ألو دكتور

02 : 00

أصيب زوجي بسرطان البروستات ونحن نراجع راهناً الخيارات العلاجية المتاحة. إقترح علينا أحد الأطباء استئصال البروستات، لكن يعتبر زوجي العلاج بالاجتثاث جاذباً نظراً إلى قدرته على تحسين نوعية الحياة. كنتُ أقرأ عن عمليات الاجتثاث واكتشفتُ أن التقنيات المستعملة متنوعة. هل من تقنية أفضل من غيرها أم تبقى الجراحة أكثر فاعلية؟يصبح سرطان البروستات أكثر شيوعاً لدى كبار السن، وتحديداً بعد عمر الستين. لكن نظراً إلى التقدم الحاصل في مجال الرعاية الصحية، لا يموت معظم الرجال بسبب هذا السرطان.

تتعدد الخيارات المحتملة لمعالجة سرطان البروستات، ويتوقف الخيار النهائي على حدّة السرطان والمرحلة التي وصل إليها. تغيرت التوجيهات المرتبطة بمعالجة هذا المرض في السنوات الأخيرة. كذلك، سمح التقدم التكنولوجي في تقنيات التصوير والعلاجات لبعض الرجال بتجنب الجراحة الشاملة التي تترافق أحياناً مع آثار جانبية معاكسة. بدأ الجراحون في السنوات الأخيرة يدركون أن الاجتثاث بديل فاعل عن الجراحة التقليدية.

"الاجتثاث" كلمة عامة أو غير محددة، وهي تشير إلى تدمير الأنسجة. في ما يخص سرطان البروستات تحديداً، يعني الاجتثاث تدمير النسيج السرطاني بطريقة دقيقة وفاعلة تزامناً مع تجنب الهياكل الضرورية للحفاظ على وظيفة جنسية وبولية طبيعية. على مر السنين، استُعملت أنواع عدة من مصادر الطاقة لاجتثاث سرطان البروستات، بما في ذلك الحرارة التي تنتجها الموجات فوق الصوتية أو الليزر، والبرد الذي ينتجه تمدّد الغازات. لقد ثبتت صعوبة التحكم بالحرارة أو البرد وإبقاء الطاقة داخل الحدود المناسبة ومنع انتشارها أكثر من اللزوم، ولو بمعدل 1 أو 2 ملم.

تُعتبر تقنية "الموجات فوق الصوتية المُركّزة وعالية الكثافة عبر المستقيم" النوع الأكثر شيوعاً من الاجتثاث عبر الموجات فوق الصوتية. خلال هذه العملية، يدسّ الطبيب مسباراً طبياً في المستقيم ويحصل العلاج من خلال استعمال الموجات فوق الصوتية. لكن يتجاوز البروستات أحياناً أقصى حجم يمكن معالجته عبر الموجات المُركّزة وعالية الكثافة.

تقضي تقنية جديدة وواعدة بالاتكال على آلة التصوير بالرنين المغنطيسي التي بدأت تكتسب دوراً متوسعاً لمراقبة الحرارة الحقيقية في البروستات، لكن لا تزال هذه التقنية محصورة في بعض المراكز المنتقاة. تُعرَف هذه الطريقة باسم الاجتثاث بالموجات فوق الصوتية عبر الإحليل وتحصل داخل آلة التصوير بالرنين المغناطيسي، عبر استعمال برنامج يحدد درجات الحرارة الحقيقية في البروستات والمنطقة المحيطة به. يزيد هذا الخيار دقة العلاج. تُرسَل معدلات الحرارة المسجّلة إلى جهاز الاجتثاث كي يتم تعديل مستوى إنتاج الطاقة من الجهاز باستمرار، حتى بلوغ الحرارة المنشودة ضمن المنطقة الواقعة بين البروستات والأنسجة الطبيعية المحيطة به. تخضع الحرارة للمراقبة كل ست ثوانٍ عبر ميزان خاص بالتصوير بالرنين المغناطيسي. يُعتبر الاجتثاث بالموجات فوق الصوتية عبر الإحليل نسخة معدّلة من العلاجات السابقة التي كانت تستعمل الموجات نفسها لكنها لم تكن تراقب الحرارة في الوقت الحقيقي داخل البروستات.

عند التخطيط لتلقي هذا العلاج، يخضع المريض للتصوير بالرنين المغناطيسي عبر جهاز يوضع قبل عملية الاجتثاث مباشرةً. يكون المريض تحت التخدير حين يدخل إلى آلة التصوير. وبعد التقاط بعض الصور الأساسية وقياس حرارة البروستات، يتأكد المعالج من تحضير جميع العناصر اللازمة للعملية.

قد تكون هذه التقنية جديدة وتحتاج إلى متابعة إضافية لسنوات عدة قبل إثبات مضاهاتها لعلاجات مثل استئصال البروستات الجذري، لكن تبدو النتائج الأولية التي توصلت إليها التجارب العيادية واعدة، لا سيما مدة بقاء المرضى بلا سرطان بعد مرور ثلاث سنوات على الجراحة. لقد أثبتت التجارب العيادية أن هذا العلاج يتفوق على الجراحة والأشعة من حيث قدرته على حماية الوظيفة البولية والجنسية بعد ثلاث سنوات، ما يعني أن نوعية حياة المريض قد تتحسن بشكلٍ ملحوظ.

حتى الآن، تنحصر هذه التقنية في مركز "مايو كلينك" في فلوريدا. يتم اختيار المرشحين لهذه العملية بناءً على وضع البروستات، ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي واختبار مستضد البروستات النوعي، وتقارير فحص الخزعة، وأهداف العلاج. نظراً إلى اختلاف التقنيات والخبرات في المنشآت الطبية، يستطيع الطبيب أن يناقش مع المريض تقنيات الاجتثاث المتاحة وأنسب خيار في حالته. يمكن التفكير دوماً باستشارة أكثر من طبيب واحد.