة بيئية سوداء فيه، إذ تشكّل مع الإقامة 89% من بصمته الكربونية، ولكنه فرض على كل مشارك فيه يأتي بالطائرة دفع مساهمة قدرها نحو 20 يورو، على أن يسدد المهرجان الريع المتأتي من هذه المساهمات لمشاريع "تعويض موثوق بها ومناسبة" تختارها "لجنة علمية من خبراء مستقلين"، على ما أوضح المفوض العام للمهرجان تييري فريمو.

ولاحظ المخرج والناشط سيريل ديون الذي يُعرض في المهرجان فيلمه الوثائقي "Animal" عن انهيار التنوع البيولوجي أن "ثمة عملاً ضخماً ينبغي القيام به"، لكنّه اعتبر أن النّهج المتبع "مشجع جداً". ورأى أن المهرجان "يطلق إشارة على الآخرين جميعاً أن يحذوا حذوها". ويأمل في "أن يشعر الممثلون أيضاً بأنهم ملزمون بالاهتمام وبالانتباه إلى بصمتهم البيئية". وأشار إلى أن "هذه الإجراءات تعكس بدء عصر جديد في السينما".

فمسألة مراعاة البيئة باتت رائجة في عالم السينما برمّته، إذ على سبيل المثال لحظ تصوير أحد أجزاء سلسلة أفلام "سبايدرمان" إعادة تدوير أطنان من المواد المستخدمة فيه، في حين نسج مهرجان "برلين" سجادته الحمراء من شباك لصيد السمك أعيد تدويرها، أما في فرنسا، فستكون بعض المساعدات للقطاع مشروطة بتدابير بيئية بحلول سنة 2024.


MISS 3