"طالبان" تجتاح أفغانستان... وواشنطن تدعو إلى ضغط دولي!

02 : 00

مقاتلون موالون لأمير الحرب إسماعيل خان يتجمهرون أمام منزله في هرات أمس (أ ف ب)

كأحجار الدومينو تسقط مناطق ومعابر حدودية بأيدي مسلحي "طالبان" على مرأى ومسمع الولايات المتحدة، التي دافع رئيسها جو بايدن عن خروج القوات الأميركية من أفغانستان، مشدّداً على أنّ سقوط البلاد بيد "طالبان" ليس محتّماً، ومؤكّداً أنّ الإنسحاب الأميركي سيُنجز نهاية آب، فيما باتت البلاد على أبواب حرب أهلية جديدة قد تُطيح كلّ المكاسب الدستورية والسياسية والاجتماعية والأمنية والعسكرية التي تحققت على مدى عقدَيْن من الزمن. وفي هذا الإطار، أعلنت "طالبان" أنها باتت تُسيطر على 85 في المئة من الأراضي الأفغانية، بعد إحكام قبضتها على معبرَيْن أساسيَّيْن مع إيران وتركمانستان، مستكملةً الاستيلاء على هلال من الأراضي من الحدود الإيرانية غرباً إلى الحدود مع الصين في شمال شرق البلاد، بينما دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى ممارسة ضغط دولي من أجل إبرام إتفاق سياسي بين الحكومة الأفغانية والحركة الجهادية يضع حدّاً للنزاع، مؤكداً أن "العالم بأسره بمقدوره المساعدة عبر مواصلة هذا الضغط".

وكان عضو فريق مفاوضي "طالبان" شهاب الدين ديلاوار قد كشف خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس أن "85 في المئة من الأراضي الأفغانية" باتت تحت سيطرة الحركة، ومن ضمنها نحو 250 إقليماً من بين 398 في البلاد. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان ردّ متسائلاً: "إذا كانوا يُسيطرون على مثل هذه القطاعات من الأراضي، فلماذا إذن يُقيم قادتهم في باكستان ولا يُمكنهم المجيء إلى أفغانستان؟"، وتابع: "لماذا يُرسلون مقاتليهم القتلى أو الجرحى إلى باكستان؟".

وخسرت القوات الأفغانية، التي باتت محرومة من الدعم الجوي الأميركي، الكثير من الأراضي، لكنّها أكدت بالأمس أنها استعادت أوّل عاصمة ولاية هاجمها المتمرّدون هذا الأسبوع، وهي قلعة نو (شمال غرب)، في حين تعهد أمير الحرب الأفغاني المخضرم إسماعيل خان بحمل السلاح مجدّداً لمواجهة "طالبان" مع اقتراب مقاتليها من معقله في هرات، مشيراً إلى أن المئات من المدنيين من كافة أنحاء البلاد تواصلوا معه وأبدوا استعدادهم لقتال "طالبان".

وفي الأثناء، قالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي: "نشهد تصاعداً حاداً في التوتر عند الحدود الطاجيكية والأفغانية"، مشيرةً إلى أن "طالبان احتلّت في وقت قصير جزءاً كبيراً من الأراضي الحدودية وتُسيطر حالياً على حوالى ثلثَيْ الحدود مع طاجيكستان".

وأضافت زاخاروفا أن موسكو تحضّ جميع الأطراف على "ضبط النفس"، محذّرةً من أن روسيا على استعداد لاتخاذ "تدابير إضافية" من أجل "منع الإعتداء" على حليفتها طاجيكستان، ودعت أيضاً كافة الأطراف إلى "تجنّب نقل التوترات خارج البلاد"، في وقت كشف فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على "ترتيبات" تولّي قوات تركية تأمين مطار كابول بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان.


MISS 3