ثوابت لبنان في كلمة رئيس الجمهورية في الأمم المتحدة اليوم

عون يلتقي عبد الله الثاني والسيسي وماكرون... "الصحّة منيحة الحمد لله"

01 : 30

ماكرون يعد عون بتلبية الدعوة لزيارة لبنان خلال العام 2020

تتوجّه الأنظار اليوم إلى ما ستتضمنه كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وفي حين استبعدت مصادر مطلعة أن تتضمن مفاجآت على صعيد المواقف، لكنها اكدت شمول الكلمة محاور أساسية وأخرى مستجدة. وقالت إن عون سيتناول موضوع النازحين السوريين والعبء الذي يشكله على لبنان مالياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وضرورة وضع آلية لعودتهم، وسيدعو الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها إلى مساعدة النازحين داخل سوريا لتشجيعهم على العودة، كما سيتطرق إلى القضية الفلسطينية في ظل الطروحات حولها لا سيما صفقة القرن، ورفض لبنان أي حل لا يقوم على الحق والعدالة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن لبنان يؤكد عودة اللاجئين ويرفض أي حل لهؤلاء على حسابه.

وسيتناول عون أيضا الوضع في الجنوب بعد التجديد لقوات "اليونيفيل" والخروقات الاسرائيلية المتواصلة للقرار الدولي 1701، وأخطرها الاعتداء على العمق اللبناني في الضاحية الجنوبية في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك، وسيطالب الامم المتحدة ومجلس الامن بإلزام إسرائيل احترام هذا القرار وتنفيذه وأن لبنان يتمسك بتنفيذه بكل مندرجاته، وسيكون للوضع الداخلي جانب في كلمة عون لا سيما الصعوبات الاقتصادية نتيجة ظروف وعوامل متنوعة، وسيكون لموافقة الامم المتحدة على طرح رئيس الجمهورية انشاء اكاديمية "الانسان للتلاقي والحوار" حيز مهم في كلمة عون.

وشارك عون امس في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للامم المتحدة بدورتها الرابعة والسبعين وفي الغداء الذي أقامه الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش على شرف رؤساء الوفود. وواصل لقاءاته على هامش اعمال الجمعية حيث التقى في مقر الامم المتحدة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين. وتطرق البحث الى العلاقات اللبنانية - الاردنية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة الى الاوضاع في المنطقة والمسار المتعلق بالقضية الفلسطينية والمخاطر الماثلة أمامها جراء ما يسمى بـ "صفقة القرن".

وعُلم أن الملك الاردني توقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الاسرائيلية على مسار صفقة القرن، خصوصاً إذا لم يعد بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، متمنياً عدم تشكيل حكومة اسرائيلية برئاسة نتنياهو.

وأعرب الملك عبد الله الثاني للرئيس عون عن دعمه للأكاديمية واستعداده للمساهمة في كل ما يؤدي الى انجاحها. كما اثير خلال اللقاء موضوع استجرار الطاقة الكهربائية من المملكة الاردنية، وما يمكن للأردن أن يقدمه في هذا المجال، وأبدى الملك عبد الله استعداد بلاده لتزويد لبنان بالطاقة لزيادة انتاجه الكهربائي، ويبقى امام ذلك ايجاد حل لموضوع ربط الشبكات الكهربائية بين البلدين.

كما تم التأكيد على ضرورة ايجاد الحلول المناسبة والعملية لعودة النازحين السوريين الى وطنهم لا سيما وان البلدين يتشاركان عبء هذا النزوح وتداعياته على مختلف الصعد، وأكد الملك عبد الله أنه سيواصل اتصالاته لمعالجة هذا الموضوع وسيكون من ابرز نقاط البحث في اللقاء الذي سيعقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "سوتشي".

كما التقى عون نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وتم عرض العلاقات الثنائية والاوضاع في المنطقة لا سيما أزمة النازحين والقضية الفلسطينية.

كما اجتمع عون مع المديرة العامة لمنظمة "الاونيسكو" اودري ازولاي التي اعتبرت أن قرار تأييد الامم المتحدة إنشاء الاكاديمية هو حدث تاريخي مهم بالنسبة الى لبنان. واشارت الى أن ما ستقدمه المنظمة للأكاديمية يأتي في مجال الدراسات والابحاث، معربة عن أملها في أن تقوم بزيارة ميدانية للبنان للاطلاع على عمل مكتب "الاونيسكو" في بيروت ولقاء المسؤولين اللبنانيين، لبحث سبل التعاون بين المنظمة والمؤسسات اللبنانية المعنية. ورحب عون برغبة ازولاي وأكد أنه سيتم توجيه دعوة رسمية اليها من أجل إتمام الزيارة. كما التقى الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فرجينيا غامبا.

وقبل ذلك، كان لقاء جمع عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الجناح الفرنسي في الامم المتحدة واتفقا على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا. وفيما أكد عون أن لبنان ماضٍ في الاصلاحات البنيوية لاعتبارات وطنية غير مرتبطة بأي اتفاق آخر، لأن أحد عناوين عهده هو الاصلاحات في النظامين المالي والاقتصادي، جدد ماكرون إلتزام بلاده دعم لبنان في المجالات كافة واعداً بتلبية دعوة عون للقيام بزيارة دولة الى لبنان خلال العام 2020 لمناسبة الاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

وسئل عون بعد اللقاء عن انطباعاته بشأن الاجتماع مع ماكرون فردّ ممازحاً الصحافيين: "الصحة منيحة الحمد لله".

وتطرق البحث ايضاً بين الرئيسين الى قضية النازحين السوريين في لبنان، فعرض عون للتداعيات السلبية لهذا النزوح على مختلف قطاعات الدولة، لافتاً الى أن نحو 360 ألف سوري عادوا حتى الآن طوعاً من لبنان الى سوريا ولم ترد أي تقارير دولية تشير إلى تعرضهم لأي حادث امني، علماً أن هذه العودة المحدودة غير كافية لحل مسألة النزوح السوري الكثيف. وأعرب ماكرون عن تفهم بلاده للموقف اللبناني وللأضرار التي مُني بها الاقتصاد اللبناني، معرباً عن أمله في أن يحصل تقدم على صعيد حل الازمة السورية سياسياً من خلال تشكيل اللجنة الدستورية التي تم التوافق عليها وهي عامل مهم، علماً أن أسباب عدم العودة قد لا تكون اقتصادية فحسب بل سياسية وأمنية.