الزيارة القطرية: دعم "معنوي" ومساعدات "لوجستية"

برّي لـ"نداء الوطن": نقف أمام "مفارق"

01 : 59

خلال وقفة أهالي شهداء انفجار المرفأ أمام قصر العدل أمس دعماً لاستدعاءات المحقّق العدلي (رمزي الحاج)

"من نكد الدهر" أن يصعب حال اللبناني على العدو فيبدي مشاعر الشفقة تجاه ما بلغه اللبنانيون من وضع "مؤلم مع رؤية صور الجياع في الشوارع" على ما قال بخبث وزير الأمن الإسرائيلي أمس، والأنكى والأنكد أن يعرب عن استعداد بلاده لمد يد العون للبنان وإبداء الجهوزية للعمل على تشجيع المجتمع الدولي لمساعدته... وكي تكتمل مهازل "العهد القوي" ومنظومته الحاكمة كانت "بهدلة وداعية" من القائم بالأعمال البريطاني مارتن لونغدن للسلطة أمس متأسّفاً "بأسلوب جاف" لما عاينه من "شيء عفن في قلب لبنان"، ومصوّباً بشكل خاص على "فشل سَوق أي كان ‏للمحاسبة وتحميله مسؤولية الانفجار الكارثي للمرفأ" باعتباره "‏أكثر الأمثلة الدراماتيكية للدناءة وعدم المسؤولية".

لونغدن الذي يغادر لبنان شاهداً على ما بلغه البلد من انهيارات حيث "مؤسسات الدولة في حال خراب والمصالح الخاصة ‏محمية وميليشيا "حزب الله" تعمل بحرية من دون حسيب"، اختصر الترياق الأمثل للوضع المأسوي القائم بضرورة الوصول إلى "‏لبنان حيادي ناء عن النزاعات في المنطقة" مع التشديد على وجوب "تغيير طريقة العمل السياسي والحكومي" في لبنان لا سيما وأنّه "اليوم على أهم مفترق طرق على الإطلاق"... وهذا ما صادق عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله مساءً لـ"نداء الوطن": "نحن نقف أمام مفارق والوضع لن يبقى على ما هو عليه".

وفي معرض حديثه عن مستجدات الوضع الحكومي (ص 2)، أكد بري أنّ مبادرته لا تزال مستمرة وأنه سبق أن قدّم ثلاث مبادرات قبلها، قائلاً: "ما حدا يحط الموضوع كله عندي"، وأردف: "كان بدهم تشكيلة من 18 وزيراً فرفعناها إلى 24 وطرحنا الحلول لعقدة وزارة الداخلية، واليوم لم يعد بالإمكان الإبقاء على المراوحة ولا بد من تشكيل حكومة أو طرح أفكار جديدة"، مشيراً في ما يتصل بموقفه من مسألة اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري إلى أنّ الأمور تحتاج إلى التأني والتبصّر وقال: "مش هيك بتصير القصة، إذا بدو يعتذر لازم نشوف على أي أساس".

وأمس أحيط اللقاء المرتقب بين رئيس المجلس والرئيس المكلف بتكتّم شديد من جانب أوساط الطرفين، غير أنّ مصادر مواكبة للملف الحكومي نقلت معلومات تفيد بأنهما عقدا "خلوة ثنائية" بعيدة عن الإعلام استعرضت مجمل المشهد الحكومي والعقبات التي لا تزال تحول دون التأليف، فكان تأكيد من بري على استمرار تمسكه بتكليف الحريري "حتى النهاية" أو بمن يسميه لرئاسة الحكومة في حال أصرّ على الاعتذار.

وبحسب المعلومات فإنّ الساعات المقبلة ستشهد تكثيفاً للقاءات والاتصالات من جانب الرئيس المكلف بحيث سيعقد اجتماعاً مع رؤساء الحكومات السابقين لوضعهم في مروحة خياراته وتحديد خريطة طريق المرحلة المقبلة، وسط ترقب للخطوة التي سيقدم عليها الحريري في حال حسم خياره بالاعتذار، لا سيما وأنّ المصادر عينها ما زالت، وبخلاف ما تردد إعلامياً أمس، تستبعد أن يقدّم أي مسودة حكومية جديدة "تخضع لمزاجية" رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.

وفي الغضون، انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية أمس بالإعلان عن زيارة وزير الخارجية القطري اليوم بيروت لا سيما في ضوء ما أشيع من معلومات وأجواء صحافية تفيد بأنه سيحمل معه "مبادرة سياسية لها علاقة بعملية التأليف"، غير أنّ مصادر رفيعة خففت من وطأة الزيارة ووضعتها في خانة "الدعم المعنوي في سبيل الحث على تأليف الحكومة مع إمكانية الإعلان عن تقديم مساعدات لوجستية استشفائية وأخرى للمؤسسة العسكرية".

وإذ ستكون لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب كلمة متلفزة مباشرة على الهواء قبل الظهر إثر استقباله عدداً من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية، استرعى انتباه المصادر أنّ جدول لقاءات المسؤول القطري لم يكن حتى مساء الأمس يشمل السراي الحكومي، إنما اقتصر على طلب عقد لقاءات مع كل من رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي والرئيس المكلف وقائد الجيش.

وفي هذا المجال، نفت مصادر قصر بعبدا علمها بأهداف زيارة وزير خارجية قطر ووضعتها تحت عنوان "المساعي القطرية لمساعدة لبنان"، واكتفت بالقول: "لم نتبلّغ بمبادرة محددة ولا بأي غرض محدد للزيارة، بل كل ما تبلغناه أنه سيصل (اليوم) إلى بيروت وحددنا له موعداً للقاء رئيس الجمهورية عند الساعة الخامسة والنصف عصراً".


MISS 3