تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام الشيوعي في الجزيرة

كوبا تتّهم واشنطن... وبايدن يحضّ هافانا على الإستماع لشعبها

02 : 00

هل انطلقت شرارة ثورة جديدة في كوبا؟ (أ ف ب)

بعدما تظاهر عشرات آلاف الكوبيّين الغاضبين من الأزمة الاقتصاديّة في كلّ أنحاء البلاد الأحد، هاتفين "حرّية!" و"لتسقط الديكتاتوريّة"، اتّهم الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل واشنطن بالأمس بممارسة سياسة "خنق اقتصادي" لبلاده، والسعي إلى إثارة "اضطرابات اجتماعية" فيها، بينما حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن النظام الكوبي على الإصغاء لشعبه.

وخلال كلمة بثّت تلفزيونياً وإذاعياً، أكد دياز كانيل وبجانبه عدد كبير من الوزراء، أن حكومته تُحاول "التصدّي للصعوبات والإنتصار عليها" في مواجهة العقوبات الأميركية التي تمّ تشديدها في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وقال الرئيس الكوبي: "ماذا يُريدون؟ إثارة اضطرابات اجتماعية، إثارة سوء تفاهم بين الكوبيين، وإنّما أيضاً تغيير النظام".

وحذّر من أنّ "الأمر بالنضال قد صدر. الثوّار إلى الشارع!"، متّهماً "المافيا الكوبيّة - الأميركيّة" بالوقوف وراء ما تشهده البلاد. وتابع: "ندعو جميع ثوّار البلاد، جميع الشيوعيّين، إلى الخروج إلى الشوارع حيث ستحدث هذه الإستفزازات الآن وفي الأيّام القليلة المقبلة، وإلى مواجهتها بطريقة حازمة وشجاعة".

وبُعيد كلمة دياز كانيل، حضّ الرئيس الأميركي "النظام الكوبي على الإصغاء لشعبه وتلبية احتياجاته في هذه المرحلة الحرجة، بدلاً من زيادة ثروته"، مؤكداً وقوف الولايات المتحدة "إلى جانب الشعب الكوبي وندائه المدوّي من أجل الحرّية ومن أجل التخلّص من براثن الجائحة، ومن عقود من القمع والمعاناة الاقتصادية بسبب النظام الإستبدادي" في كوبا.

وتابع بايدن: "الكوبيون يُمارسون بشجاعة حقوقهم الأساسية. يجب احترام هذه الحقوق بما في ذلك حق التظاهر السلمي وحق تقرير المصير بكلّ حرّية"، فيما طالب الاتحاد الأوروبي السلطات الكوبية بالسماح بالتظاهر والإصغاء إلى استياء الشعب. وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل عقب اجتماع في بروكسل لوزراء خارجية دول التكتل: "نحن ندعم حق الشعوب في التعبير بطريقة سلمية ونُطالب السلطات بالسماح بالتظاهر وبالإصغاء إلى استياء المتظاهرين".

وفي المقابل، حذّرت روسيا، حليفة السلطات الكوبية منذ الحقبة السوفياتية، من أي "تدخل خارجي" في كوبا. وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان: "نعتبر أنه من غير المقبول أن يكون هناك تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة أو أي أعمال مخربة من شأنها تشجيع زعزعة الوضع في الجزيرة"، مؤكدةً أن بلادها "تُراقب عن كثب تطوّرات الوضع في كوبا وجوارها".

ودفعت الأزمة الإقتصادية التي فاقمت النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية والتي دفعت الحكومة إلى تقنين التغذية بالتيار الكهربائي لساعات عدّة يومياً، عشرات آلاف الكوبيين إلى التظاهر بشكل عفوي الأحد في شوارع عشرات المدن والقرى وإطلاق هتافات على غرار "نحن جائعون" و"حرّية" و"تسقط الديكتاتورية".

وهذه التظاهرات غير مسبوقة في كوبا، حيث التجمّعات الوحيدة المسموح بها هي تلك التي يُقيمها الحزب الشيوعي الحاكم. وصباح الإثنين كانت لا تزال مقطوعة خدمات الإنترنت للهواتف النقالة التي أدخلت إلى البلاد في نهاية العام 2018، والتي أتاحت البث المباشر لنحو 40 تظاهرة مناهضة للحكومة في مختلف أنحاء الجزيرة. وسجّل انتشار عسكري وأمني كبير في شوارع العاصمة هافانا، إلّا أن الأوضاع بدت هادئة خلال النهار بالأمس بعد صدامات عنيفة سُجّلت الأحد أدّت إلى توقيف العشرات.


MISS 3