موسكو: لاستئناف "محادثات فيينا" في أسرع وقت

"المصالح الأميركية" تحت مرمى "الصواريخ الإيرانية"

02 : 00

ما زال العراق ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية (أ ف ب)

بُعيد ساعات معدودات من تعرّض مصالح أميركية في غرب العراق وأخرى في شرق سوريا لهجمات صاروخية ومسيّرة غالباً ما تُنسب إلى فصائل مسلّحة موالية لإيران، أعلن الجيش العراقي أنّ 3 صواريخ سقطت ليل الأربعاء - الخميس قرب السفارة الأميركية في بغداد، بينما أطلقت منظومة "سي رام" الأميركية للدفاع الجوي صواريخ اعتراضية للتصدّي لهذا القصف الصاروخي.

وبينما أوضح الجيش العراقي أنّ الصواريخ الثلاثة لم تصب السفارة بل سقطت في أماكن قريبة منها في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، حذّر مراقبون من أن ارتفاع وتيرة استهداف الميليشيات التي تدور في فلك طهران للمصالح الأميركية والقواعد حيث يتواجد جنود أميركيون، إنّما يضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف حرج، خصوصاً أن "هيبة" الآلة العسكرية الأميركية باتت في مهب رياح مصالح البيروقراطيين في واشنطن.

وكان هجوم بـ14 صاروخاً قد استهدف نهار الأربعاء قاعدة "عين الأسد" التي تضمّ عسكريين أميركيين في محافظة الأنبار في غرب العراق، وأسفر عن سقوط جريحَيْن إصاباتهما طفيفة. كما تزامن القصف الصاروخي على "عين الأسد" مع إعلان "قوات سوريا الديموقراطية" أنّها تصدّت لهجمات بطائرات مسيّرة في منطقة حقل العمر، الذي يُشكل أكبر قاعدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال أيّام.

ومنذ مطلع العام، استهدف نحو 50 هجوماً المصالح الأميركية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطارَيْ بغداد وأربيل، في هجمات تُحاول عبرها طهران تحسين شروطها التفاوضية حول ملفها النووي، بحسب مراقبين.

وفي السياق، ندّدت فرنسا "بأشدّ العبارات" بالهجمات المتزايدة في بغداد، خصوصاً التي تستهدف المصالح الأميركية، ودانت في بيان "الأعمال المزعزعة للإستقرار". واعتبرت الخارجية الفرنسية أن "مضاعفة الهجمات ضدّ المواقع الديبلوماسية وقواعد التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" أمر غير مقبول". وأضافت: "في مواجهة هذه الأعمال المزعزعة للإستقرار التي تُقوّض أمن جميع العراقيين، تُذكّر فرنسا بتمسّكها بسيادة العراق وإستقرار إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي".

وحول الملف النووي الإيراني، كشفت الخارجية الألمانية أن طهران طلبت وقتاً للتشاور داخلياً قبل استئناف "محادثات فيينا" حول إعادة إحياء الإتفاق النووي، مشيرةً إلى أن المشاركين ينتظرون الآن اتخاذ قرارات سياسية مناسبة في طهران وعودة الوفد المفاوض إلى العاصمة النمسوية ببراغماتية ومرونة مناسبة، لإكمال المفاوضات والتوصّل إلى نتيجة.

وفي وقت سابق، اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف أنه من الطبيعي أن تحتاج إيران مع إجراءات انتقال السلطة على ضوء الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، إلى مزيد من الوقت والتحضيرات قبل استئناف الجولة السابعة من "محادثات فيينا"، التي لم يُحدّد موعدها بعد. لكنّه نبّه في الوقت عينه إلى أهمّية استئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن.