"عودة صاخبة" لنوّاب النظام إلى البرلمان الفنزويلي

بوتين يدعو إلى الحوار بين مادورو والمعارضة

11 : 15

بوتين خلال استقباله مادورو في موسكو أمس

في موقف لافت، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس نظيره الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو إلى مواصلة الحوار مع المعارضة، محذّراً من أن رفض ذلك قد يُهدّد البلاد أكثر ويُفاقم أزمتها. ولدى استقباله مادورو في الكرملين، أكّد بوتين دعمه لنظامه الاشتراكي، لكنّه اعتبر في الوقت عينه أنّه على مادورو أن يكون منفتحاً على الحوار مع معارضيه.

وقال بوتين متوجّهاً لمادورو: "لا شك في أنّنا ندعم الحوار الذي تُجريه وحكومتك مع قوى المعارضة"، مضيفاً: "نعتقد أن رفض الحوار غير منطقي ويضرّ بالبلاد ويُهدّد الشعب الفنزويلي". وأشاد بالتعاون المتزايد بين البلدَيْن، مشيراً إلى أن بلاده تنوي إرسال 1.5 مليون لقاح ضدّ الإنفلونزا إلى فنزويلا في المستقبل القريب. وتابع الرئيس الروسي: "روسيا تدعم باستمرار كلّ أعضاء السلطة الشرعيّة في فنزويلا، بما في ذلك الرئيس والبرلمان". كذلك أشار إلى أن موسكو ستُواصل توريد قطع الغيار للمعدّات العسكريّة الفنزويليّة. ووفق الرئيس الروسي، فإنّ التعاون العسكري التقني بين البلدَيْن مرتبط، قبل كلّ شيء، بالتزامات موسكو في خدمة المعدّات الروسيّة الصنع التي اشترتها فنزويلا من قبل، بينما أشاد مادورو بالتعاون الثنائي، قائلاً: "معاً يُمكننا تخطّي العقبات".

تزامناً، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على سبعة موظّفين فنزويليين متّهمين خصوصاً بـ"التعذيب"، وفق ما أكّد مصدر ديبلوماسي لوكالة "فرانس برس"، كما وافقت على اعتماد تدابير عقابيّة بحقّ نيكاراغوا. ويتطلّب قرار العقوبات على الموظّفين الفنزويليين، الذي اتخذه سفراء دول الاتحاد الـ 28، موافقة رسميّة من مجلس الاتحاد الأوروبي. وأعلن السفراء موافقتهم على هذه العقوبات، التي تستهدف مسؤولين في الأمن والاستخبارات الفنزويليّة، لاتهامهم بـ"التعذيب وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان". وبات بذلك 25 عدد المسؤولين الفنزويليين الخاضعين لحظر على الحصول على تأشيرات وتجميد للأصول في الاتحاد الأوروبي. وفي 2017، باتت فنزويلا أوّل بلد في أميركا الجنوبيّة يخضع لعقوبات صادرة عن الاتحاد الأوروبي.

في الموازاة، عاد نوّاب الحزب الاشتراكي، الذي يتزعّمه مادورو إلى مقاعدهم في الجمعيّة الوطنيّة، التي تُسيطر عليها المعارضة، وسط أجواء صاخبة، واضعين بذلك حداً لمقاطعة استمرّت ثلاث سنوات. وردّد النوّاب الاشتراكيّون، وهم يأخذون أماكنهم، هتافات مؤيّدة لمادورو، قابلها نوّاب المعارضة بوابل من صيحات الاستهجان. وقال رئيس الجمعيّة الوطنيّة خوان غوايدو، الذي تعترف به أكثر من 50 دولة كرئيس موَقت لفنزويلا: "هذا اعتراف ضمني بالهيئة الشرعيّة الوحيدة في فنزويلا، وهي البرلمان".وكان نوّاب الحزب الاشتراكي الحاكم قد انسحبوا من الجمعيّة الوطنيّة العام 2016، بعد فقدانهم الغالبيّة في الانتخابات، وأنشأت الحكومة هيئة خاصة بها، هي الجمعيّة التأسيسيّة، لتهميش البرلمان. ووقّع حزب مادورو اتفاقاً في وقت سابق هذا الشهر، مع أحزاب معارضة هامشيّة مهّدت الطريق أمام عودة نوّاب النظام، وهي خطوة تهدف إلى تعطيل القاعدة التي يستند إليها غوايدو لتوطيد نفوذه. وتُسيطر المعارضة على ثلثي مقاعد الجمعيّة الوطنيّة، المنتخبة من الشعب والبالغ عدد مقاعدها 167، لكن المحكمة العليا في فنزويلا، الخاضعة لتأثير النظام الحاكم، قضت بأنّ قراراتها باطلة ولاغية.

وفي نيويورك، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة أمس الأوّل، أن واشنطن تُراقب الوضع في فنزويلا عن كثب. وقال: "أقول للشعب الفنزويلي الذي يعيش هذا الكابوس، اعلموا أن أميركا موحدة وراءكم"، مضيفاً: "للولايات المتّحدة مساعدة انسانيّة كبيرة تُقدّمها وهي تُراقب عن كثب الوضع في فنزويلا". وتابع: "نترقب اليوم الذي تتمّ فيه استعادة الديموقراطيّة وتكون فنزويلا حرّة وتسود الحرّية المنطقة". ولم يُشارك مادورو في أعمال الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، وفضّل التوجّه إلى موسكو للقاء بوتين.

قضائياً، حُكِمَ على جنديَيْن فنزويليَيْن بالسجن 6 سنوات على خلفيّة وفاة الضابط في البحريّة رافايل أكوستا أثناء احتجازه، وهو متّهم بالتخطيط لاغتيال مادورو. ومثل اللفتنانت اسانيو تاراسيو والسرجنت استيبان زاراتي أمام محكمة مدنيّة في كراكاس، وحكمت عليهما بالسجن 6 سنوات وثمانية أشهر بتهمة القتل. وعبّر محامي الضابط المتوفي عن خيبة أمله لأنّ القاضي استبعد العقوبة الأساسيّة، وهي التعذيب، والتي تحمل عقوبة السجن ما يتراوح بين 15 و25 عاماً، طبقاً للقانون الجنائي. وكان أكوستا ضمن مجموعة من 13 شخصاً اعتقلوا لدورهم المفترض في "انقلاب فاشل" ضدّ مادورو، حاولت الحكومة أن تربطه بزعيم المعارضة خوان غوايدو.