الفيضانات طغت على لقاء بايدن وميركل في البيت الأبيض

توافق أميركي – ألماني للحدّ من قدرة روسيا على تهديد جيرانها

02 : 00

ميركل في ضيافة بايدن خلال زيارة وداعية للبيت الأبيض أول من أمس (أ ف ب)

خيّمت مأساة الفيضانات المميتة التي اجتاحت ألمانيا على الزيارة الوداعية التي قامت بها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى البيت الأبيض أول من أمس، حيث بحثت مع الرئيس جو بايدن ملفات عدّة أبرزها "نورد ستريم 2"، مشروع أنابيب الغاز الذي تبنيه ألمانيا وروسيا وتعارضه الولايات المتحدة.

وإثر لقائها بايدن عبّرت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض عن "تأثّرها الشديد" بالفيضانات التي اجتاحت بلادها وأسفرت عن عدد كبير من الضحايا، واصفة المشهد بـ"يوم خوف، يوم قلق، يوم يأس".

وإذا كانت الفيضانات الكارثية وحّدت الزعيمين، فإنّ الخلاف بينهما استمرّ بشأن مشروع أنابيب "نورد ستريم-2" لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا والذي أوشك على الانتهاء. وبهذا الشأن قال بايدن: "في الوقت الذي كرّرت فيه مخاوفي بشأن نورد ستريم 2، فإنّني والمستشارة ميركل مقتنعان تماماً بأنّه يجب عدم السماح لروسيا بأن تستخدم الطاقة سلاحاً لإكراه جيرانها أو تهديدهم".

بدورها شدّدت المستشارة على وجوب أن تبقى أوكرانيا "بلد عبور" للغاز الروسي، على الرّغم من خط أنابيب الغاز الذي سيربط ألمانيا مباشرة بروسيا عبر بحر البلطيق. ولفتت إلى أن "نورد ستريم 2 هو مشروع إضافي، وبالتأكيد هو ليس مشروعاً يهدف لأن يحلّ محلّ أيّ ترانزيت عبر أوكرانيا. كلّ ما هو خلاف ذلك سيخلق الكثير من التوترات".

وعدا عن أن الخط لن يعبر أوكرانيا، مثيراً مخاوف الولايات المتحدة ودول أوروبا الشرقية من أنّ موسكو تتعمّد من خلاله إضعاف اقتصاد كييف، فإن المشروع يؤكد اعتماد أوروبا على الطاقة من موسكو التي تزداد عدائية.

وعلى رغم انتقاده الشديد لخط الأنابيب، أرجأ بايدن في أيار الماضي فرض عقوبات أميركية على "نورد ستريم-2" بعد أن خلص إلى أنه فات الأوان لوقف المشروع ومن الأفضل السعي لإقامة تعاون مع ألمانيا.

وفي مؤتمرهما الصحافي سعى بايدن إلى التقليل من شأن هذا الخلاف، مؤكّداً أنّه "يمكن حتى للأصدقاء الحميمين ألّا يتفقوا دوماً"، معتبراً أنّ الشراكة بين البلدين هي اليوم "أقوى من أي وقت مضى"، في حين قالت ميركل إنّ الولايات المتّحدة هي "أكثر من مجرّد شريك، إنّها دولة صديقة"، وأقرّت بوجود "وجهات نظر مختلفة" بينها وبين بايدن بهذا الشأن، مشدّدة في الوقت عينه على أنّ بلادها مستعدّة "للردّ" إذا لم تحترم روسيا شرط بقاء أوكرانيا "دولة عبور" للغاز الروسي إلى أوروبا.

وأشادت ميركل، وهي أول مسؤولة أوروبية يتم استقبالها في البيت الأبيض بعد انتخاب بايدن، بهذه "الفرصة الجيدة لمناقشة العلاقة الألمانية ـ الأميركية" و"التحديات الجيوسياسية" الراهنة. في حين أوضح بايدن خلال استقباله لها في المكتب البيضاوي أنّها "زارت هذا المكان مراراً"، مشيداً بـ"صديقة للولايات المتّحدة"، التي تغادر منصبها في وقت لاحق هذا العام، بعد أن عاصرت أربعة رؤساء أميركيين.


MISS 3