قلق أوروبي من الانتهاكات النووية الإيرانية

واشنطن لطهران: لوقف سياسة "حافة الهاوية"!

02 : 00

"الحشد الشعبي" يُعتبر بمثابة "ورقة" بيد إيران في العراق (أ ف ب)

طالبت الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالأمس بضرورة التوقف عن اتباع سياسة "حافة الهاوية" والعودة بجاهزية إلى فيينا لإجراء مباحثات حقيقية، وأن تكون في موقف الإستعداد "لإنهاء العمل الذي بدأناه في نيسان"، محذّرةً من أن جهود طهران الأخيرة لتخصيب اليورانيوم يُمكن أن تُعقد عودتها إلى المفاوضات الرامية لإحياء الإتفاق النووي. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "من المقلق أن تختار إيران الإستمرار بتصعيد عدم تنفيذ التزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة، خصوصاً مع تجارب لها قيمة لأبحاث السلاح النووي".

وأوضح برايس أنّ بلاده لا تزال ترى أن المسار الديبلوماسي هو الحلّ لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، محذّراً من أن "الخطوات الإستفزازية" لطهران عبر عدم الإلتزام بخطّة العمل الشاملة المشتركة "لن تُعطيها نفوذاً في محادثات فيينا"، بل "تجعلنا قلقين بشكل أكبر".

من جهتهم، أعرب الأوروبّيون عن "قلقهم الكبير" بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يكشف الإبتعاد التدريجي لإيران من الإتفاق الدولي في شأن برنامجها النووي، وتقدّم خطواتها نحو إنتاج معدن اليورانيوم المخصّب. واعتبر وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك أن "هذا الأمر يُشكل انتهاكاً خطراً" من جانب طهران لإلتزاماتها في إطار الإتفاق النووي.

كما حذّر الأوروبّيون من أن هذا الأمر يُهدّد بعدم عودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي، وبالتالي فإنّ طهران "تُهدّد إمكان إنهاء "محادثات فيينا" بنجاح". واعتبروا في بيانهم أن "إيران ليس لها أي حاجة مدنية ذات صدقية لمواصلة أنشطة إنتاج اليورانيوم المعدني والتي تُشكّل مرحلة رئيسية في تطوير سلاح نووي".

وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق أن الجمهورية الإسلامية تعتزم "إنتاج معدن اليورانيوم بنسبة تخصيب تصل إلى 20 في المئة"، في وقت تراوح المفاوضات لإنقاذ الإتفاق النووي مكانها. وتُريد طهران الآن الإنتقال إلى درجة أعلى من التخصيب، وهي "عملية على مراحل عدّة"، ستتمّ في مصنعها في أصفهان (وسط)، بحسب بيان للوكالة. والهدف المُعلن هو "تصنيع الوقود" لتزويد مفاعل الأبحاث في طهران.

وأبلغ المدير العام للهيئة الأممية رافاييل غروسي الدول الأعضاء بهذا التطوّر الجديد، الذي يحدث في سياق معقد. وبالإضافة إلى المشكلات المتعلّقة بوصول المفتشين إلى موقع التخصيب في نطنز، لم تُمدّد إيران حتى الآن ترتيباً موَقتاً يسمح للوكالة بمواصلة ممارسة درجة معيّنة من الرقابة على البرنامج النووي رغم القيود التي تفرضها طهران منذ شباط.

وفي الأثناء، توقفت "محادثات فيينا" التي بدأت في نيسان. وكشف ديبلوماسي أوروبي لوكالة "فرانس برس" أنّها "لن تُستأنف هذا الأسبوع"، بينما يتولّى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه في آب.

توازياً، اتهمت الحكومة الإيرانية إسرائيل بتخريب منشأة الطرد المركزي في 23 حزيران بالقرب من طهران، وتطرّق المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إلى المبنى الذي تضرّر في منطقة كرج، ورأى أنّ "إسرائيل نفّذت هذا الهجوم لتخريب المباحثات النووية بين إيران والدول العظمى في فيينا"، مؤكداً أن أضراراً طفيفة طالت جزءاً من المبنى.

وفي الغضون، كشف المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن "طهران تنظر بتفاؤل للحوار مع السعودية"، مؤكداً أن إيران تسعى من خلال المحادثات إلى "تحقيق الأمن والسلام في المنطقة". كما ذكر أن طهران ستُواصل الحوار مع الرياض من أجل "التوصّل إلى نتائج إيجابية"، في حين أكدت الحكومة الإيرانية أنها أحرزت تقدّماً جيّداً في المحادثات مع المملكة، مشيرةً إلى أن بعض الخلافات قد تستغرق وقتاً لحلها.

إلى ذلك، أشار قائمقام مدينة الشوش عدنان غزي إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 4 آخرين جرّاء انفجار دوّى في محطّة لأنابيب النفط والغاز في مدينة الشوش جنوب غرب إيران، وفق ما أفادت قناة "إيران إنترناشيونال".

عراقياً، أكدت السفارة الأميركية في بغداد أنها قضت على تهديد جوّي استهدفها ليل الإثنين - الثلثاء بطائرات مسيّرة، وذلك بعدما فعّلت المنظومة الدفاعية داخل مجمع السفارة، مشيرةً إلى أنّها تعمل "مع شركائنا العراقيين على التحقيق، وكذلك سنُواصل اتخاذ كافة التدابير المناسبة واللازمة لحماية سلامة موظّفينا ومنشآتنا".

وفي سياق متّصل، هدّد قائد ميليشيا "سيد الشهداء" المدعومة من إيران أبو العلاء ولاء بمهاجمة الأميركيين في العراق، معتبراً أن "فوز إبراهيم رئيسي برئاسة إيران سيُعزّز الجماعات المسلّحة"، إذ إنّ "رئيسي سيدعم الجماعات المسلّحة في الشرق الأوسط"، في وقت كشف فيه مصدر عراقي لـ"روسيا اليوم" أن رئيس استخبارات "الحرس الثوري" الإيراني حسين طائب، وصل إلى بغداد بالأمس في زيارة سرّية لم يُعلن عنها سابقاً، لافتاً إلى أن طائب بحث ملف تواجد القوات الأميركية والهجمات التي تتعرّض لها القواعد والبعثات الأميركية، مع مسؤولين عراقيين وقيادات في "الحشد الشعبي".


MISS 3